وقعت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، الشركة الإماراتية الرائدة عالمياً في مجال الطاقة النظيفة، وشركة الطاقة الألبانية “كيش”، اتفاقية تحديد شروط تأسيس مشروع مشترك لاستكشاف فرص تطوير مشاريع طاقة متجددة بقدرات واسعة النطاق في ألبانيا.
حضر مراسم التوقيع التي أقيمت على هامش فعاليات مؤتمر الأطراف COP29 المنعقد في باكو بأذربيجان، معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف COP28، رئيس مجلس إدارة “مصدر”؛ ومعالي بليندا بالوكو، نائبة رئيس الوزراء وزيرة البنية التحتية والطاقة في ألبانيا، ووقع الإتفاقية كل من محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة “مصدر”؛ وإرالد إليزي، الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة الألبانية “كيش”.
ويهدف التعاون المشترك إلى تطوير وتشغيل مشاريع طاقة متجددة باستخدام حلول تقنية متنوعة تشمل الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح والحلول الهجينة، مع إمكانية تطوير نظم بطاريات لتخزين الطاقة. وسيتم توريد الطاقة المُنتجة إلى السوق الألبانية وتصديرها إلى الدول المجاورة.
وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: “تؤكد هذه الاتفاقية التزام دولة الإمارات بمواصلة دورها الرائد في نشر حلول وتقنيات الطاقة النظيفة حول العالم. وسوف نوظف خبراتنا في مجال الطاقة المتجددة للاستفادة من الموارد الطبيعية الوفيرة في جمهورية ألبانيا الصديقة، لنسهم مع شركائنا في تطوير مشاريع مجدية وبنية تحتية متطورة لطاقة المستقبل، بما يزيد حجم إنتاج أكبر قدر ممكن من الطاقة بأقل انبعاثات”.
من جهتها، قالت معالي بليندا بالوكو: “تمثل الشراكة بين شركة الطاقة الألبانية ’كيش‘ و’مصدر‘ محطة مهمة في رحلة ألبانيا لتعزيز أمن واستدامة قطاع الطاقة، كما أنها تعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين ألبانيا ودولة الإمارات وأهمية التعاون الدولي لبناء مستقبل أخضر ومستدام. ومن خلال الجمع بين الخبرة العالمية لشركة ’مصدر‘ ووفرة مصادر الطاقة المتجددة في ألبانيا، فإننا نحقق خطوة مهمة باتجاه بلوغ أهدافنا المحلية للطاقة، وترسيخ مكانة ألبانيا كلاعب رئيسي في سوق الطاقة الأوروبية، إلى جانب تعزيز أمن الطاقة وتوفير فرص اقتصادية جديدة، ودعم جهود ألبانيا لتحقيق أهداف المناخ العالمية”.
وتهدف هذه الشراكة إلى الاستفادة من مكانة شركة الطاقة الألبانية “كيش” كمنتج رائد للطاقة في ألبانيا والخبرة العالمية لشركة “مصدر”، من أجل تطوير حلول طاقة متجددة تسهم في تسريع انتقال ألبانيا نحو الاعتماد على الطاقة النظيفة. ويشكل المشروع المشترك نقلة نوعية في مجال تطوير قدرات الطاقة المتجددة بألبانيا، حيث ستتم الاستفادة من العلاقات الوطيدة التي تربط “مصدر” بالجهات المزوّدة للحلول التقنية والمؤسسات المالية، وخبرتها الواسعة في تشغيل مثل هذه المشاريع، إلى جانب الاستفادة من معرفة شركة الطاقة الألبانية “كيش” بالسوق والبنية التحتية المحلية الحالية. ومن خلال هذا التعاون، سوف تسهم “مصدر” و”كيش” في تعزيز مبادرات إزالة الكربون بألبانيا ودعم سوق الطاقة الأوروبية على نطاق أوسع.
وقال محمد جميل الرمحي: “تمثل اتفاقية التعاون المشترك مع شركة الطاقة الألبانية ’كيش‘ خطوة مهمة في إطار مساعي ’مصدر‘ لتوسيع أنشطتها في منطقة البلقان وجنوب شرق أوروبا. ومن خلال الجمع بين خبرتنا الكبيرة في تطويرمشاريع طاقة متجددة واسعة النطاق، ومعرفة ’كيش‘ الواسعة بسوق الطاقة الألبانية، سيسهم تعاوننا في دعم جهود التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة في ألبانيا. وفي حين تستهدف ’مصدر‘ تطوير مشاريع بقدرة 100 جيجاواط بحلول عام 2030، يسهم هذا الاتفاق في دعم الطموحات العالمية لتحقيق الانتقال في قطاع الطاقة. وإننا نتطلع إلى توسيع نطاق شراكاتنا في ألبانيا وشرق البلقان”.
من جهته، أكد إيرالد إليزي، بأن هذه الشراكة مع “مصدر” تشكّل محطة مهمة في رحلة الطاقة المتجددة في ألبانيا، مشيراً إلى التزام “كيش” بتعزيز التنمية المستدامة وتنويع مصادر الطاقة. وأوضح بأن ألبانيا تستفيد بالفعل من مزيج الطاقة الخضراء، إلا أن هذه الشراكة ستسهم في تعزيز مرونة قطاع الطاقة، وتحسين استقراره، وتفتح آفاقاً لتصدير الطاقة النظيفة إلى المنطقة. وقال: “سنعمل من خلال شراكتنا مع ’مصدر‘ الرائدة عالمياً في قطاع الطاقة النظيفة، على الاعتماد على أحدث التقنيات المبتكرة في هذا المجال، وتعزيز دورنا كشركة رائدة في مجال الطاقة النظيفة في منطقة البلقان، وترسيخ مكانة ألبانيا كدولة فاعلة في قطاع الطاقة الأوروبي”.
ويأتي المشروع المشترك بين “مصدر” وشركة الطاقة الألبانية “كيش” ليعزز الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين دولة الإمارات العربية المتحدة وألبانيا. وسوف يقوم المشروع بدورٍ حيوي في زيادة قدرة ألبانيا على إنتاج الطاقة المتجددة، وتلبية الطلب المحلي وتعزيز قدرتها على تصدير الطاقة إلى البلدان المجاورة، والمساهمة في تحقيق أهداف أمن الطاقة والاستدامة في المنطقة.
وعززت “مصدر” مشاريعها بشكل كبير في منطقة جنوب شرق أوروبا من خلال استحواذها على شركة تيرنا إنرجي، أكبر مطور ومستثمر في مشاريع الطاقة المتجددة في اليونان والتي تستهدف رفع القدرة التشغيلية لمشاريعها في مجال الطاقة المتجددة إلى 6 جيجاواط بحلول عام 2029. كما وسعت “مصدر” حجم استثماراتها في البلقان من خلال الإعلان مؤخراً عن استكمال الإغلاق المالي لمشروع محطة “شيبوك 2” لطاقة الرياح بقدرة 154 ميجاواط في صربيا، لتضاف إلى القدرة الحالية لمحطة “شيبوك 1” وهي 158 ميجاواط ، ويفوق إجمالي القدرة الإنتاجية الـ 300 ميجاواط.