افتتح مركز دبي المالي العالمي، المركز المالي العالمي الرائد في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، اليوم أعمال النسخة الثانية من منتدى الاستدامة المستقبلية 2024، بمشاركة ما يزيد على 3,000 من قادة القطاع والمسؤولين الحكوميين وخبراء الاستدامة من كافة أنحاء العالم للتعاون وتبادل الأفكار والرؤى، لتسريع التحول العالمي نحو مستقبل منخفض الكربون وقادر على التكيف مع المناخ، واستعراض ممارسات دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الاستدامة، ولا سيما في مجال البيئة المالية.
وشهد اليوم الأول من المنتدى مشاركة عدد من رواد الفكر في جلسات حوارية حول مواضيع شملت “تسهيل وتطوير آليات التمويل الأخضر”، و”تعزيز مشاركة الجهات المعنية من أجل التنمية المستدامة”، و”إزالة الكربون من قطاعات الطاقة”، و”أهمية بناء اقتصاد دائري”، و”إعداد تقارير الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات”، و”خارطة طريق نحو تحقيق الاستدامة بحلول العام 2045”.
وسيشهد اليوم الثاني من المنتدى مناقشات مرتبطة بالقطاع تركز على الابتكار والتحول الرقمي والمدن الذكية.
وقد استقطب المنتدى 100 متحدث عالمي من أكثر من 50 دولة، بما يؤكد على أهمية مبادرات الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وكان من بين المتحدثين البارزين في المنتدى سعادة المهندس سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لمجموعة حديد الإمارات أركان (إمستيل)؛ والمهندس يوسف آل علي، الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للماء والكهرباء؛ والكابتن سيف المهيري، الرئيس التنفيذي لأبوظبي البحرية، الرئيس التنفيذي للاستدامة في مجموعة موانئ أبوظبي؛ وياسر زغلول، الرئيس التنفيذي لمجموعة “الجرافات البحرية الوطنية”؛ والدكتور مانفريد بروينل، الرئيس التنفيذي لشركة بورشه الشرق الأوسط وإفريقيا؛ والدكتور بيرند فان ليندر، الرئيس التنفيذي لبنك دبي التجاري؛ و فيجاي باينز، كبير مسؤولي الاستدامة ورئيس الحوكمة البيئية والاجتماعية لمجموعة بنك الإمارات دبي الوطني؛ وأوليفر فيليبس، الرئيس الإقليمي للتمويل المستدام لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في باركليز؛ وجين جودلاند، رئيسة الاستدامة لدى مجموعة بورصة لندن.
وشهد المنتدى حضور أكثر من 500 مستثمر عالمي، يمثل أكثر من 20% منهم صناديق استثمارية بمحافظ تبلغ قيمتها 100 مليون دولار أو أكثر. وقد أكدت هذه المشاركة القوية من المستثمرين على اهتمامهم الكبير بتكنولوجيا المناخ والطاقة المتجددة، ما يؤكد دور المنتدى في دفع جهود الاستثمار المستدام والرؤى القابلة للتنفيذ في هذه المجالات الحيوية.
وقالت علياء الزرعوني، الرئيس التنفيذي للعمليات في سلطة مركز دبي المالي العالمي: “يلتزم مركز دبي المالي العالمي بتعزيز فرص التعاون العالمي مع الحكومات والمنظمات والقطاعات والمستثمرين وغيرهم من اللاعبين والمؤثرين، بما يدعم ويعزز الانتقال نحو الحياد المناخي باستخدام آليات التمويل المستدام. ويتيح منتدى الاستدامة المستقبلية تفعيل جهود تحقيق هذا التحول من خلال التعاون وتبادل المعارف وتعزيز فرص التعليم، وذلك لأن الاستدامة تتطلب تعزيز النهج الابتكاري وتوفير التمويل اللازم وإتاحة فرص التعليم وإعداد التقارير وبناء القدرات. ونؤكد في مركز دبي المالي العالمي جاهزيتنا لتعزيز ريادتنا من خلال المساهمة في تفعيل استراتيجيات العمل المناخي والتنمية الاقتصادية في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال الارتقاء بجهود مستقبل قطاع التمويل”.
وشهد منتدى الاستدامة المستقبلية توقيع العديد من الشركات لاتفاقيات تعكس التزامها باتخاذ إجراءات فعالة بشأن التصدي للتغير المناخي. وشملت هذه الاتفاقيات بنك عجمان وشركة “كربون صفر” “CarbonSifr” اللذين سيتعاونان سوياً لتحقيق أهداف الحياد المناخي والتمويل المستدام، وشركة “كانون” والبنك العربي المتحد في مبادرة رائدة تتعلق بالمناخ في دولة الإمارات العربية المتحدة، وشركة “لافارج” لتعزيز البناء المستدام.
ومنذ أن صادقت دولة الإمارات على اتفاق باريس للمناخ في عام 2016 للمساهمة في جهود العمل المناخي، أحرزت الدولة تقدماً كبيراً في الانتقال نحو اقتصاد أكثر استدامة ومرونة في مواجهة تداعيات التغير المناخي. وتمثل أجندة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق الحياد المناخي خطة طويلة الأمد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة داخل الدولة. ونتيجة لذلك، اكتسب التمويل المستدام زخماً واضحاً من خلال النمو في معدل إصدار السندات والصكوك الخضراء وتنفيذ مشاريع دولية وإقليمية رئيسية لتعزيز الاستدامة والعديد من المبادرات الإضافية المتعلقة بتعزيز إرساء نشاط منخفض الكربون داخل القطاع المالي.
لقد دعمت دبي ومركز دبي المالي العالمي الجهود الرامية إلى تعزيز حشد التمويل لتعزيز جهود العمل المناخي في المنطقة. وفي مؤتمر الأطراف COP28، أعلن مركز دبي المالي العالمي عن إطلاق مبادرة “محفز التمويل المستدام”، وهي مبادرة استراتيجية تستهدف إلى زيادة تدفقات حصة دبي من التمويل المستدام إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030. ويكمن مستقبل الاستدامة في الابتكار والتعاون العالمي والانتقال إلى الاقتصاد الدائري.