Home » المنظمة الخليجية وجامعة الدول العربية تنظمان ورشتي عمل لتعزيز الاستدامة البيئية

المنظمة الخليجية وجامعة الدول العربية تنظمان ورشتي عمل لتعزيز الاستدامة البيئية

by Elhadary

عقدت المنظمة الخليجية للبحث والتطوير “جورد” بالشراكة مع جامعة الدول العربية والمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة (RCREEE) ورشتي عمل تهدفان إلى ترسيخ ثقافة الاستدامة، وبناء القدرات، وتطوير المهارات في الوطن العربي، من خلال التركيز على مجالات حيوية تشمل أسواق الكربون الطوعية، وذلك عبر المجلس العالمي للبصمة الكربونية بالإضافة إلى تعزيز البيئة العمرانية المستدامة وكفاءة الطاقة عبر مركز المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة “جي ساس”.

تأتي هذه الفعالية في إطار تنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة الشهر الماضي بين المنظمة الخليجية وجامعة الدول العربية، حيث شهدت مشاركة واسعة تجاوزت 150 من الخبراء والمختصين في مجالات الاستدامة والطاقة والمناخ، ممثلين عن العديد  من الدول الاعضاء في جامعة الدول العربية. حيث تم تبادل المعارف والخبرات ومناقشة أهمية تسريع العمل المناخي في المنطقة العربية. كما تم تسليط الضوء على أفضل الممارسات والتجارب الإقليمية الناجحة، بهدف دعم جهود الدول العربية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز مرونتها في مواجهة تحديات التغير المناخي.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور / يوسف بن محمد الحرّ، رئيس مجلس إدارة المنظمة الخليجية للبحث والتطوير والمجلس العالمي للبصمة الكربونية، على أهمية التعاون المشترك في مواجهة تحديات المناخ، قائلاً: “يعد انتقال الطاقة عنصرًا أساسيًا في استراتيجيات التخفيف من تغير المناخ في المنطقة العربية. ومن خلال هذه الشراكات، نسعى إلى إدخال وتنفيذ حلول مبتكرة تساهم في تحقيق خفض فعّال للانبعاثات الكربونية، مما يمهّد الطريق نحو مستقبل أكثر استدامة.”

ومن جانبه، أكد سعادة الدكتور علي بن إبراهيم المالكي، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية، على التزام الجامعة بدعم جهود الاستدامة ، مشيرًا إلى أن: “جامعة الدول العربية تواصل التزامها بدفع عجلة العمل المناخي في دولنا الأعضاء. وتمثل هذه الورشة خطوة محورية في تعزيز رؤيتنا الجماعية نحو مستقبل منخفض الكربون من خلال توظيف الخبرات والحلول المبتكرة .”

كما وركزت الورشة الأولى على دور أسواق الكربون في دعم التنمية المستدامة، مع تسليط الضوء على دور المجلس العالمي للبصمة الكربونية (Global Carbon Council) والذي يعد أول برنامج طوعي مُعتمد دولياً لتعويض الكربون في الجنوب العالمي، يهدف إلى تسريع وتيرة العمل المناخي عبر دعم المشاريع الخضراء والمستدامة لتعويض الانبعاثات الكربونية التي لا يمكن تجنبها خلال عمليات التشغيل. وقد تم اعتماد المجلس العالمي للبصمة الكربونية من قبل المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO) . تم تسجيل أكثر من 1500 مشروع من أكثر من 45 دولة، مع التركيز على تحقيق هدف طموح يتمثل في خفض 2 مليار طن من انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول عام 2032.

أما الورشة الثانية، فقد تناولت موضوع البيئة العمرانية المستدامة وكفاءة الطاقة، مع التركيز على المعايير المبتكرة التي طوّرتها “جورد” ومن بينها المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة “جي ساس” والتي تدعم الجهود المبذولة لتعزيز كفاءة الطاقة وتطوير مبادئ البناء المستدام وفق أعلى المعايير العالمية. ومن بين الحلول البارزة التي تم استعراضها أيضا هي نظام “SYNERGIA9n1″ وهو نظام تكييف هجين فائق الكفاءة، حاصل على براءات اختراع وجوائز عالمية. يتميز هذا النظام كونه مبتكرا لتبريد الهواء الخارجي الحار والرطب وتهوية المساحات المفتوحة والمغلقة بتحسين كفاءة الطاقة بنسبة 50% مقارنة بالأنظمة التقليدية، مما يسهم بشكل كبير في خفض استهلاك الطاقة والانبعاثات الكربونية ويجعله خطوة تحوّلية نحو حلول تبريد مستدامة للمنطقة العربية.

كما استعرضت الورشة أداة تقييم أداء الطاقة “إنيرجيا” (Energia) والتي طوّرتها “جورد” لدعم جهود إزالة الكربون من المباني الجديدة والقائمة. واستنادًا إلى معايير CEN/ISO، يوفر “إنيرجيا” تحليلاً شاملاً لأداء الطاقة، مقدمًا رؤى دقيقة وتوصيات عملية لتحسين كفاءة الطاقة وتقليل البصمة الكربونية. ومن خلال تمكين صانعي القرار من الوصول إلى بيانات دقيقة وتقييمات أداء شاملة، يساهم “إنيرجيا” في تسهيل التحوّل نحو ممارسات بناء أكثر استدامة.

وأكد المشاركون في ختام الورشتين على أهمية تعزيز التعاون بين الدول العربية وتطوير السياسات المشتركة التي تدعم انتقال المنطقة نحو مستقبل أكثر استدامة، مع التركيز على الابتكار وتبني تقنيات الطاقة النظيفة كركائز رئيسية لتحقيق الأهداف البيئية والاقتصادية.

تجدر الإشارة إلى أن هذه المبادرة تأتي ضمن رؤية المنظمة الخليجية الرامية إلى دفع عجلة التنمية المستدامة في العالم العربي، وتعزيز مكانة المنطقة كمساهم فاعل في الجهود الدولية لمكافحة تغير المناخ ودعم الاقتصاد الأخضر.

You may also like