في هذه المقابلة الحصرية، يتحدث موقع ESG Mena مع غابي حنا، نائب الرئيس الأول/ العضو المنتدب لشركة “إيفرلينس” في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، حول ريادة الشركة الممتدة لعقود في مجال تكنولوجيا احتجاز الكربون، وإعادة إطلاق علامتها التجارية، ودورها المتنامي في دعم التحول البيئي في المنطقة. من المشاريع الكبرى في أبوظبي والسعودية، إلى الطموحات في قطاع الإسمنت، يشرح حنا كيف تضع “إيفرلينس” نفسها في موقع ريادي لمساعدة المنطقة على تحقيق أهداف الحياد الصفري، ويتحدث عن تحديات القوانين والاستثمارات، ولماذا يرى أن احتجاز الكربون أكثر من مجرد حل مؤقت.
-ما أهم المحاور التي تناولتموها في جلسة اليوم؟
: نحن هنا اليوم لمناقشة موضوعين رئيسيين. الأول هو احتجاز الكربون — ما هو، ولماذا هو مهم، وكيف تمتلك شركة “إيفرلينس” التكنولوجيا اللازمة لدعم الانتقال إلى بيئة أفضل. والثاني هو إعادة إطلاق علامتنا التجارية تحت اسمنا الجديد “إيفرلينس” والأسباب وراء ذلك.
هذه المنطقة مرتبطة بالعديد من الصناعات مثل النفط والغاز والبتروكيماويات والإسمنت، وهي من أكبر المساهمين في الانبعاثات. ومع المبادرات العالمية للحفاظ على كوكب الأرض، فإن أحد أهم الحلول هو تطوير واستخدام تقنيات احتجاز الكربون التي تعيد توظيف الكربون المحتجز بدلاً من إطلاقه في الغلاف الجوي. نحن في “إيفرلينس” نمتلك موقعاً قوياً جداً في هذا المجال، حيث نعمل فيه منذ أكثر من 35 عاماً ولدينا مشاريع مرجعية حول العالم، ونعتقد أننا رواد عالميون في هذه التكنولوجيا.
ماذا يعني اسم “إيفرلينس” ولماذا انتقلتم من اسم MAN Energy Solutions؟
ج: كلمة “Ever” مرتبطة بالكثير من الإنجازات التاريخية لدينا: أول محرك ديزل في العالم ابتكره الدكتور رودولف ديزل، وهو مهندس في شركة MAN؛ أول محرك غاز؛ أول سفينة تعمل بالديزل Selandia؛ أول ضاغط تحت البحر؛ وأكبر مضخة حرارية في العالم. نحن نفخر بماضينا. أما كلمة “land” فهي مشتقة من كلمة “excellence” أي التميز، لأن معداتنا ومنتجاتنا عالية الجودة للغاية. الجمع بين الكلمتين أعطانا اسم “إيفرلينس”.
غيرنا الاسم لأن الناس كانوا غالباً يربطون شركتنا بشاحنات وحافلات أكثر من عملنا الحقيقي. لكن التغيير لم يكن فقط لأسباب ملكية؛ أردنا اسماً يميزنا ويعكس تحولنا نحو الطاقة الخضراء. اسم “مان” كان دائماً مرتبطاً بالوقود الأحفوري والصناعات الثقيلة، بينما “إيفرلينس” اسم أكثر جاذبية وصديق للبيئة، ويمثلنا بشكل أفضل، ويجذب المواهب الجديدة.
نحن ما زلنا جزءاً من مجموعة فولكسفاغن — الشركة لم تتغير، فقط العلامة التجارية.
هل يمكن أن تعطينا لمحة عن حجم عمليات الشركة حول العالم؟
لدينا حوالي 15,000 موظف في 140 دولة. بلغت إيراداتنا العام الماضي 4.3 مليار يورو، ونتوقع هذا العام أن نتجاوز 5.5 مليار يورو. نمتلك أكثر من 260 عاماً من الخبرة، ونعمل في 150 دولة مع 140 موقعاً. نصنع منتجاتنا في أوروبا والهند والصين، ولدينا مراكز خدمة في جميع أنحاء العالم.
شبكة الخدمات لدينا “PrimeServ” لا تضاهى، ونهدف لتوسيعها أكثر في هذه المنطقة. قمنا بإعادة هيكلة عملياتنا وتقسيم العالم إلى أربعة أقاليم، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من بين الأكثر وعداً، ولهذا نقلنا صلاحيات اتخاذ القرار محلياً، وزدنا الخبرات الفنية على الأرض، واقتربنا أكثر من العملاء. منذ تطبيق هذا النهج، تضاعف حجم الطلبات في منطقتنا أربع مرات.
ماذا عن استثماراتكم في التدريب وبناء القدرات المحلية؟
أسسنا أول أكاديمية تدريب لنا في دبي، بجوار مكاتبنا. تخدم هذه الأكاديمية العملاء والموظفين على حد سواء، مع التركيز على تدريب المهندسين المحليين من مختلف أنحاء المنطقة. ونحن بالفعل نخطط لافتتاح أكاديمية ثانية في مومباي بالهند. هذه المبادرات جزء من استراتيجية اللامركزية لدينا، لجعل المعرفة والمهارات أقرب إلى مواقع العمل.
ما هي التقنيات الأساسية التي تقدمونها لدعم التحول البيئي؟
لقد انتقلنا من الضواغط والمحركات التقليدية إلى حلول أكثر صداقة للبيئة، حيث نعمل على إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتطوير محركات الوقود المستقبلي التي لا تقتصر على محركات الديزل أو الغاز للسفن فقط، بل تشمل أيضاً المحركات التي تعمل بالميثانول والأمونيا كخيارات أكثر صداقة للبيئة. كما نقوم بتنفيذ تحديثات للسفن القديمة عبر تزويدها بمحركات أنظف لتتوافق مع اللوائح البيئية الصارمة، بالإضافة إلى تطوير أنظمة احتجاز الكربون التي تمثل محوراً رئيسياً في عملنا، فضلاً عن الاستثمار في مجال المضخات الحرارية الكبيرة، وهو قطاع نامٍ لم يزدهر بعد في هذه المنطقة.
كيف تعمل تقنيات احتجاز الكربون لديكم؟
في الصناعات الكبرى، يمكن لحزم الضواغط لدينا احتجاز ما يصل إلى 85% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. يمكن تخزين ثاني أكسيد الكربون المحتجز، أو إعادة حقنه في العمليات، أو استخدامه لإنتاج الأمونيا والأسمدة أو حتى في المشروبات الغازية. لدينا أكثر من 30 عاماً من المشاريع المرجعية حول العالم، بما في ذلك مشروع حبشان في أبوظبي — وهو أكبر مشروع لاحتجاز ثاني أكسيد الكربون في الشرق الأوسط — ومشاريع في السعودية (الحوية والعثمانية)، ومشروع Northern Lights في النرويج في قطاع الإسمنت. كما ننفذ مشروعات لتخزين ثاني أكسيد الكربون في خزانات بحرية مثل هولندا. ومن أبرز إنجازاتنا ضاغط ثاني أكسيد الكربون المكون من 10 مراحل، والذي يعمل منذ أكثر من 20 عاماً في تطبيقات اليوريا.
ما أهمية منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في استراتيجيتكم العالمية؟
في البداية، ركزت استراتيجية احتجاز الكربون على الولايات المتحدة وأوروبا، لكن العديد من المشاريع الأولى جاءت فعلياً من هذه المنطقة. ورغم أن المنطقة متأخرة بيئياً، إلا أنها تضم العديد من الصناعات الثقيلة التي لا تمتلك أنظمة لاحتجاز الكربون، ما يمثل فرصة كبيرة. لدينا الآن أكثر من 2000 موظف هنا، وفريق هندسي وفريق تطبيقات في دبي، مع قدرة فنية محلية كاملة.
ماذا عن قطاع الإسمنت؟
الحكومات بحاجة إلى تنظيم القطاع وتقديم الحوافز. يجب على القطاع الخاص الاستثمار، لكن احتجاز الكربون يزيد من النفقات الرأسمالية. الإعفاءات الضريبية والحوافز يمكن أن تساعد. يمكننا تكرار نجاح النرويج هنا — نحن في محادثات مع مصانع إسمنت، لكن التقدم أبطأ مما هو عليه في قطاع النفط والغاز.
ما أبرز الاتجاهات في مجال احتجاز الكربون؟
شركات مثل أدنوك بدأت في تطبيقه في المصانع الجديدة. هدف الإمارات للوصول إلى الحياد الصفري بحلول 2050 سيتطلب المزيد من هذه المشاريع. نحن نتابع مشاريع مع أدنوك من المتوقع أن تتحقق خلال عام.
ما الدروس المستفادة من مشاريع مثل حبشان؟
تركيب أنظمة احتجاز الكربون هو الخطوة الصحيحة لخفض الانبعاثات. التوسع يتطلب عقليات مناسبة وتكنولوجيا متقدمة.
كيف توازن أبوظبي بين النمو وأهداف خفض الانبعاثات؟
النمو حالياً أسرع من خفض الانبعاثات، لكن المزيد من مشاريع احتجاز الكربون في الطريق. نحن نعمل مع أدنوك لزيادة إنتاج النفط إلى 5 ملايين برميل يومياً، باستخدام ثاني أكسيد الكربون في الاستخلاص المعزز للنفط.
هل يوفر احتجاز الكربون قيمة اقتصادية طويلة الأمد؟
بالتأكيد — فهو يخلق وظائف، ويزيد الأرباح، ويحفز الابتكار. يمكن لثاني أكسيد الكربون تحسين العمليات، أو استخدامه كمواد خام، أو تخزينه، وهناك حتى من يرى أنه قد يتحول إلى ألماس مع مرور الوقت.
ما المطلوب لنجاح هذه التقنيات خلال 5–10 سنوات؟
المطلوب هو تحقيق وفورات الحجم وتحسين التكنولوجيا. المصانع ستصبح أكبر، ما يتطلب أنظمة ضواغط أكثر تعقيداً.
ما مدى أمان تخزين ثاني أكسيد الكربون؟
آمن جداً — أكثر أماناً من تخزين الغاز الطبيعي. ومن الأفضل بكثير تخزينه بدلاً من إطلاقه.
ما رأيك في ضريبة الكربون في دول الخليج؟
رغم أن الأمر ليس من اختصاصي المباشر، إلا أن فرضها سيدفع القطاع الخاص لخفض الانبعاثات.
ما القطاعات الأخرى التي يمكن أن تستفيد من خبراتكم؟
الصلب، والأسمدة، وقطاع البناء، والنقل، بالإضافة إلى النفط والغاز والإسمنت.