أعلنت شركة Visa، الرائدة عالميًا في مجال المدفوعات الرقمية، عن توسيع شراكتها مع جمعية الإمارات للطبيعة- الجمعية الخيرية البيئية، لاستكشاف حلول مبتكرة في “عام الاستدامة”.
وتهدف الشراكة إلى تعزيز الوعي بإمكانية الاستفادة من ثروات الطبيعة وما توفره من فرصة اقتصادية وتجارية، وذلك من خلال تفعيل مشاركة المجتمعات الزراعية المحلية في استخدام الحلول الابتكارية في مجال إنتاج الغذاء، والممارسات الزراعية المستدامة، وإنتاج منتجات مستدامة من شجرة الشوع.
وتسعى هذه المبادرة إلى التشجيع على زراعة أشجار الشوع على نطاق تجاري بعدما أثبتت الجهود السابقة لزراعتها نجاحاً كبيراً في تعاون بين موظفي Visa والمجتمعات المحلية.
يواجه التنوع البيولوجي على مستوى العالم تراجعًا غير مسبوق بسبب الأنشطة البشرية، وقد أظهر تقرير الكوكب الحي لعام 2024 الصادر عن الصندوق العالمي للطبيعة انخفاضًا بنسبة 73% في المتوسط في أعداد الكائنات الحية في العالم على مدار الـ50 عامًا الماضيةK ويُعد تدهور الأراضي وفقدان الموائل الطبيعية من العوامل الرئيسية التي تتسبب في هذه الأزمة.
وعلى المستوى المحلي، تأثرت جبال الحجر في المنطقة الشرقية بدولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص بسبب الرعي الجائر، وصناعات التعدين، وأنشطة البناء، مما أدى إلى انقراض بعض الكائنات الحية المحلية وتجزئة الموائل الطبيعية.
وتسعى Visa وجمعية الإمارات للطبيعة إلى تنفيذ دراسة جدوى عن زراعة أشجار الشوع المحلية لمعالجة بعض هذه التحديات البيئية، إلى جانب تمكين المجتمعات الزراعية المحلية من خلال إتاحة الفرص لتنويع محاصيلها ومصادر دخلها.
ويُذكر أنّ نبات الشوع، أو المورينغا العربية يزدهر في جبال الإمارات، وهو ما يرفع من مستوى جودة التربة ويمنع التعرية ويدعم الحشرات التي تساعد على تلقيح النباتات، مما يعزز التنوع البيولوجي وامتصاص الكربون. إن النمو السريع لهذه النباتات وقلة احتياجها للمياه يجعلها مثالية للزراعة المستدامة. كما تنتج بذور الشوع زيتًا يستخدم في صناعة مستحضرات التجميل ولأغراض الطهي، مما يتيح فرصًا لريادة الأعمال والمشاريع المحلية. كما أن أوراقها الغنية بالعناصر الغذائية ودرناتها تساهم في استراتيجية الأمن الغذائي الوطني لدولة الإمارات 2051 من خلال تعزيز الإنتاج الغذائي المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات.
يتماشى المشروع مع مستهدفات Visa لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والأنظمة البيئية التي تعمل فيها من خلال تمكين المجتمعات الزراعية المحلية، وتعزيز تطوير سلسلة القيمة للأعمال الزراعية في الإمارات، وتحسين الوصول إلى الأسواق ورفع القدرة التنافسية للمجتمعات الزراعية المحلية. بالإضافة إلى هذه الشراكة، تموّل Visa أيضًا التعليم والتدريب في مجال التمويل وتوفر المواد وورش العمل لدعم المزارعين المحليين.
وبهذه المناسبة، صرّح كارل مانلان، نائب الرئيس لشؤون التأثير الشامل والاستدامة في وسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في Visa: “وفقًا لدراستنا حول التجارة المستدامة لعام 2023، يرى 63% من المستهلكين في دول مجلس التعاون الخليجي أن الاستدامة تمثل تحديًا مجتمعيًا رئيسيًا. واستجابة لذلك، تشكل شراكتنا مع جمعية الإمارات للطبيعة بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة في مشروع الشوع دليلاً على التزام Visa بدعم الممارسات الزراعية المستدامة وتنويع مصادر الدخل، مما يعود بالفائدة على الناس، والبيئة والاقتصاد”.
من جانبها، علّقت ليلى مصطفى عبد اللطيف، المدير العام لجمعية الإمارات للطبيعة: “يمكن اعتبار زراعة أشجار الشوع المحلية نموذجًا للحلول الفعالة التي تستفيد من موارد الطبيعة لمعالجة مشكلة تراجع التنوع البيولوجي، وتغير المناخ، والتحديات المجتمعية المرتبطة به. وبفضل شراكتنا مع Visa، نجحنا في تحويل هذا المفهوم إلى واقع ملموس والدخول في مرحلة دراسة الجدوى، مما يقربنا كثيراً من تحقيق التغيير المطلوب في الأنظمة التي نتبعها في مجال الغذاء”.
بالإضافة إلى ذلك، تُسهم Visa في جهود الحفاظ على البيئة في الإمارات من خلال شراكتها طويلة الأمد مع برنامج “قادة التغيير” التابع لجمعية الإمارات للطبيعة بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة، والذي يهدف إلى تفعيل مشاركة المجتمع المدني بهدف إحداث تغيير ملموس على أرض الواقع من خلال التدريبات وجلسات توليد الأفكار والرحلات التطوعية الممتعة. وقد شارك أكثر من 400 موظف من Visa في هذه الأنشطة التطوعية والعلمية المجتمعية، مما أحدث تأثيرًا ملموسًا في جهود الحفاظ على البيئة المحلية ودعم أجندة الاستدامة في الإمارات.