يُعتبر التغير المناخي أحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية في القرن الحادي والعشرين. فارتفاع درجات الحرارة، وارتفاع مستوى سطح البحر، والأحداث الجوية المتطرفة تهدد حياة الملايين وتضر بالاقتصاد العالمي. لمواجهة هذا التحدي الضخم، فإن التمويل المناخي يلعب دورًا حاسمًا في تمويل الحلول المستدامة والانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون
وفي هذه المقابلة التي عقدتها ESG Mena على هامش أسبوع ابو ظبي للاستدامة، تتحدث مرسيدس فيلا مونسيرات، الرئيس التنفيذي لمركز التمويل المناخي العالمي، لتسلط الضوء على كيفية دعم المركز لرؤية الإمارات العربية المتحدة لتصبح مركزًا رئيسيًا للاستثمارات المناخية، كما نناقش تركيز الإمارات على إفريقيا كمنطقة رئيسية للاستثمار المناخي، وأهمية تكنولوجيا المناخ في تعزيز الابتكار، ودور التمويل الإسلامي في مواءمة المبادئ الأخلاقية مع أهداف الاستدامة، ومتطرقة إلى ريادة أبو ظبي كمركز عالمي للتمويل المناخي والاستدامة.
يشار إلى أبو ظبي باسم “عاصمة رأس المال”. ما هي خطتكم واستراتيجيتكم لنشر هذا عالميًا؟
نركز على ترسيخ مكانة أبوظبي والإمارات العربية المتحدة كمركز عالمي جديد لتمويل المناخ وفي نفس الوقت حشد رأس المال للعمل المناخي، ونقوم بذلك من خلال التركيز على ثلاثة مجالات ذات أولوية:
1. العمل كأمانة لثلاث مبادرات تم الإعلان عنها في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين: إطار تمويل المناخ العالمي، ومبادرة الاستثمار الأخضر في أفريقيا، وتحالف الابتكار من أجل التكنولوجيا المناخية.
2. تقديم المشورة بشأن الأطر التنظيمية، ودفع البيانات والبحوث، وبناء القدرات، إذ يركز عملنا على تمويل التحول، وأسواق رأس المال، وآليات الحد من المخاطر.
3. العمل كمنصة للتعاون بين القطاع الخاص والقطاع العام والمؤسسات الخيرية.
• تركز دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل كبير على أفريقيا. ما هي استراتيجيتكم فيما يتعلق بذلك
يتطلب توسيع نطاق الاستثمار الخاص في الأسواق الناشئة تحولًا جوهريًا في كيفية تعاملنا مع الاستثمارات، حيث نركز على تحقيق عوائد ملموسة من خلال الاستثمار بشكل فعال.
في حين تم إحراز تقدم في بناء الأطر التنظيمية، فإن توافر آلية الحد من المخاطر تظل حاسمة لدفع نشر رأس المال، وهذا شيء سنعمل عليه في السنوات القادمة.
وفي حين نرى بعض الأسواق الأخرى تحصر نفسها خارج أفريقيا لأسباب مختلفة، فإن الإمارات العربية المتحدة في وضع مثالي جغرافيًا وبنيويًا لتكون بمثابة بوابة التمويل الأخضر في أفريقيا، وهذا مهم بالنظر إلى الاحتياجات المتزايدة للقارة في قطاعات مثل الطاقة والبنية التحتية والتنقل، من بين أمور أخرى.
• تكنولوجيا المناخ مجال مهم. كيف تهتمون بهذه المسألة وما هي خططكم للتطوير فيما يتعلق بها؟
تكنولوجيا المناخ مهمة للغاية، و من بين المبادرات الثلاث الرئيسية التي تم الإعلان عنها في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، تركز واحدة على وجه التحديد على تكنولوجيا المناخ.
وتركز هذه المبادرة التي يقودها تحالف الابتكار من أجل تكنولوجيا المناخ ، على رأس المال الاستثماري والشركات الناشئة التي تعمل في مجال المناخ والابتكار، ولقد وقعنا مؤخرًا مذكرة تفاهم لقيادة الابتكار والاستثمار في النظام البيئي لتكنولوجيا المناخ
كيف تساعد مذكرة التفاهم في دفع الاستثمار إلى الأمام؟
. ليس فقط من خلال مذكرة التفاهم ولكن أيضًا من خلال تعاوننا مع شركاء آخرين، ونحن نؤمن بأن رأس المال الاستثماري والشركات الناشئة هي المفتاح، وهذا شيء نحتاج إلى العمل عليه وتطويره بشكل أكبر.
• كيف ترون “ تسعير الكربون”؟ كيف يساهم المركز في هذا المجال؟
لقد أعطت دولة الإمارات العربية المتحدة دائمًا الأولوية للاستدامة، وتنظر وزارة تغير المناخ بالفعل في تسعير الكربون، وأسواق الكربون هي واحدة من أولوياتاتنا في مركز التمويل المناخي العالمي.
سنساهم بقدر ما نستطيع في تطوير آليات تسعير الكربون في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم، لأن هدفنا هو ضمان معايير عالية لأنظمة تسعير الكربون.
• ما الدور الذي يلعبه التمويل الإسلامي في خططكم؟
تشترك آليات التمويل الإسلامي والتمويل المستدام في سمات مشتركة وكلا السوقين يتوسعان، مدفوعين بمبادئ مشتركة مثل الاستثمار الأخلاقي والمسؤولية الاجتماعية.
والهدف هو تجنب الضرر، و معالجة التحديات العالمية، ويرأس مجلس إدارة البنك مصرف أبوظبي الإسلامي، وسنعمل على تطوير منتجات مالية مبتكرة، مثل الصكوك الخضراء، لتعزيز هذا القطاع في المستقبل.
ويجدر الإشارة إلى أن هذا القطاع لا يزال غير مستغل على نطاق واسع على المستوى العالمي والإقليمي، وهنا نرى فرص التطوير تلوح في الأفق.