فاز الصندوق الكويتي للتنمية بجائزة عبد اللطيف يوسف الحمد لعام 2024، لأفضل مشروع تنموي اقتصادي واجتماعي في الوطن العربي، تقديراً لتمويله مشروع “مصرف بحر البقر” بجمهورية مصر العربية.
وقال مدير عام الصندوق الكويتي للتنمية بالوكالة السيد وليد شملان البحر: ” الحصول على جائزة عبد اللطيف الحمد التنموية لمشروع مصرف بحر البقر لا يعكس فقط نجاح الصندوق الكويتي في جهوده التنموية في المنطقة العربية، ولكنه أيضا يمثل احتفالا بالجهود الجماعية للمؤسسات التنموية والمالية العربية التي ساهمت في تغيير حياة الملايين من الناس في الوطن العربي والعالم”.
وأفاد البحر ان “جهودنا الإنمائية لم تنته بعد، حيث لا تزال الدول النامية تحتاج إلى دعم المجتمع الدولي لتحقيق طموحاتها التنموية، ولاتزال البيئة بحاجة إلى رعايتنا وابتكارنا والتزامنا بترك إرث يلهم الأجيال القادمة”.
وقد جاء مشروع “مصرف بحر البقر” الذي تمّ افتتاحه في 27 سبتمبر 2021 متكاملاً بتخطيطه الفني وتطبيقه العملي، فأصبح مستوفياً لشروط الجائزة ومستحقاً للفوز بها.
ويُعدّ هذا المشروع من أهم المشاريع التي موّلها الصندوق الكويتي في مصر بتكلفة بلغت حوالي 416 مليون دولار أمريكي، ويتضمن 3 مكونات رئيسية هي: إنشاء قناطر لتحويل 5 ملايين متر مكعب من المياه يومياً من مصرف بحر البقر، وإنشاء محطة معالجة سعتها حوالي 5 ملايين متر مكعب من المياه يومياً شرق قناة السويس، بالإضافة إلى استصلاح أراضي زراعية وإنشاء محميات زراعية ومصانع للتصنيع الزراعي وأعمال لتنمية الثروة الحيوانية.
ويتمثل الجانب الاقتصادي بهذا المشروع في زراعة آلاف الأفدنة بالاعتماد على المياه المعالجة التي تنتجها المحطة، وإنشاء محميات زراعية ومصانع للتصنيع الزراعي وأعمال لتنمية الثروة الحيوانية، وهو ما يُساعد على تحقيق الاستقرار الاقتصادي وزيادة الصادرات وتقليل الواردات للدولة بشكل عام.
وفي الجانب الاجتماعي، يعمل المشروع على تحسين الوضع المعيشي والاقتصادي للسكان في منطقة المشروع، كونه يُسهم في إقامة مشروعات تنموية، وأيضاً يُحسّن حياة الآلاف من الأهالي عن طريق خلق فرص عمل جديدة، سواء خلال تنفيذ أعمال المشروع أو بعد إنجازه.
أما في الجانب البيئي، فيعمل المشروع على مُعالجة حالة التدهور البيئي في منطقة شمال الدلتا، ومنها بحيرة المنزلة التي تُعتبر أحد أهم وأكبر البحيرات الطبيعية في مصر. وقد عانت خلال السنوات الماضية من التلوث المستمر، وتسبب ذلك في تقليص مساحتها بنسبة 75٪.
إضافة إلى ما سبق، يمثل المشروع قيمة نفسية ومعنوية كبيرة لأهل مصر، إذ تمت تسميته باسم “مشروع مصرف بحر البقر” حتى تظل ذكرى المذبحة الوحشية التي ارتكبها الكيان الصهيوني بقصفه مدرسة بحر البقر المشتركة بمحافظة الشرقية وقتل عدد كبير من الأطفال خالدة في الأذهان، ومن ثم فإن المشروع يخلد ذكرى هؤلاء الشهداء.
يحقق المشروع العديد من أهداف التنمية المستدامة، ومنها الهدف الثاني المعني بـ “القضاء التام على الجوع”، والهدف السادس الخاص بـ “المياه النظيفة والنظافة الصحية”، والهدف الثامن المتعلق بـ “العمل اللائق ونمو الاقتصاد”، والهدف التاسع المتعلق بـ “الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية”، والهدف الحادي عشر الخاص بـ “مدن ومجتمعات محلية مستدامة”، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من أهداف التنمية المستدامة.
وتستهدف جائزة عبد اللطيف يوسف الحمد إبراز وتشجيع المشاريع التنموية الناجحة التي ساهمت بحل مشكلات قائمة، من أجل تعزيز القدرات الاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي.
وتمنح هذه الجائزة للجهات التي تُسهم في تمويل مشاريع إنمائية متميزة، تقديراً لهذه الجهات وحرصها على تحقيق التنمية في الوطن العربي.