منذ إطلاقها المنتظر في وقت سابق من هذا العام، تواصل المبادرة الصحية الرائدة لتايوان – حملة “Go Healthy with Taiwan 2025” – تحقيق زخم عالمي متزايد. وبقيادة إدارة التجارة الدولية التايوانية (TITA) التابعة لوزارة الشؤون الاقتصادية، وتنفيذ مجلس تنمية التجارة الخارجية التايواني (TAITRA)، تقرّب الحملة التقنيات الصحية المبتكرة من تايوان إلى المجتمعات في مختلف أنحاء العالم، مؤكدة على أهمية التعاون عبر الحدود من أجل حياة أكثر صحة.
وفي دبي، لاقت الأنشطة الميدانية للحملة تفاعلاً واسعًا، مما يعكس دور الإمارة المحوري في هذه الحركة الصحية الدولية.
تدعو المبادرة المؤسسات العامة والشركات الصغيرة والمتوسطة وحتى الهيئات الحكومية من جميع المناطق إلى تقديم مقترحات ضمن ثلاثة قطاعات استراتيجية: تقنيات اللياقة والرياضة، ركوب الدراجات، والرعاية الصحية الذكية. ويتنافس المشاركون على ثلاث جوائز نقدية تبلغ قيمتها الإجمالية 30 ألف دولار أمريكي، فيما ستحصل الفرق الستة الأفضل على دعوة خاصة للمشاركة في جولة “Go Healthy Tour” في تايوان، والتي تتيح تجربة مباشرة لمنظومة التكنولوجيا الصحية في البلاد. وتشمل الجولة عروضًا عملية، وزيارات ميدانية، وفرصًا للتواصل مع أبرز المبتكرين التايوانيين لاستكشاف آفاق التعاون ودمج المنتجات.
أبرز محطات الحملة
حتى الآن، جذبت حملة “Go Healthy with Taiwan 2025” تدفقًا كبيرًا من الأفكار المبتكرة حول العالم، استنادًا إلى نجاح حملة “Go Green with Taiwan” العام الماضي التي استقبلت 396 مقترحًا من 45 دولة. ويهدف المنظمون هذا العام إلى تجاوز 500 مقترح من خمس قارات، وقد أظهرت المشاركات حتى الآن إبداعًا وروحًا ريادية ملحوظة.
من أنظمة التدريب المدعومة بالذكاء الاصطناعي وأجهزة المراقبة الصحية القابلة للارتداء، إلى حلول ركوب الدراجات الحضرية، تؤكد المقترحات على أهمية التقنيات في تعزيز الصحة المستدامة في المجتمعات المتنوعة. كما تُبرز هذه الأفكار كيف يمكن للابتكارات التايوانية في مجالات اللياقة والتنقل والرعاية الصحية أن تُطبّق لتحسين الرفاهية على المستوى المحلي، في انسجام مع رسالة الحملة الأساسية المتمثلة في “الابتكار من أجل حياة صحية”.
المشاركة المجتمعية في دبي
برزت دبي كأحد الفصول النابضة بالحياة في حملة “Go Healthy with Taiwan”. وخلال الصيف، أطلق المنظمون فعالية تفاعلية مؤقتة أتاحت للجمهور التعرف مباشرة على منظومة الابتكار الصحي التايوانية.
تضمنت الأنشطة الميدانية عروضًا مباشرة لحلول صحية متطورة من علامات تجارية حائزة على جوائز “Taiwan Excellence”، وجذبت جمهورًا متنوعًا من عشاق الصحة ورواد الأعمال في التكنولوجيا والعائلات. اختبر الزوار أجهزة اللياقة الذكية المعززة بالذكاء الاصطناعي، والتي تخصص التمارين بشكل لحظي، ما يعكس ريادة تايوان في تقنيات الرياضة واللياقة. كما جربوا دراجات عالية الأداء وأجهزة التنقل الكهربائي، مؤكّدين مكانة تايوان كمركز عالمي لتقنيات ركوب الدراجات والنقل المستدام. وفي جانب الرعاية الصحية، عرض المبتكرون أجهزة تشخيص قابلة للارتداء ومنصات التطبيب عن بُعد، مسلطين الضوء على الدور المتنامي للتكنولوجيا الطبية التايوانية في تعزيز الرعاية الوقائية والخدمات الصحية عن بُعد.
ولم تقتصر الفعالية على عرض الابتكارات فحسب، بل فتحت المجال أيضًا أمام تبادل ثقافي حول مفاهيم العافية. حيث تواصلت الشركات الناشئة المحلية والمتخصصون في الرعاية الصحية مع ممثلي الشركات التايوانية، لاستكشاف فرص التعاون وتبادل الخبرات حول تلبية أولويات الصحة واللياقة في الإمارات.
وقال فوتاي وي، مدير مركز التجارة التايواني في دبي: “من خلال هذه الحملة، نبني شراكات تمكّن المجتمعات في الإمارات من الاستفادة من الحلول الصحية المبتكرة من تايوان – ما يساعد على وضع معايير جديدة لمجتمعات أكثر صحة”. وأشار إلى أن شغف دبي بتقنيات الحياة الذكية، إلى جانب المنتجات الصحية التايوانية المتقدمة، يخلق تكاملاً واعدًا قد يُلهم أنماط حياة أكثر صحة وحلولًا ذكية للمدن في المنطقة.
وبحسب المنظمين، فقد أسهم الحضور الكبير والاهتمام القوي في دبي في تمهيد الطريق لتوسيع المشاركة، بدءًا من برامج تجريبية محتملة لدمج التكنولوجيا الصحية التايوانية في العيادات المحلية، وصولًا إلى فتح حوارات جديدة حول أسلوب الحياة النشط والابتكار الصحي بين تايوان وشركاء الخليج.
المرحلة المقبلة
ومع تقدم حملة “Go Healthy with Taiwan 2025” نحو مرحلتها التالية، يظل التركيز على المشاركة المجتمعية ورواية القصص المؤثرة بدلًا من التنافس وحده. ويُظهر التفاعل الكبير في دبي وغيرها كيف يمكن لتبادل الابتكار عبر الحدود أن يقود إلى تحسينات ملموسة في الصحة والرفاهية.
وسيتم الإعلان عن القائمة الرسمية للمتأهلين في أوائل أكتوبر 2025، ما يشكل محطة جديدة في هذه الرحلة التعاونية. وحتى ذلك الحين، تواصل المبادرة الصحية العالمية لتايوان توحيد الناس والأفكار – من آسيا إلى الشرق الأوسط وما بعده – في مهمة مشتركة لبناء مستقبل أكثر صحة واستدامة.