Home »   “سانميت كوشار”: شركة” إتش إم دي” تهتم بدمج الاستدامة في صناعة الهواتف

  “سانميت كوشار”: شركة” إتش إم دي” تهتم بدمج الاستدامة في صناعة الهواتف

by Elhadary

في ظل التزايد المتسارع للقلق العالمي بشأن تغير المناخ واستنزاف الموارد الطبيعية وزيادة حجم النفايات، تتجه أنظار العالم نحو الشركات للعب دور أكثر فاعلية في تحقيق الاستدامة.

وفي هذا الإطار، تبنت  شركة “إتش إم دي” المتخصصة في الهواتف الذكية استراتيجية لتحويل منتجاتها لتصبح أكثر استدامة.

في هذا السياق، أجرت ESG Mena  مقابلة مع سانميت كوشار، نائب رئيس شركة “إتش إم دي” في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يتحدث عن رؤية شركته لدمج الاستدامة في  صناعة الهواتف المحمولة.

وإلى نص المقابلة:

– كيف ترى مستقبل الأجهزة المحمولة المستدامة؟

-إنتاج المزيد من الهواتف القابلة للإصلاح لتمديد عمرها يجب أن يصبح معياراً أساسياً في الصناعة.

 إنّنا فخورون في إتش إم دي بأننا قد قدنا قطاع الهواتف المتحركة في هذا الطريق، وملتزمون بتوفير إمكانية الإصلاح للمستهلكين في جميع هواتفنا الذكيّة في العام 2025. إنّ المستقبل مبنيّ على أساس من التأثير الإيجابيّ المربح، ولذا نحن نسعى بقوّة باتجاه تغيير إيجابيٍّ ومربحٍ للجميع وفي كلّ مكان.

يجب أن يكون الحفاظ على الأنظمة البيئيّة عن طريق تقليل الانبعاثات الغازية أولويّةً عالميّة، كما إنّ استخدام المواد المعاد تدويرها والأجهزة المحمولة المستدامة للحدّ من النفايات الإلكترونيّة الناتجة عن تخلّص الناس من الأجهزة الإلكترونيّة القديمة، هي طريقة فعّالة للمساعدة في تقليل الاحتباس الحراريّ، والحدّ من غازات الدفيئة والحفاظ على الموارد الطبيعيّة، ولذلك يجب علينا حماية كوكبنا.

– كيف تستخدم الشركة المواد المستدامة في منتجاتها؟

– قامت إتش إم دي لسنواتٍ عديدة بدمج المواد المعاد تدويرها، وبشكل أساسيٍّ الألمنيوم والبلاستيك، في عمليّة تصنيع المنتجات.

 نحن ملتزمون بتوسيع ونشر ثقافة استخدام المواد المعاد تدويرها عبر جميع خطوط الإنتاج، ووجّهنا تركيزنا في البداية على الأجهزة الأعلى جودةُ والأغلى ثمناً، حيث تكون الضغوط الناتجة عن التكلفة أقل، والآن نحن نخطّط لتوسيع ونشر استخدام المواد المعاد تدويرها في هواتفنا الذكيّة الأقل جودة وذات الأسعار المنخفضة وكذلك الهواتف التقليدية.

يوجد جانب آخر لهذه المبادرة يتضمّن تزايد استخدام المواد المعاد تدويرها في تغليف منتجاتنا. إنّ مواد تغليف منتجاتنا مصنوعة بالكامل من الكرتون والورق مع نسبة عالية من المواد المعاد تدويرها. كما أنّنا فخورون أيضاً بتحقيق شهادة (إف إس سي) للمواد المختلطة من أجل هذه الجهود.

تتماشى استراتيجية إتش إم دي للاستدامة مع عدّة معايير وتنظيمات مُعترف بها عالميّاً لضمان تحقيقنا للأهداف الرئيسيّة في رحلتنا نحو الاستدامة. بالإضافة إلى إصدار التقارير وفقاً لهذه المعايير عاماً تلو الآخر وإظهار تقدّمنا بشكل علنيٍّ، فإننا أيضاً نعمل وفق الميثاق العالمي وأهداف الأمم المتحدة في التنمية المستدامة (إس دي جي).

ونأمل في دفع القطاع بأكمله باتجاه اقتصاد تداولي من خلال الاستفادة من المواد المعاد تدويرها والقابلة لإعادة التدوير بقدر الإمكان. كما أنّنا نعمل أيضاً على تقوية الشراكات الاستراتيجيّة مع المستهلكين بشأن المبادرات التي تمنع إرسال الأجهزة إلى مكبّ النفايات. 

– ما هي التحدّيات التي واجهتكم في الحصول على المواد المستدامة؟

– الحصول على مواد مستدامة هي عمليّة معقّدة، إذ يجب علينا أن نتأكّد من أن هذه المواد تلبّي معايير الأداء والاستمراريّة الصارمة الخاصة بنا، ومتوفّرة بكميّات كافية لدعم عمليّة التصنيع والإنتاج، وأنّها تلتزم بالمعايير البيئيّة والأخلاقيّة.

تعدّ انبعاثات غازات الكربون واحدةً من أكبر التحدّيات التي تواجه الجنس البشري في وقتنا الحالي، فهي تتسبّب في ارتفاع درجة حرارة الكوكب مما يغيّر نظام المناخ العالمي. هذه التغييرات تؤدّي إلى حوادث جويّة خطيرة تؤثّر على سلامة الملايين من الناس حول العالم. 

وتنتج صناعة تكنولوجيا الهواتف، إلى جانب أمور أخرى، كميّاتٍ ضخمة من غازات الكربون، وخصوصاً ثنائي اكسيد الكربون (CO2)، عند الحصول على المواد وفي عمليّة الإنتاج واستخدام الأجهزة الإلكترونية.

إن فقدان التنوع البيولوجي هو تحدٍّ عالميٌّ آخر، إذ تعاني الأنظمة البيئية التي نعتمد عليها جميعنا من عدّة مخاطر مختلفة، بما في ذلك التلوّث. إنّ الأجهزة الإلكترونيّة التي يرميها ويتخلّص منها الناس هي إحدى مصادر التلوث. ينجم عن رمي الناس للأجهزة الإلكترونية أكثر من 50 مليون4 طنّ متري من هذه النفايات الالكترونيّة سنويّاً منذ العام 2017.

و على مستوى العالم، نحن لا نملك معدّات وشركات متخصّصة بإعادة التدوير كافية لمعالجة كلّ هذه الأطنان من النفايات الإلكترونية الناتجة عن رمي الناس لأجهزتهم الإلكترونيّة. ينتهي الأمر بـ 80%5من النفايات الإلكترونيّة مرميّة في مكبّ النفايات، ويُرمى جزء كبير منها في البلدان النامية.

تتسرّب بعض المركبات الكيميائية السامة إلى الماء والتربة من الأجهزة الإلكترونية عندما تترك في مكبات النفايات، مثل الرصاص والزئبق والكادميوم، بما في ذلك مياه الشرب التي يشربها (يستهلكها) السكّان المحليّون.

تركّز إتش إم دي جهودها على إطالة عمر منتجاتها من خلال تحسين قابليّة إصلاح الجهاز.

إنّ إصلاح جهاز يعني إنتاج كميّة نفايات أقل وتقليل انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة تصل إلى 89%6 مقارنةً باستبدال الجهاز نفسه. يمكن أن تطيل عمليّة إصلاح الجهاز الذاتية عمر المنتجات، في حين تُمكّن الجميع من الحصول على تكنولوجيا متطوّرة بتكلفة معقولة.

-كيف تتعاملون مع التحدّيات التي واجهتكم في الحصول على هذه المواد المستدامة؟

– تسعى إتش إم دي لتكون رائدةً في مجالي التصميم والمواد المستدامَين، لذا نريد أن نكون معروفين بابتكارنا أجهزة ذات جودة تصنيع فائقة وتدوم لفترة أطول، ولهذا السبب، تعمل فرقنا على تطوير منتجات من جميع فئات الأسعار لتكون أكثر متانة دون التنازل عن الجودة. وفي نفس الوقت، نحن نستكشف دائماً طرقاً جديدةً للحدّ من كميّة الطاقة المستخدمة عند تصنيع واستخدام المنتج، والحدّ أيضاً من النفايات الناتجة عنه عند انتهاء عمره الافتراضي.

تضمن سياساتنا عدم استخدام مواد خطرة في عمليّات الإنتاج لدينا. ولتحقيق ذلك، نتعاون بشكلٍ وثيق مع شركائنا في التصميم الأصلي ونبقى ملتزمين بتوسيع استخدام المواد المستدامة في منتجاتنا.  

ولقد التزمنا بتقليل الآثار الكربونية الناتجة عن عمليات الإنتاج التابعة لنا بنسبة تصل إلى 42% بحلول العام 2030، والوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري بحلول العام 2050. لقد تعاونّا مع مبادرة الأهداف المستندة إلى العلوم (إس بي تي آي)، لضمان المحاسبة والمساءلة ولتقييم أهدافنا والموافقة عليها ولنكون قادرين على إصدار تقارير عن التقدّم سنوياً.

سنبتكر داخلياً في جميع المجالات ذات الصلة حتى نحقق هذه الأهداف. تأخذ خارطة طريق تقليل الانبعاثات لدينا بعين الاعتبار جوانب مختلفة من أعمالنا.  تشمل المجالات الرئيسية من منظور الانبعاثات: الإنتاج والنفايات الإلكترونية والنقل. بالإضافة إلى ذلك، فإننا نواجه مجالات بنسبة انبعاثات أقل ولكنها ضمن نطاق سيطرتنا، مثل استخدام الطاقة في مكاتب إتش إم دي، بحيث يتمكن الناس المحرومون من استخدام الإنترنت وتحسين مستوى حياتهم.

– كيف تقوم شركة إتش إم دي بتثقيف وتعليم المستهلكين حول الممارسات المستدامة المتعلّقة بالأجهزة المحمولة؟

– نقوم بتثقيف المستهلكين بشكل فعّال حول الممارسات المستدامة المتعلّقة بالأجهزة المحمولة من خلال قنوات متعدّدة، بما في ذلك تغليف المنتج وموقعنا الإلكتروني وحملات وسائل التواصل الاجتماعي.

 تُبرز رسالتنا أهمية إطالة العمر الافتراضي للجهاز مع التأكيد الشديد على سهولة الإصلاح من أجل تشجيع إطالة العمر التشغيلي للجهاز، ونحثّ عملاءنا على المشاركة في برامج استعادة الجهاز وإعادة التدوير التابعة لنا لضمان التخلّص من أجهزتهم القديمة بشكل مسؤول. نقدم في بعض الأسواق المحددة والمختارة خدمات بيع وشراء أجهزة معاد تدويرها.

يلعب سلوك المستهلكين دوراً جوهرياً وحاسماً في تحقيق أهدافنا في الاستدامة. ففي الوقت الذي نركز فيه نحن على تصميم أجهزة قابلة للإصلاح مع الأخذ بعين الاعتبار أن تكون مصنوعة من مواد معاد تدويرها وذات كفاءة في استخدام الطاقة، يكون لطريقة استخدام المستهلكين لهذه الأجهزة وصيانتها وفي النهاية التخلّص منها ورميها، تأثيرٌ كبير على الأثر البيئي (البصمة البيئية) العامة.

على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي إطالة عمر الاستخدام وإعادة تدوير مسؤولة إلى تقليل كميّة النفايات الإلكترونية والانبعاثات الغازيّة المرافقة لها بشكل كبير جداً. إن تثقيف وتعليم وتأهيل المستهلكين ليتخذوا خيارات مستدامة أمر ضروريّ وأساسيّ لضمان زيادة جهودنا عبر دورة حياة المنتج إلى الحد الأعظم لها، ما يساهم في صنع اقتصاد دائريّ أكثر فعالية.

ما هي الشراكات التي أقامتها إتش إم دي مع المنظّمات والحكومات أو المورّدين للتقدم بالاستدامة في صناعة أجهزة الهواتف المحمولة؟

-تتعاون إتش إم دي مع عدّة منظّمات من أجل تعزيز جهودنا في كشف وعرض أفضل الممارسات في الاستدامة. حققت إتش إم دي في يوليو عام 2024 أعلى تصنيف مُمكن للعام الثالث على التوالي من إيكو فايدس، فيما يخصّ تحديد المخاطر ومراقبتها التي تساعد على تحديد مخاطر الاستدامة وإدارتها.

يعدّ (إيكو فايدس) أكبر وأشهر مزوّد لتصنيفات الاستدامة في الأعمال في العالم، حيث يقيّم أكثر من 130000 شركة على مستوى العالم. تغطّي تقييماتهم الشاملة مجالات مهمّة مثل البيئة وممارسات العمل وحقوق الإنسان والأخلاقيّات والمشتريات المستدامة.

تقدّمت إتش إم دي على مدى الخمس سنوات الماضية من التصنيف الفضيّ إلى الذهبيّ ومن ثم إلى التصنيف البلاتينيّ أخيراً بحسب ( إيكو فايدس). وحافظنا بكلّ فخر على المرتبة البلاتينيّة في العام 2024 للعام الثالث على التوالي. يسلّط هذا الاعتراف الضوء على التزامنا الحازم والثابت بالاستدامة، مما يعزّز الثقة بين شركائنا وعملائنا.

تقوم إتش إم دي أيضاً بالكشف عن تطوراتها السنوية في تقارير الاستدامة المتوفّرة التي تنشرها للعلن. وتمّت مراجعة تقريرنا الأخير من قبل طرف ثالث. إنّنا نتعاون مع منظّمات مثل مبادرة الأهداف المستندة إلى العلوم (إس بي تي آي)، والمبادرة العالمية للتقارير (جي آر آي) ومبادرات الأهداف القائمة على الكربون (سي دي بي) والميثاق العالمي للأمم المتحدة (يو إن جي سي) للكشف عن الاستدامة وتقارير التقدم. بالإضافة إلى ذلك، فإننا نحافظ على شراكة وثيقة مع (آي فيكس إت)، موجّهين تركيزنا على تحسين قابليّة إصلاح أجهزتنا.

– ما هي الأهداف الطويلة الأمد للاستدامة لدى إم إتش دي؟

– تتمركز الأهداف طويلة الأمد للاستدامة لدى إتش إم دي حول ثلاثة محاور رئيسية وهي: الناس والكوكب والممارسات الإيجابية. بالنسبة إلى محور الناس، فإننا نصبّ تركيزنا على زيادة تأثيرنا الإيجابي بأقصى درجة على الموظفين والعملاء والمجتمعات التي تستخدم منتجاتنا. ويشمل ذلك ضمان ممارسات عمل أخلاقيّة وابتكار منتجات تعزّز جودة الحياة لمستخدمينا.

إن محور الكوكب مخصّص لتقليل تأثيرنا البيئي وتطوير إعادة الاستخدام أو التدوير، وضمان الاستخدام المسؤول للموارد على مدار دورة كاملة من حياة أجهزتنا. تشمل أهدافنا الرئيسية زيادة استخدام المواد المعاد تدويرها والتي تمّ الحصول عليها بشكل مسؤول، وتحسين قابليّة إصلاح الجهاز من أجل إطالة عمره والتقليل من النفايات الإلكترونية. تلتزم إتش إم دي بتقليل انبعاثات غاز الكربون من جميع المجالات بنسبة 42% بحلول العام 2030، مع هدف الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري بحلول العام 2050. تمّت المصادقة على هذه الأهداف من قبل مبادرة الأهداف المستندة إلى العلوم (إس بي تي آي) في وقت سابق من هذا العام.

You may also like