في عالمٍ يشهد تحولاتٍ متسارعة، وتحدياتٍ بيئيةٍ ملحة، تبرز أهمية دور المرأة في صناعة مستقبلٍ مستدام، وتثبت جدارتها في تولي مناصب قيادية في هذا المجال.
وفي هذا السياق، يأتي برنامج “الرائدات” الذي تنظمه منصة “السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة”، وهو مبادرة أطلقتها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” وجائزة زايد للاستدامة، ليساعد النساء على المضي قدماً في العمل على الاستدامة، ويمكنهن من اكتساب الخبرات وتطبيقها في مجالات عملهن المختلفة.
والتقت ESG Mena Arabic بعدد من الخريجات من برنامج “وايزر”، اللاتي شاركن تجاربهن وتحدثن عن تأثير هذا البرنامج على مسيرتهن المهنية.
ليلة نجيب مصرية تعيش في دولة الإمارات، وهي إحدى المشاركات في البرنامج لهذا العام، وتعمل كمديرة قسم العلاقات الحكومية والشؤون الخارجية بشركة مارس لدول الخليج، قالت إن برنامج “وايزر” ساعدها في توسيع شبكة علاقاتها المهنية واكتساب معرفة أعمق بقضايا الاستدامة.
وأضافت في مقابلتها مع ESG Mena Arabic: “تقدمت للمشاركة في البرنامج لأن لدي شغف بتعلم المزيد حول قضايا الاستدامة، واكتسبت العديد من الخبرات التي ستفيدني في عملي، حيث يمكنني التعاون مع شركات محلية وعالمية في تشكيل مبادرات وسياسات تدعم النساء والاستدامة”
وقالت إن البرنامج يمثل منصة عالمية لدعم السيدات المهتمات بقضايا الاستدامة، ويجمع نساء من جنسيات ومجالات عمل مختلفة، وكلهم مو جنسيات مختلفة ومجالات عمل مختلفة، كما يتضمن عدد من التدريبات وورش العمل المعمقة حول موضوعات مختلفة مثل الطاقة المتجددة والغذاء وندرة المياه، وفي الوقت نفسه، يقدم للمشاركات فرصة التوجيه المهني حسب عملهن.
وتابعت: “تغير المناخ تحدٍ عالمي، والنساء هن الأكثر تأثراً به، لذلك من الضروري أن يكون لديهن تمثيل أكبر في المواقع القيادية ومن المهم تحقيق التوازن الجندري في هذا المجال ، وهذا ما يهدف إليه البرنامج الذي ساعدنا على استكشاف الفرص، وبناء شبكة من التواصل مع الخبراء في الاستدامة”.
من جانبها، أشارت رغد الصالح، وهي فلسطينية لبنانية وتعيش في الإمارات وتعمل كمستشارة في الاستدامة البيئية، إلى أن البرنامج ساعدها على ربط المعرفة النظرية بالتطبيق العملي، وتطوير مهاراتها في مجال الاستدامة.
وقالت في مقابلتها مع ESG Mena Arabic: “كانت دراستي النظرية متعلقة بالقضايا البيئية، ولي خلفية جيدة عن العلوم البيئية ولكن هذا البرنامج أرشدني إلى كيفية تطبيق هذه العلوم، وزودني بمعارف تطبيقية حول قضايا مختلفة مثل الطاقة المتجددة والحياد المناخي”.
في الوقت نفسه، قالت رغد إن البرنامج ساعدها على التواصل مع خبراء وسيدات مهتمات بالاستدامة من مجالات مختلفة، كما وفر لها فرصة “توجيه مهني شخصي” مصمم حسب احتياجاتها التدريبية، وبالتالي استطاعت الاستفادة من نصائح مباشرة من خبراء في الاستدامة .
وعلقت: “أيضاً شجعنا البرنامج كنساء على الإيمان بقدرتنا على المشاركة في أدوار قيادية متعلقة بالاستدامة، خاصة أن بعض النساء قد شعرن بالقلق لأن أغلب الأدوار القيادية في هذا المجال يمثلها الرجال، لذا من المهم وجود تمثيل كافي للنساء، وتحقيق المساواة الجندرية، ووجود استراتيجية لدعم النساء في المراكز القيادية”.
وكانت منصة “السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة، قد أعلنت عن فتح باب استقبال طلبات المشاركة في برنامج “الرائدات” لعام 2025.
ويهتم البرنامج بمشاركة الشابات ممن تتراوح أعمارهن بين 25 و35 سنة على أن يكنّ موظفات أو رائدات أعمال، وحاصلات على درجة علمية في أحد المجالات المتعلقة بالبيئة أو الطاقة أو الاستدامة أو تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، مع خبرة عملية لا تقل عن سنتين.
وفي بيان صحفي سابق صدر عن البرنامج، قال القائمون عليه إنه يستهدف دعم لشابات للمساهمة بدور فاعل في قيادة عملية التحول نحو تحقيق الحياد المناخي، ويوفر لهن منصة للتعبير عن أفكارهن وتزويدهن بالمعارف والمهارات اللازمة لإحداث تغيير إيجابي ملموس.
وخلال البيان، قالت الدكتورة لمياء نواف فواز، المدير التنفيذي لإدارة الهوية المؤسسية والمبادرات الاستراتيجية في شركة “مصدر” ومديرة إدارة منصة “السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة”، إن برنامج “الرائدات” قد ساهم منذ إطلاقه في أكتوبر 2018 في دعم بناء قدرات المشاركات وتأهيلهن للعب دور قيادي في عملية التحول ضمن قطاع الطاقة، وتزويد قطاع الاستدامة بمواهب شابة على مستوى عالٍ من الكفاءة.
ويتضمن برنامج “الرائدات” ورش عمل وجلسات تدريبية متخصصة تهدف إلى تعزيز المهارات في مجالات الاستدامة والطاقة النظيفة والقيادة، كمات تحظى المشاركات في البرنامج بفرصة المشاركة في مبادرة “وايزر كيرز” السنوية، وهي تجربة تعليمية تركز على تعزيز التبادل الثقافي بما يسهم في دفع جهود التنمية الاجتماعية، كما يساعد برنامج التوجيه على تطوير مسيراتهن المهنية.
بالإضافة إلى ذلك، تنشط منصة “السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة” من خلال المشاركة في أحداث وفعاليات عالمية مثل أسبوع أبوظبي للاستدامة ومؤتمر المناخ، مما يوفر منصة للرائدات للتعلم والمساهمة في الحوار العالمي والتواصل مع قادة القطاعات وصنّاع السياسات والخبراء المتخصصين في مجال الاستدامة.
وفي تعليقها على البرنامج خلال بيان صحفي، قالت ساندرا ليفيا، رائدة من المكسيك شاركت في البرنامج عام 2024: ” استطعت من خلال منصة السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة اكتساب المهارات، وتوسيع شبكة علاقاتي، و حظيت بفرصة التعلم من قادة مبتكرين يعملون على إيجاد آفاق جديدة”.
وستكون دفعة عام 2025 من برنامج الرائدات” هي المجموعة الثامنة من هذه المبادرة التي خرّجت حتى الآن ما يزيد على 130 شابة من أكثر من 30 جنسية، ويمكن التقديم إلى الدورة الجديدة من خلال هذا الرابط، في موعد أقصاه 30 نوفمبر المقبل.
كتبت- هدير الحضري، محررة النسخة العربية من ESG Mena