Home قصص تحليلية سفيرة فرنسا لشؤون البيئة: العِلم والرؤية والتنسيق هي مفاتيح تحويل الالتزامات المناخية إلى أفعال

سفيرة فرنسا لشؤون البيئة: العِلم والرؤية والتنسيق هي مفاتيح تحويل الالتزامات المناخية إلى أفعال

by Hadeer Elhadary

خلال مشاركتها في فعالية الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) في أبوظبي، تحدثت باربرا بومبيلي، سفيرة فرنسا لشؤون البيئة، عن المبادرات البيئية المقبلة لفرنسا، وقمة «الصحة الواحدة» One Health، ورؤية بلادها لتعزيز التعاون في مجال الاستدامة مع دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي. وخلال الحوار، شددت بومبيلي على أهمية الاعتماد على العلم، وتبني رؤية طويلة الأمد، وضمان التنسيق بين القطاعات المختلفة لتحقيق تنفيذ فعّال للسياسات المناخية.

كيف ترين مستقبل العلاقات بين فرنسا ودول مجلس التعاون الخليجي في مجال الاستدامة؟
لا يمكنني الإجابة بدقة في الوقت الحالي، لأن لدينا شراكة قائمة ونعمل كفريق واحد بتقدير كبير. وأعتقد أنه من المهم احترام العمل الجماعي الذي نقوم به، لذلك من المبكر تحديد النقاط الأهم في هذه المرحلة.

فرنسا تستعد لاستضافة فعالية بيئية مهمة العام المقبل، هل يمكن أن تخبرينا المزيد عنها؟
نعم، ستُقام الفعالية في فرنسا العام المقبل، ولكنها لن تكون في باريس. إنها «قمة الصحة الواحدة» One Health Summit، وهي جزء من سلسلة قمم «كوكب واحد» One Planet التي أطلقها الرئيس إيمانويل ماكرون. الهدف منها هو جمع جميع الجهات المعنية لبحث قضية نرى أنه يجب العمل عليها بجدية أكبر. مفهوم «الصحة الواحدة» بالغ الأهمية، خصوصًا بعد جائحة كوفيد-19، لأنه يربط بين البيئة والمناخ وصحة الإنسان والحيوان. القمة ستركز على تعزيز الوقاية وتفعيل التعاون المشترك في هذا المجال.

تحدثتِ عن أهمية العلم في مواجهة التحديات البيئية، ولكن غالبًا ما نلاحظ فجوة بين المعرفة العلمية والتطبيق العملي. كيف يمكن لفرنسا أن تساهم في سد هذه الفجوة؟
قضية التنفيذ أساسية، ولكن لا يمكننا أن نُنفّذ شيئًا من دون أساس متين، وهذا الأساس هو العلم. من الضروري حماية البحث العلمي وتشجيعه. والعنصر الثاني هو وجود رؤية واضحة للمستقبل، لأننا إذا لم نعرف إلى أين نتجه فلن نتمكن من وضع خطة متماسكة. يجب أن تُبنى هذه الرؤية بشكل جماعي، بمشاركة العلماء والقطاع الخاص والمجتمع المدني، لتحديد الأهداف على المدى الطويل، سواء بعد 10 أو 20 أو 50 عامًا.

وبعد وضع هذه الرؤية، علينا صياغة استراتيجية تربط بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة والعدالة الاجتماعية. في فرنسا أنشأنا «الأمانة العامة للتخطيط البيئي» المرتبطة بمكتب رئيس الوزراء، ومهمتها التنسيق بين الوزارات والمستويات الإدارية المختلفة. هذا التنسيق ضروري لأنه يتيح لنا متابعة التقدم استنادًا إلى البيانات والأهداف المحددة. وعندما تكون لديك رؤية واضحة وتنسيق فعّال واستناد إلى العلم، يصبح التنفيذ ممكنًا وفعّالًا.

لطالما كانت فرنسا والاتحاد الأوروبي في طليعة الدول في صياغة السياسات المناخية. كيف ترين مستقبل السياسات الأوروبية في هذا المجال، خصوصًا مع سعي العديد من الدول العربية، ومنها دول الخليج، إلى مواءمة سياساتها مع الاتحاد الأوروبي؟
أوروبا كانت دائمًا رائدة في السياسات البيئية، ويجب أن تظل كذلك. خلال رئاسة فرنسا للاتحاد الأوروبي أطلقنا العديد من المبادرات، وتم اعتماد أجزاء من حزمة «الجاهزية لتحقيق 55%» (Fit for 55). ما تقوم به أوروبا يشكل نموذجًا يمكن للدول الأخرى الاستفادة منه وتكييفه مع احتياجاتها. وأنا على ثقة بأن أوروبا ستبقى منطقة رائدة وملهمة في العمل المناخي العالمي.

مع اقتراب مؤتمر المناخ COP30 في البرازيل، ما الدور الذي ستلعبه فرنسا هناك؟
ستكون فرنسا حاضرة بالطبع. هذه الدورة ستكون الذكرى العاشرة لاتفاق باريس، وستشارك فرنسا في دعم البرازيل لتنظيم مؤتمر ناجح يركز بشكل خاص على قضية الغابات. الغابات تقع في قلب قضايا المناخ والتنوع البيولوجي والتنمية المستدامة، ولها أهمية كبيرة بيئيًا واقتصاديًا. سنتعاون مع البرازيل لضمان أن يكون المؤتمر فرصة حقيقية لتحقيق تقدم في هذه القضايا الحيوية.

You may also like