دعت سعادة مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة، أمس الشركات من جميع أنحاء قطاع التجزئة الموسع في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى دمج الاستدامة في جميع عملياتها، ورفع مستوى الطموح المناخي، ودفع التغيير السلوكي الإيجابي لدى المستهلكين.
وفي كلمتها خلال الحوار الوطني الثالث عشر لطموح المناخ (NDCA)، وهو منتدى شهري لأصحاب المصلحة تنظمه الوزارة لرفع طموح القطاع المناخي وتعزيز المشاركة الشاملة، أكدت على الدور المؤثر الذي يمكن أن يلعبه قطاع التجزئة في دولة الإمارات العربية المتحدة في تحقيق هدف الوصول إلى صافي الإنبعاثات الصفرية بحلول عام 2050.
وخلال الحدث، الذي استضافته غرفة دبي، الراعي الرسمي لقمة التجزئة السنوية، وهي تجمع عالمي لتجار التجزئة وخبراء القطاع، رحبت المهيري بتوقيع 13 شركة جديدة على تعهد الشركات المسؤولة عن المناخ في دولة الإمارات العربية المتحدة، ليصل المجموع الإجمالي للشركات الموقعة إلى 131، ويعد هذا التعهد بمثابة الالتزام والتفاني في دمج الاستدامة في عملياتهم وإلهام العملاء والشركاء لتبني العمل المستدام.
وأكدت المهيري خلال كلمتها على أن دولة الإمارات العربية المتحدة تحتاج إلى أن يعمل كل جزء من الاقتصاد على خلق مستقبل أكثر خضرة، لتحقيق أهدافها المناخية، وأن ذلك يشمل تجارة التجزئة، مضيفة أن الشركات الإماراتية في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) المقرر عقده الشهر المقبل، سيكونون في المقدمة وفي المنتصف، حيث سيعملون على عرض خططهم وجهودهم في العمل المستدام والابتكار والطموح كجزء من الحلول المناخية.
وفقاً للتقارير المتداولة، فإن سلاسل توريد التجزئة العالمية مسؤولة عن 25 بالمائة من الانبعاثات العالمية و40 بالمائة من استخدام البلاستيك في جميع أنحاء العالم، وينتج العالم اليوم ضعف كمية البلاستيك مقارنة بما كان عليه قبل عقدين من الزمن، وتتم إعادة تدوير 9 بالمائة فقط منه.
يعد تناول كيفية رؤية قطاع التجزئة لكل من الانبعاثات واستخدام البلاستيك وإدارته جزءاً مهماً من الرؤية الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة وأهدافها المناخية، حيث أكدت سعادة المهيري أن معالجة كيفية رؤية قطاع التجزئة وإدارة كل من الانبعاثات واستخدام البلاستيك يعد ضرورة استراتيجية للعمل المناخ، وأن ذلك يرجع أيضاً إلى أن أقل من 20 بالمائة من تجار التجزئة يسيرون على الطريق الصحيح لدعم العالم في تحقيق أهداف اتفاقية باريس، مضيفة أن دولة الإمارات العربية المتحدة محظوظة بتوجيه والتزام قيادي قوي للغاية، وبمجتمع أعمال ملهم جاهز لتحويل العمل المناخي إلى واقع ملموس.
كما أشارت إلى وجوب دعم العملاء في التحول الأخضر وتغيير السلوك من خلال تمكين تجار التجزئة والمستهلكين وسلاسل التوريد من التحرك في نفس الاتجاه نحو الاستدامة، حيث أن الشركات التي تتبنى التحول الأخضر تشعر بالفوائد الاقتصادية التي تساعد في دفع عجلة النمو.
وتعمل دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال أجندتها الخضراء 2030، على تشجيع الشركات على النمو بطريقة أكثر استدامة من خلال خطط التوعية والحوافز للشركات مثل دعم التصنيع الأخضر، وتشجيع استخدام أنواع الوقود البديلة، وتعزيز الوظائف الخضراء للخريجين الجدد.
وتناولت المناقشات والمائدات المستديرة خلال الحوار الوطني الثالث عشر لطموح المناخ موضوعات من بينها “تخضير التجزئة” و”دفع التجزئة نحو صافي الانبعاثات الصفري، والفرص والحوافز والتحديات، شارك فيها بالحديث عمر خان، رئيس مركز دراسات وأبحاث الأعمال، ومحمد لوتاه، الرئيس والمدير التنفيذي لغرف دبي.