اختتمت أعمال المنتدى العربي الإقليمي السادس للحد من مخاطر الكوارث في مدينة الكويت بإعلان يؤكد الحاجة الملحة إلى تعزيز القدرة على الصمود في مختلف أنحاء المنطقة العربية في مواجهة مخاطر الكوارث المتزايدة، وفقاً لبيان صدر عن الأمم المتحدة.
وجمع الحدث الذي استمر أربعة أيام أكثر من 600 مشارك من الحكومات والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص والمنظمات الدولية تحت شعار “بناء مجتمعات عربية صامدة: من الفهم إلى العمل”، واستضافته حكومة الكويت بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث وجامعة الدول العربية.
وسلط رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية عبد الله المندوس الضوء على أهمية مبادرة الإنذار المبكر للجميع، والتي تعد أولوية قصوى للمنظمة على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية.
وقال: “إننا نؤمن إيمانا راسخا بأن تعزيز أنظمة الإنذار المبكر، وتحسين الخدمات المناخية، وتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية هي ركائز أساسية للحد الفعال من مخاطر الكوارث”.
عواقب وخيمة
بدورها، ذكَّرت سيليستى ساولو، الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية في رسالة إلى المنتدى عبر الفيديو بأن عام 2024 كان العام الأكثر سخونة على الإطلاق، ومن المرجح أن يتجاوز 1.5 درجة مئوية فوق عصر ما قبل الصناعة.
وأضافت: “هذا له عواقب وخيمة على المنطقة العربية، التي هي عرضة لندرة المياه، وأنماط هطول الأمطار المتغيرة، والفيضانات، والحرارة الشديدة، والعواصف الرملية، والغبارية. ويضر الطقس الأكثر تطرفا بالنشاط الاقتصادي، والإنتاجية العمالية والزراعية، والصحة البشرية والبيئية”.
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن أحدث تقرير عن الوضع العالمي لأنظمة الإنذار المبكر بالمخاطر المتعددة يكشف عن تباينات إقليمية كبيرة في التغطية. وعلى الصعيد العالمي، أفادت نصف البلدان فقط بوجود أنظمة إنذار مبكر بالطقس، مع تغطية بنسبة 59 في المائة فقط في الدول العربية.
وقالت ساولو إن هناك حاجة إلى توسيع وتعزيز الأنظمة القائمة من خلال التعاون الإقليمي وتبادل المعرفة والابتكار التكنولوجي.
إعلان الكويت
وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الدعم الدولي يعد مهما بشكل خاص للخدمات الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجية التي تعمل في ظل ظروف معقدة.
وقالت إنها ملتزمة بتعزيز الشراكات وتيسير الحلول المبتكرة لضمان حصول حتى المجتمعات الأكثر ضعفا على تحذيرات مبكرة موثوقة، وتعزيز الدفع العالمي نحو أنظمة الإنذار المبكر الشاملة والفعالة.
وأفادت بأن إعلان الكويت الختامي للمنتدى شدد على أهمية تسريع تنفيذ إطار سينداي للحد من مخاطر الكوارث، وهو أول اتفاق رئيسي في أجندة التنمية لما بعد عام 2015، والذي يوفر للدول الأعضاء إجراءات ملموسة لحماية مكاسب التنمية من مخاطر الكوارث.
وأكد الإعلان أيضا على تعزيز الحوكمة للحد من المخاطر، وزيادة الاستثمارات في البنية الأساسية المقاومة للكوارث، والاستفادة من العلوم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وأنظمة الإنذار المبكر، فضلا عن الحاجة إلى قواعد بيانات شاملة للخسائر الناجمة عن الكوارث وتقييمات المخاطر لدعم صنع السياسات القائمة على الأدلة، وتعزيز التعاون الإقليمي وخاصة في دعم البلدان المتضررة من الأزمات، واتباع نهج شامل ومستدام يشرك الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص في الحد من مخاطر الكوارث وحماية المجتمعات.