تواصل دولة الإمارات تحقيق معدل مرتفع للحيوية بلغ 72.5، بحسب نتائج الدراسة التي أجرتها شركة سيغنا للرعاية الصحية تحت عنوان “دراسة سيغنا العالمية للصحة “. وكشفت نتائج الدراسة التي أعلنت عنها ليا كوتيريل الرئيس التنفيذي لشركة سيغنا للرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا )باستثناء السعودية(، عن تصاعد المخاوف المرتبطة بالصحة النفسية، والتواصل الاجتماعي، والصحة المالية، مما يستدعي اهتمامًا أكبر من أصحاب العمل.
شهد مفهوم الصحة والرفاهية تحولاً جوهرياً في السنوات الأخيرة، ليشمل أبعاداً متعددة مثل الصحة النفسية، والاجتماعية، والمالية، مع التأكيد على أهمية تحقيق التوازن بين العمل والحياة، وتعزيز الصحة العاطفية، وضمان الاستقرار المالي لتحقيق الحيوية الشاملة. يذكر أن “دراسة سيغنا العالمية للصحة” كانت قد شملت أكثر من 10,000 مشارك من 11 دولة، وتضمنت ثمانية جوانب رئيسية للعافية وهي: العاطفية، والبيئية، والمالية، والفكرية، والمهنية، والجسدية، والاجتماعية، والنفسية.
وبينت الدراسة مدى التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالصحة وتهيئة بيئة داعمة ما ساهم في تسجيلها معدل حيوية متقدم للسنة الثانية على التوالي. وتناولت الدراسة أيضًا مستويات التوتر، وتحديات التوازن بين العمل والحياة، وتأثير الضغوط المالية على الموظفين، مقدمةً تحليلاً مفصلاً للفرص والتحديات التي تشكّل مشهد الصحة والرفاهية في المنطقة.
وتعليقاً على نتائج الدراسة قالت ليا كوتيريل: “في وقت تتزايد فيه الضغوط النفسية والمالية على مستوى العالم، تواصل دولة الإمارات التزامها بإعطاء الأولوية لرفاهية الأفراد من خلال مبادرات مثل الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031، التي تركز على الصحة النفسية، وتعزيز تماسك المجتمع، وترسيخ الاستقرار المالي طويل الأمد. وتساهم هذه الجهود، المدعومة بالبرامج الوطنية للصحة النفسية، في بناء منظومة قوية وشاملة تخدم الأفراد والشركات على حد سواء. وتفخر شركة “سيغنا للرعاية الصحية” بمواكبة هذه الرؤية، من خلال تقديم حلول صحية مبتكرة تُعنى بمختلف جوانب الرفاهية – بدءًا من الصحة الجسدية وصولاً إلى الصحة النفسية والمالية – مما يسهم في ريادة الدولة في مجال الرعاية الصحية الشاملة”.
وجاء الإعلان عن نتائج دراسة “سيغنا العالمية للصحة” خلال فعالية تم تنظيمها بالتعاون مع غرفة التجارة البريطانية في دبي، وجمعت نخبة من قادة الأعمال، وصناع القرار، وخبراء الرعاية الصحية لمناقشة نتائج الدراسة واستكشاف حلول عملية للتحديات التي تواجه القوى العاملة في دولة الإمارات. وقد تضمّنت جلسات حوارية بقيادة عدد من المتحدثين الرئيسيين، من بينهم ليا كوتيريل، ناقشت كيفية تمكين الشركات في الإمارات من دعم موظفيها بشكل أفضل من خلال تبني استراتيجيات شاملة لتعزيز الرفاهية.
سلّطت النقاشات الضوء على التحولات المتسارعة في مفهوم الرفاهية في بيئات العمل في الدولة، مع التركيز على التحديات النفسية التي يواجهها الموظفون، والضغوط المالية المتزايدة التي تؤثر على حيويتهم بشكل عام. وقد طرح الخبراء أفكاراً حول كيفية اعتماد الشركات لبرامج رفاهية متكاملة تُعنى بمعالجة التحديات النفسية والمالية، بما يسهم في تعزيز رفاهية الموظفين وتحقيق استدامتها.
أبرز نتائج دراسة “سيغنا العالمية للصحة”:
· الحيوية والرفاهية: سجلت دولة الإمارات معدل مرتفع للحيوية بلغ 72.5 نقطة، ولكنها في المقابل سجلت تراجعاً بمقدار 4.6 نقطة عن العام الماضي. يسلط هذا التراجع الضوء على التحديات الناشئة في الحفاظ على الحيوية، لا سيما في الصحة النفسية والرفاهية المالية.
· الصحة النفسية: تكشف الدراسة عن انخفاض كبير في مستوى الرفاهية النفسية في الدولة، حيث تراجعت المعدلات بمقدار 17 نقطة مقارنة بالعام الماضي. ورغم هذا التراجع، لا تزال مستويات الصحة النفسية في الإمارات أعلى بكثير من المتوسط العالمي. ويعتبر غير المتزوجين، والنساء والعاطلين عن العمل الأكثر تأثراً، مما يعكس الضغوط المتزايدة الناجمة عن تحديات التوازن بين العمل والحياة والإجهاد المستمر.
· الرفاهية المالية: انخفضت الرفاهية المالية في الإمارات بمقدار 10 نقاط لتبلغ 32%، بفعل ارتفاع تكاليف المعيشة والمخاوف المالية على المستوى الشخصي. ولا يزال الضغط المالي يشكّل أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في عدم رضا الموظفين بشكل عام، حيث لفت 43% من الموظفين إلى أنّ المصدر الرئيسي للقلق يتمثّل بالشؤون المالية الشخصية.
· الإجهاد في مكان العمل: على الرغم من أنّ مستويات الإجهاد قد انخفضت عمومًا في الإمارات، إلا أنّ اضطراب النوم (39%) وفقدان الاهتمام بالأشياء (30%) كانا في طليعة آثار الإجهاد التي تمّ الإبلاغ عنها بين الموظفين في الدولة.
· اتجاهات العمل: نحو 73% من الموظفين بدوام كامل في الإمارات يعملون حاليًا عبر الحضور شخصيًا إلى المكتب، بينما يعمل 23% من الموظفين من خلال ترتيبات مختلطة، و4% منهم يعملون عن بعد بشكل كامل.
نبذة عن دراسة “سيغنا العالمية للصحة”
استطلعت دراسة سيغنا العالمية للصحة أكثر من 10,000 مشارك في كلّ من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهولندا وإسبانيا وبلجيكا وسويسرا وكينيا والإمارات والمملكة العربية السعودية والصين وسنغافورة ومنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، وذلك خلال الفترة الزمنيّة المُمتدة من مايو إلى يونيو 2023.
تشمل الصحة في عالم اليوم، الراحة والرفاهيّة على المستويات النفسية والاجتماعية والمالية. ويعكس هذا النهج الشمولي الاعتراف الآخذ بالتزايد بأنّ عوامل على غرار التوازن بين العمل والحياة، والصحة العاطفية، والأمن المالي، تُشكّل عوامل حاسمة للحيوية الشاملة بشكل عام. وتُحلّل الدراسة ثمانية عوامل رئيسية في ما يخصّ الحيويّة، وهي العاطفية، والبيئية، والمالية، والفكرية، والمهنية، والبدنية، والاجتماعية، والروحية، حيث تضمّنت الدراسة طرح 38 سؤالاً بغرض قياس درجة وعي المشاركين في الاستطلاع، ما يُؤمّن لشركة سيغنا للرعاية الصحية فهماً شاملاً ومتكاملاً بالنسبة إلى قدرة الأشخاص على تحقيق النجاح والازدهار في بيئة مؤسسية ومتابعة الحياة في ظلّ التمتّع بالصحة والقوّة والطاقة.
وباستعمال نهج مُعتمد علمياً لقياس صحة الشخص بشكل كامل، والاستفادة منه، تُقدّم الدراسة فهماً مفصّلاً للطبيعة الديناميكية في ما يخصّ الصحة في عالم اليوم الذي يتحرّك بنمط سريع. وتُبرز الدراسة كيفية وعي الأفراد لمدى قدرتهم على إدارة جوانب مختلفة من الحياة – الاستقلالية والكفاءة والعلاقات – والتي يلعب كل منها دورًا حيويًا وحاسمًا في ضمان الرفاهية الشخصية.
تستند الدراسة إلى مؤشر إيفرنورث للحيوية، الذي تمّ تطويره بالشراكة مع المؤلّف وعالم النفس السريري الرائد في ميدانه، الدكتور ريتشارد رايان، باستعمال نظريته في تقرير المصير الذاتي ومقاييس الحيوية الشخصيّة. يقيس المؤشر ثمانية أبعاد مرتبطة بالرفاهية بالإضافة إلى ثلاث مكوّنات مُخصّصة لمقياس الحيوية الشخصيّة.