أظهرت نتائج دراسة حديثة لشركة إبسون حول واقع تغير المناخ للعام الجاري، وجمعت فيه آراء أكثر من 300,000 شخص في 39 سوقاً، أن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية كانوا من ضمن أكثر 10 جنسيات تفاؤلاً بخصوص التوصل إلى حل لمواجهة تغير المناخ، إذ ينظر المزيد من الأفراد في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي وشمال أفريقيا إلى التغير المناخي على أنه مشكلة عالمية رئيسية أكثر إلحاحاً من غيرها، كما يرَون أن للتكنولوجيا دوراً فعالاً في إيجاد حل للمشكلة.
وتعد هذه النسخة السنوية الثالثة من الدراسة حول واقع تغير المناخ من إبسون، والتي أجريت بهدف الوصول إلى فهم أفضل بخصوص الاستجابات العالمية للتغير المناخي، وتم نشرها بالتزامن مع علامات التغير الكارثي للمناخ والتي تظهر جلياً في الارتفاع غير المسبوق في درجة حرارة البحار، والمستويات القياسية المنخفضة للغطاء الجليدي البحري في كل من القطب الشمالي والقارة القطبية الجنوبية، إلى جانب الظواهر المناخية المتطرفة التي تشهدها مناطق مختلفة من العالم.
وأظهرت الدراسة أن دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي الأكثر تفاؤلاً بشأن إمكانية تجنب الكوارث المناخية خلال فترة حياتنا، حيث أشار 79% من المستجيبين في السعودية إلى تفاؤلهم وهي النسبة الأعلى للتفاؤل في الأسواق الـ39 التي تم استطلاعها من قبل إبسون، وهي نسبة تزيد بكثير على المعدل العالمي البالغ 47%. وحلت دولة الإمارات في المرتبة السابعة من حيث نسبة الأفراد المتفائلين بهذا الخصوص بنسبة بلغت 66%، في حيث حلّت مصر في المرتبة الرابعة في مستويات التفاؤل بنسبة بلغت 69% وذلك بعد كل من السعودية (79%)، والهند (77%) وكينيا (75%).
وسيسهم التركيز المتنامي على البيئة خلال الفعاليات المتعددة ومنها مؤتمر الأطراف بشأن تغير المناخ (COP28)، الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة الأسبوع المقبل، في تسليط الضوء على مسألة التغير المناخي لكونها من ضمن أكثر المشاكل العالمية إلحاحاً، وهو الأمر الذي تتفق حوله آراء 57% من المشاركين في الدراسة في دولة الإمارات و43% في السعودية و62% في مصر، في حين يشير 50% من المشاركين في الدراسة في دولة الإمارات و60% في السعودية و62% في مصر إلى ارتفاع الأسعار باعتبارها مسألة ملحّة، في حين جاءت مسألة الفقر كمسألة ملحّة وفقاً لآراء 42% من المشاركين في الدراسة في الإمارات و41% في السعودية و39% في مصر.
وقال نيل كولكوهون، رئيس شركة إبسون الشرق الأوسط وأفريقيا، إنه بفضل تركيز شرائح السكان صغيرة العمر والمهتمة بالتكنولوجيا إلى جانب الحكومات على الاستدامة وتبني مصادر طاقة بديلة، فمن المشجع أن نرى كلاً من دولة الإمارات والسعودية ومصر من ضمن أول 10 دول تفاؤلاً بخصوص تجنب الكوارث المناخية، مضيفاً أنه بالتزامن مع انطلاق فعاليات مؤتمر الأطراف (COP28) في دولة الإمارات بعد أيام قليلة، فيجب أن ينصب التركيز على مشاركة وتعاون المؤسسات والأفراد بهدف التصدي للتغير المناخي.
كما كشفت دراسة إبسون عن الخطوات التي يتخذها الأفراد حالياً أو التي ينوون اتخاذها مستقبلاً من أجل التعامل مع تغير المناخ، والدور الذي يود هؤلاء الأفراد للشركات أن تؤديه في هذا الإطار. فعلى صعيد الالتزامات الشخصية، أفاد المشاركون في الدراسة في دولة الإمارات إلى أنهم يخططون لتبني أسلوب حياة أكثر استدامة بدعم من التقنيات المبتكرة، حيث أشار 57% منهم بأنهم يخططون لشراء سيارات كهربائية (مقارنة بـ58% في السعودية)، كما يخطط أكثر من النصف (51%) إلى استخدام مصادر طاقة متجددة (مقارنة بـ49% في السعودية). وقال نحو نصف المشاركين في الدراسة في دولة الإمارات (48%) بأنهم يخططون لمقاطعة العلامات التجارية غير المستدامة، فيما أظهر 43% من المشاركين في الدراسة في السعودية زيادةً في وعي المستهلكين وأثره المحتمل على سلوكيات الشراء.
أما على الصعيد المؤسسي، فقد أشار المشاركون في الدراسة في دول مجلس التعاون الخليجي إلى الطرق التي يمكن من خلالها للمؤسسات المساهمة في التصدي للتغير المناخي. وأوضح نحو نصف المشاركين في الدراسة في دولة الإمارات (43%) بأن الاستثمار في التقنيات المستدامة هو العامل الأهم لكي تتمكن الشركات من مواجهة التغير المناخي، مقارنة بنحو 49% في السعودية. كما شجع 42% من المشاركين في الدراسة في دولة الإمارات الشركات على تحسين ممارسات إعادة تدوير المنتجات والمواد وإعادة استخدامها، الأمر الذي اتفق معه 39% ممن شملتهم الدراسة في السعودية.
وبيّنت نتائج دراسة إبسون أن العمل المشترك على التغير المناخي هو أمر ضروري للغاية، إذ أشار نحو نصف من شملتهم الدراسة (48%) في دولة الإمارات بأنهم يخططون لتشجيع شركاتهم على تعزيز تطبيق استراتيجيات الانبعاثات الصفرية لها، كما أن نحو ثلث من شملتهم الدراسة (29% في دولة الإمارات و29% في السعودية) قالوا بأن تشجيع مشاركة الموظفين في الأنشطة البيئية هو من أهم الأمور التي يمكن للشركات القيام بها في سياق جهودها للتصدي للتغير المناخي.
واختتم كولكوهون قائلاً إن نتائج دراسة واقع تغير المناخ تسلط الضوء على أهمية الاستدامة في منطقة الشرق الأوسط، والحاجة إلى الالتزام بأهداف الأجندة الخضراء. ولقد أظهرت الدراسة أن التكنولوجيا هي عامل تمكين مهم، ولا شك بأن الحلول التي تقدمها إبسون في هذا الإطار هي مصممة لتحقيق النتائج المرجوة وبطريقة مستدامة عبر تقليل استخدام الموارد الطبيعية واستهلاك الطاقة وقطع الغيار، وتتسم بسهولة الاستخدام. وتهدف إبسون إلى مواصلة توفير الحلول التقنية التي يحتاجها الأفراد والتي ستساعدهم في جهودهم الرامية إلى تقليل الأثر المناخي لأنشطتهم.