اختتم، اليوم، في دبي أعمال “مؤتمر الإمارات للسلامة في الطيران 2024″، والذي تنظمه الهيئة العامة للطيران المدني تحت شعار “السلامة: أولوية ثابتة في صناعة متغيرة”. امتد المؤتمر على مدي يومين، وضم 24 متحدثًا متخصصًا من مختلف قطاعات سلامة الطيران، بما في ذلك الجهات الحكومية، وشركات الطيران، والمؤسسات الأكاديمية والبحثية ذات الصلة.
ركزت أجندة المؤتمر على التطورات المستمرة في العمليات التشغيلية وتأثيرها على منظومة إدارة السلامة في قطاع الطيران، والجهود الوطنية المتواصلة لضمان الحفاظ على أعلى مستويات السلامة التشغيلية.
يأتي المؤتمر، كجزء من خطة السلامة في برنامج السلامة الوطني لدولة الإمارات، حيث تناول المؤتمر مجموعة واسعة من الموضوعات الحيوية، بما في ذلك الاضطرابات الناتجة عن الاضطرابات الهوائية، وأنظمة إدارة السلامة، وسبل إدارة الإرهاق في الطيران، والتنقل الجوي المتقدم. استعرضت جلسة إدارة السلامة آخر التطورات في الرقابة الاستباقية على السلامة، مع التركيز على كيفية تطوير أطر إدارة السلامة واتخاذ القرار القائم على تحليل البيانات وإدارة المخاطر وأنظمة الإبلاغ عن السلامة المحسّنة في جميع أنظمة الطيران. وسلطت هذه الجلسة الضوء على أفضل الممارسات من كل من الهيئات التنظيمية وقادة الصناعة.
وركزت جلسة إدارة الإرهاق في الطيران على التحدي الرئيسي للذي يشكله الإرهاق في الطيران، مستكشفةً طرقًا مبتكرة لإدارة مخاطر الإرهاق وسبل تجاوزه والتعامل معه دون تأثير على كفاءة العمليات. قدم الخبراء استراتيجيات قائمة على البيانات لتخفيف مخاطر الإرهاق، مع التأكيد على ضرورة معالجة هذه التحديات عبر قطاعات التشغيل المختلفة، بما في ذلك عمليات الطيران، والمراقبة الجوية، وبيئة الصيانة. تضمنت الجلسة دراسات حالة من الواقع، واستراتيجيات عملية لتخفيف الإرهاق، وآخر الأبحاث العلمية حول آثار الإرهاق على أداء السلامة.
وجمعت لجنة التنقل الجوي المتقدم ، رواد الصناعة لمناقشة مستقبل النقل الجوي الحضري، مع التركيز على دمج آمن للطائرات الكهربائية القابلة للإقلاع والهبوط العمودي، كما تناولت هذه الجلسة التحديات التنظيمية ومتطلبات البنية التحتية والابتكارات التكنولوجية اللازمة لضمان سلامة وكفاءة عمليات التنقل الجوي المتقدم. كما سلطت اللجنة أيضًا الضوء على دور الريادي لدولة الإمارات في تبني هذه التقنيات الناشئة، مما يضمن أن يصبح التنقل الجوي المتقدم واقعًا في المنطقة مع الحفاظ على أعلى معايير السلامة.
وترجمت المناقشات التزام دولة الإمارات بتبني التقنيات الحديثة وتطبيق تدابير السلامة المستقبلية، وتعزيز الإدارة الاستباقية للسلامة عبر جميع قطاعات الطيران، مما يعزز من ريادة دولة الإمارات في الحفاظ على أعلى معايير السلامة الجوية في جميع أنحاء العالم.
وقال سعادة سيف محمد السويدي، مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني: “إن تعزيز كفاءة إدارة السلامة في عمليات الطيران يمثل أولوية ثابتة وركيزة أساسية في منظومة الطيران المدني. وأكد أن دولة الإمارات ملتزمة بتطوير قدراتها في مجال إدارة السلامة لمواكبة التغيرات السريعة التي يشهدها العالم، واستباق أي مخاطر محتملة قد تنشأ نتيجة لهذه التغيرات. وأكد أنه في ظل الالتزام بالتطوير المستمر وفق أفضل الممارسات والمعايير، فإن دولة الإمارات نجحت في ترسيخ مكانة ريادة إقليمية وعالميا في هذا المجال.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد عقيل الزرعوني، المدير العام المساعد لقطاع شؤون سلامة الطيران في الهيئة العامة للطيران المدني، أن التطورات التكنولوجية السريعة والتحولات التي تشهدها العمليات التشغيلية في قطاع الطيران المدني تجعل إدارة السلامة أكثر تعقيدًا مما كانت عليه في السابق. وأشار إلى الجهود الوطنية المستمرة لتبني أفضل الحلول التكنولوجية والتشغيلية لضمان سلامة وأمن هذا القطاع الحيوي.
وتابع أن “مؤتمر الإمارات للسلامة” يعد منصة مثالية لتبادل الرؤى والخبرات حول المستجدات التي تطرأ على هذا المجال الحيوي، وتقديم الحلول المبتكرة للتحديات التي تواجه قطاع الطيران. وأكد أن المؤتمر يجمع تحت سقف واحد كافة الجهات والمؤسسات العاملة في القطاع داخل الدولة، ما يتيح فرصة قيمة لاستكشاف الفرص المستقبلية ومواجهة التحديات بشكل جماعي.
وقد شهد اليوم الأول من المؤتمر تكريم الفائزين بجائزة ماراثون السلامة، التي نظمتها الهيئة العامة للطيران المدني، لتعزيز الجهود الرامية إلى تلبية متطلبات التنمية المستدامة للبنية التحتية للطيران بالدولة.
كما تناولت أجندة اليوم الأول عدة مواضيع تتعلق بالسلامة التشغيلية المستمرة والإطار التنظيمي للطيران العام، بما في ذلك الطائرات الخاصة وطائرات الأعمال. بالإضافة إلى ذلك، تم تقديم البروتوكول الجديد لبرنامج إدارة الأمراض المعدية أثناء السفر، والذي يهدف إلى منع انتشار الأمراض المعدية من خلال السفر الجوي. وقد تم تطوير هذا البروتوكول من خلال التعاون بين الهيئة العامة للطيران المدني، ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، وبالتنسيق مع برنامج الترتيبات التعاونية لمنظمة الطيران المدني الدولي (كابسكا) للوقاية وإدارة الأحداث الصحية العامة في الطيران الدولي.
وركز اليوم الثاني على ورش عمل رئيسية، بما في ذلك ورشة عمل فريق سلامة المدارج الوطنية في دولة الإمارات، والتي تركز على الوقاية من اختراقات المدارج والممرات، وورشة عمل “الإرهاق في بيئة الصيانة” التي استعرضت استراتيجيات للتخفيف من آثار الإرهاق على موظفي صيانة الطيران.