اختتم مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي بنجاح الدورة الافتتاحية من مؤتمر التمريض، الذي انعقد في وقت سابق من هذا الشهر في الخُبر تحت شعار “ما بعد رؤية 2030: تشكيل مستقبل مهنة التمريض في السعودية”.
وعلى مدار يومين، حشد المؤتمر أكثر من 350 من الرواد وصانعي القرار والأكاديميين والمتخصصين في التمريض من أهم مؤسسات قطاع الرعاية الصحية في السعودية وخارجها بهدف وضع تصوّر لخارطة طريق استراتيجية ترتقي بممارسات التمريض بعد تحقيق الأهداف الطموحة التي حددتها رؤية 2030.
وفي خضم التحولات الهائلة المدفوعة برؤية 2030 وتزايد عدد السكان الذي تخطى 37 مليون نسمة، شهد قطاع الرعاية الصحية في السعودية ارتفاعًا في عدد الممرضين والممرضات بنسبة 23% ليتجاوز 235 ألفاً. ومع تنامي الطلب على القوى العاملة المتخصصة في الرعاية الصحية إلى 175 ألف موظف إضافي بحلول عام 2030، برزت أهمية مؤتمر مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي في تسهيل المناقشات الحاسمة، وتوحيد وجهات النظر المتنوعة، وتعزيز الحوار الاستباقي لمعالجة هذه التحديات.
قال هاني عياد، كبير مسؤولي التمريض في المركز: “يمثّل الممرضون والممرضات عماد منظومة الرعاية الصحية لدينا، ويعدّ المؤتمر شهادة على دورهم الأساسي في تشكيل مستقبل الرعاية الصحية في السعودية. ومن خلال تطوير ممارسات التمريض، وتعزيز الريادة، وتطبيق نماذج رعاية مبتكرة، نعمل على الارتقاء بهذه المهنة وتحقيق تحول نوعي في رعاية المرضى عبر أنحاء المملكة. وبالجمع بين وجهات النظر المتنوعة لتحقيق تغيير هادف والارتقاء بمعايير التمريض لتحسين نتائج المرضى، أطلق مؤتمر مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي للتمريض 2024 شعلة التعاون والابتكار على مستوى القطاع ككل”.
وتناول المؤتمر 24 موضوعاً متنوعاً ناقشها 29 متحدثاً محلياً ودولياً، وشمل ست نقاشات وحوارات تفاعلية شارك فيها خبراء من وزارة الصحة السعودية، والشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ومستشفى جونز هوبكنز وغيرهم.
وتناولت الجلسات قضايا رئيسية شملت نطاق ممارسات التمريض في المملكة، ومعايير الأداء الوطنية، ونتائج سياسات رؤية 2030. وركزت النقاشات أيضاً على المشهد التنظيمي لممارسات التمريض، وكيف يمكن لفريق التمريض المساهمة في صياغة السياسات التي تمكّن المهنة وتضمن أعلى معايير الرعاية. بالإضافة إلى ذلك، بحث المؤتمر الاستراتيجيات المالية لتخطيط القوة العاملة، مؤكداً على ضرورة زيادة الاستثمارات لتعزيز الاستدامة المالية لمؤسسات الرعاية الصحية.
وقال الدكتور محمد الغامدي، رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للتمريض والمدير العام لشؤون التمريض بوزارة الصحة السعودية: “أكد مؤتمر التمريض 2024 على الدور الديناميكي والجوهري للتمريض في تحقيق أهداف رؤية 2030 ضمن مجال الرعاية الصحية. وللقوى العاملة في مجال التمريض تأثير اقتصادي كبير على نظام الرعاية الصحية، حيث أن مشاركتهم تعمل على تعزيز الكفاءة وخفض التكاليف وتحسين جودة الرعاية. ولفريق التمريض دور أساسي في اتخاذ القرارات وصياغة السياسة الصحية”.
وأضاف: “نعمل على وضع خطط قابلة للتنفيذ ستزود الممرضين والممرضات بالمهارات والكفاءات اللازمة لمواجهة أصعب تحديات الرعاية الصحية دائمة التطور، وضمان مرونة وقدرة منظومة الرعاية الصحية لدينا على التكيف والتنافس عالمياً”.
كما ركّز المؤتمر على تعزيز الريادة في مجال التمريض، وألقى الضوء على تخطيط التعاقب الوظيفي، وتمكين النساء الرائدات في هذا المجال، ورعاية المرونة، وتشجيع ريادة الأعمال ضمن القطاع. كما أولى المؤتمر اهتماماً كبيراً لدمج التكنولوجيا المتقدمة، ومنها الذكاء الاصطناعي، في ممارسات التمريض باعتبارها وسيلة لتلبية احتياجات الرعاية الصحية وتطوير ممارسات رعاية المرضى في المملكة. كما بحث المشاركون في المؤتمر التحديات والفرص العالمية ضمن مجال التمريض، مع التركيز على تحسين بيئات العمل والارتقاء بصحة وعافية الموظفين وتعميم التنوع والشمولية ضمن المهنة.
وأكد المؤتمر كذلك على أهمية التعلم المستمر والابتكار في الارتقاء بمعايير التمريض عبر 40 عرضاً توضيحياً تناولت التطورات القائمة على البحوث ومشاريع تحسين الجودة التي يقودها الممرضون في جميع أنحاء المملكة. وأكدت الجلسات على الالتزام بالرعاية التي تتمحور حول المريض، بما يتماشى مع نموذج الرعاية الصحية في المملكة، وتعزيز الرعاية الرحيمة التي تحترم كرامة وخصوصية كل مريض.
وقالت الدكتورة ديبورا بيكر، نائب الرئيس الأول لشؤون التمريض وكبيرة مسؤولي التمريض في مستشفى جونز هوبكنز: “يشكّل الابتكار في مجال التمريض عاملاً بالغ الأهمية لتحسين نتائج المرضى والنهوض بالرعاية الصحية. وقد سلط المؤتمر الضوء على أهمية التعاون العالمي والتعلم المستمر لبناء قوة عاملة جاهزة للمستقبل ترسي معايير جديدة للتميز في هذا المجال. ومن خلال التركيز على تطوير القوة العاملة ودمج التكنولوجيا وتعزيز الريادة، نؤسس لإطار عمل يسهم في تطوير مشهد الرعاية الصحية في المملكة ومجتمع التمريض حول العالم، مما يضمن بقاء رعاية المرضى على رأس أولويات كل أعمالنا”.
وستدفع مخرجات المؤتمر نحو تبني نماذج جديدة في التعليم والتطوير المهني ضمن مجال التمريض، ومواءمة تخطيط القوة العاملة مع الأولويات الصحية الوطنية للمملكة، وتنمية قوة عاملة تتسم بالمرونة والقدرة على التكيف والجهوزية للمستقبل في مجال التمريض.
واستمراراً لهذا الزخم، يواصل مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي إعادة تعريف التميز في قطاع الرعاية الصحية بالمنطقة، وتوسيع نطاق تأثيره من خلال الأبحاث المتطورة والممارسات السريرية المتقدمة. ومن خلال اتباع نهج شامل في الأساس، يدمج المركز بسلاسة بين التكنولوجيا الطبية الحديثة والرعاية العطوفة، مما يضمن استفادة كل مريض من أعلى معايير العلاج. وتعمل هذه الاستراتيجية التقدمية على تعزيز المخرجات الصحية الفورية وتقوية الاستدامة والمرونة لمنظومة الرعاية الصحية على المدى البعيد.