يعتبر الهيدروجين العنصر الأكثر وفرةً في المجموعة الشمسية، وقد يلعب دوراً أساسياً في تحقيق مستقبل مستدام. ويكتسب الهيدروجين الأخضر، أي الهيدروجين المُنتج بالاعتماد على الطاقة المتجددة، اليوم، وبعد عقود من البحث والتطوير، أهميةً خاصةً في ضوء الخطوات التي يتخذها قطاع السيارات لإزالة الكربون وتحقيق مستقبل خالٍ من الانبعاثات.
ويشكل الهيدروجين إحدى الركائز الثلاث لجهود إزالة الكربون على مستوى العالم، إلى جانب كفاءة الطاقة والانتقال إلى الطاقة الكهربائية، ويمكن استخدامه بديلاً للوقود الأحفوري بطريقتين، إما من خلال تشغيل السيارات الكهربائية المُزودة بخلايا وقود، أو عن طريق استخدامه كمادة خام للوقود الاصطناعي.
ولا شك أن المركبات الكهربائية المزودة بخلايا وقود تعمل بالهيدروجين توفر ميزات عديدة مقارنةً بالمركبات الكهربائية المزودة ببطاريات، إذ تستهلك الأولى مواد أقل بالمقارنة مع المركبات المزودة ببطاريات الليثيوم، كما لا ينتج عن الهيدروجين أي انبعاثات كربونية عند الاستخدام، ويتمتع بأعلى معدل طاقة بالنسبة للكتلة بين أنواع الوقود، مما يضمن مسافة قيادة أطول ووقتاً أقل للشحن.
وتتسبب المركبات على الطرق بحوالي 20% من انبعاثات الطاقة و75% من انبعاثات وسائل النقل، مما يعزز من جاذبية المركبات الكهربائية المزودة بخلايا وقود تعمل بالهيدروجين بصفتها فرصة مميزة لتحقيق مستقبل مشرق للقطاع والسائقين والبيئة.
إلا أن تحقيق الإمكانات الكاملة للهيدروجين الأخضر في قطاع النقل يتطلب شراكات وبنى تحتية واستثمارات جديدة تعمل في إطار استراتيجية متناسقة وداعمة. ويُعد الدعم الحكومي والشراكات بين القطاعين العام والخاص محركاً أساسياً لتسريع هذا الابتكار وإنشاء بنية تحتية على نطاق واسع وتشغيلها، لتمهيد الطريق أمام المركبات العاملة بالهيدروجين الأخضر في المنطقة.
ويمثّل التعاون بين “الفطيم تويوتا” و”أدنوك” في دولة الإمارات العربية المتحدة أحد الأمثلة الناجحة عن هذه الشراكات، حيث يهدف إلى اختبار محطات التزود بالهيدروجين الرائدة وفائقة السرعة من أدنوك، وذلك باستخدام أسطول من سيارات تويوتا ميراي العاملة بالهيدروجين والخالية من الانبعاثات. وتعمل المحطة، التي سيكون موقعها في مدينة مصدر، على إنتاج الهيدروجين النظيف من المياه، باستخدام محلل كهربائي مدعوم بشبكة كهرباء نظيفة.
ويسهم البرنامج التجريبي في تحديد أفضل طريقة لتوظيف قدرات إعادة التزود السريع بالهيدروجين في مشاريع النقل، بهدف دعم الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين، والتي تهدف إلى تحقيق الريادة عالمياً في مجال إنتاج الهيدروجين بحلول عام 2031.
وتُعد الفطيم تويوتا علامة يُحتذى بها في الالتزام بالنقل المستدام في دولة الإمارات، حيث شكل الجيل الجديد من طراز تويوتا ميراي حامل شعلة الاستدامة عند ظهوره لأول مرة في الإمارات بصفته السيارة الرسمية لجناح اليابان في معرض إكسبو 2020 دبي، ما يُعد دليلاً على تقنياتها الصديقة للبيئة والمبتكرة. وتوفر سيارة تويوتا ميراي العاملة بالهيدروجين تجربة قيادة كهربائية بالكامل، مع كفاءة هي الأفضل ضمن فئتها وانبعاثات صفرية، مما يؤكد على التزام تويوتا بتحقيق حيادية الكربون وتوفير وسائل نقل مستدامة للجميع.
وقدمت تويوتا لمحة عن مستقبل سيارات الرالي للآلاف من عشاق رياضة السيارات خلال مشاركتها في مهرجان جودوود للسرعة في وقت سابق من العام الحالي، حيث استعرضت إنجازاتها في تطوير تقنيات الطاقة البديلة والمستدامة. وظهر الممثل البريطاني روان أتكينسون، المعروف بدور “مستر بين” والذي أكد بأنه من أوائل مستخدمي السيارات الكهربائية، يقود سيارة تويوتا جي آر يارس إتش 2 التي تعمل بالهيدروجين، تعبيراً عن دعمه للتكنولوجيا الخالية من الانبعاثات. ونشأت هذه التكنولوجيا بفضل النهج العملي الذي تتبعه تويوتا لاستعراض إمكانية تحويل محرك طراز يارس، الذي يعمل بالبنزين والمزود بثلاث أسطوانات مع شاحن توربيني وبسعة 1.6 لتر، ليعمل بوقود الهيدروجين، وذلك بالاستفادة من نظام حقن مخصص.
كما دفع هذا النهج العملي الفطيم تويوتا إلى اتخاذ قرار الانضمام إلى هذا البرنامج التجريبي التاريخي في الإمارات، حيث سيتيح أسطول مركبات تويوتا العاملة بوقود الهيدروجين النظيف جمع بيانات مهمة حول أداء تكنولوجيا النقل العاملة بالهيدروجين، ورسم ملامح جهود تطوير البنية التحتية للهيدروجين في الدولة.
ويجب توقّع التحديات المُحتملة التي قد تُعرقل الاعتماد على وسائل النقل العاملة بالهيدروجين على نطاق واسع، والعمل على توفير حلول قابلة للتطبيق وسياسات داعمة. ويُعد إنشاء منظومة عالمية للهيدروجين من أهم هذه الخطوات، حيث قطعت دولة الإمارات شوطاً كبيراً في هذا المجال، لا سيما بعد الإعلان مؤخراً عن الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين. ولا بُدّ من تطوير سياسات هيدروجين متناسقة وبُنى تحتية يمكنها ضمان وجود إمدادات كافية وبقاء مستويات الأسعار تنافسية ومقبولة.
ويبقى هدف قطاع السيارات فيما يتعلق بالهيدروجين الأخضر واضحاً، وهو تقليل انبعاثات الكربون على امتداد سلسلة القيمة في قطاع السيارات، سواء من خلال المركبات الكهربائية المزودة بخلايا وقود تعمل بالهيدروجين أو السيارات المزودة بمحرك احتراق داخلي يعمل بالهيدروجين. سيتم استخدام مجموعات نقل حركة مختلفة خلال رحلة الاعتماد على الهيدروجين، حيث ستلعب المركبات العاملة بالهيدروجين النظيف، إلى جانب المركبات الكهربائية، دوراً حيوياً في إنشاء منظومة نقل خالية من الكربون.
وتتصدر الفطيم تويوتا جهود تحقيق مستقبل نقل أكثر استدامة في دولة الإمارات، إذ توفر إحدى أكثر مجموعات الطرازات تنوعاً، فضلاً عن مجموعات نقل حركة مبتكرة ومستدامة، بما فيها سيارة تويوتا ميراي المزودة بخلايا وقود تعمل بالهيدروجين. وتسعى الفطيم تويوتا، التابعة لمجموعة الفطيم للسيارات، الرائدة في سوق النقل في المنطقة، إلى تسريع التحول نحو النقل الأخضر في دولة الإمارات العربية المتحدة.
بقلم جاك برنت، المدير الإداري لعلامتي “الفطيم تويوتا” و”الفطيم لكزس”