Home » منتدى الاقتصاد العالمي بدافوس: الأزمات البيئية والذكاء الاصطناعي على طاولة المناقشات

منتدى الاقتصاد العالمي بدافوس: الأزمات البيئية والذكاء الاصطناعي على طاولة المناقشات

by Elhadary

منذ أيام، بدأ انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي بمدينة دافوس بسويسرا بعد أسابيع قليلة من انتهاء مؤتمر الأطراف COP28 بدبي في الإمارات العربية المتحدة، ومن المقرر أن يمتد المؤتمر من 15 إلى 19 يناير بمشاركة عشرات المسؤولين والخبراء والعاملين بالقطاع الخاص.

وتأسس المنتدى الاقتصادي العالمي لأول مرة عام 1971 كمؤسسة غير ربحية يقع مقرها الرئيسي في جنيف، سويسرا،  وينعقد هذا العام تحت شعار “إعادة بناء الثقة”، في ظل عدّة أزمات يخوضها العالم من تصاعد أزمة تغير المناخ، والتضخم الاقتصادي والحروب.

وكانت قضية التحول الرقمي ونمو التكنولوجيا من أهم النقاشات المطروحة، فأصدر اليوم المنتدى الاقتصادي العالمي، أثناء انعقاد اليوم الرابع، تقريراً بعنوان”مستقبل التكنولوجيا المالية العالمية: نحو نمو مرن وشامل، تم تطويره بالتعاون مع مركز كامبريدج للتمويل البديل (CCAF) في كلية جادج لإدارة الأعمال بجامعة كامبريدج، وهو مستمد من دراسة استقصائية عالمية لأكثر من 200 شركة في مجال التكنولوجيا المالية عبر خمس صناعات تتعامل مع البيع بالتجزئة”.

 وقدم التقرير بيانات مهمة حول صناعة التكنولوجيا المالية، إذ أظهر أن صناعة التكنولوجيا المالية العالمية لا تزال قوية، حيث يبلغ متوسط معدلات نمو العملاء أكثر من 50٪ عبر قطاعات الصناعة والمناطق، مضيفاً أن الطلب الاستهلاكي يعد هو المحرك الرئيسي للنمو.

التحول نحو الطاقة النظيفة

واحتلت قضايا الاستدامة البيئية، وتصاعد التحديات المرتبطة بأزمة تغير المناخي جزء مهماً من مناقشات المنتدى، فقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال كلمته،  إن العديد من الدول لا تزال مصرة على رفع انبعاثات الغازات الدفيئة، بينما أطلقت صناعة الوقود الأحفوري للتو للتو حملة أخرى بملايين الدولارات لعرقلة التقدم والحفاظ على تدفق النفط والغاز إلى أجل غير مسمى، مضيفاً أن عددا من الدول بدت عاجزة عن العمل معا لوقف التهديد المناخي.

وأضاف: ” العديد من مصائب العالم حدثت نتيجة للفجوة بين الأغنياء وبقية العالم، يجب أن يكون هناك مفاوضات جادة بين الدول الصناعية والاقتصادات الناشئة “الغارقة في الديون”. بلدان الجنوب العالمي أصيبت بالشلل بسبب ارتفاع أسعار الفائدة لدرجة أنها لم تعد قادرة على حماية مواطنيها في المستقبل، لذا أصبح تنفيذ أهـداف التنمية المستدامة أكثر أهمية من أي وقت مضى.

وعلق: ” أصبح أكثر من نصف العالم- أي ما يقرب من خمسة مليارات شخص- أكثر فقرا”.

في الوقت نفسه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال كلمته، إن مستقبل أوروبا يكمن في نهج أكثر تركيزًا على توليد الطاقة النظيفة والتكنولوجيات الجديدة، مؤكداً على ضرورة خلق المزيد من الوظائف ذات الأجر الجيد في أوروبا .

وشهد المنتدى حضور كبير من ممثلي القطاع الخاص، فقال بيتر هيرويك، الرئيس التنفيذي لشركة شنايدر إلكتريك، في بيان صحفي حول مشاركتهم في المنتدى: “ينتج عن قطاع الطاقة العالمي 80% من الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم، ولذلك يمثل تحول قطاع الطاقة أمرًا حتميًا للتخلص من هذه الانبعاثات الضارة بالبيئة،  من ناحية أخرى، تمتلك حلول الذكاء الاصطناعي إمكانيات هائلة للتعامل مع تغير المناخ”.

وكان المنتدى قد أصدر تقريراً  في 8 يناير الجاري، قال إن أن اتخاذ الإجراءات الهادفة لترشيد استهلاك الطاقة قبل عام 2030، من خلال تحقيق وفورات في استهلاك الطاقة وزيادة كفاءتها، وإقامة شراكات ومبادرات للتعاون، يمكنه أن يحقق وفورات مالية هائلة تصل إلى 2 تريليون دولار للاقتصاد العالمي بأكمله، مع الحيلولة دون بناء 3000 محطة جديدة لتوليد الطاقة.

بحث تأثير الذكاء الاصطناعي 

ومن ضمن الموضوعات التي تمت مناقشتها هي الذكاء الاصطناعي، فأصدر اليوم على هامش المنتدى،  أصدر تحالف حوكمة الذكاء الاصطناعي (AIGA) سلسلة من ثلاثة تقارير جديدة تطالب ببذل جهد عالمي لتوفير الوصول العادل إلى الذكاء الاصطناعي، والذي يمتلك القدرة على التصدي للتحديات العالمية، لكنه يشكل أيضا مخاطرقد تؤدي توسيع الفجوات الرقمية القائمة،  أو خلق فجوات جديدة.

وقدم هذا التحالف الذي يضم ممثلين من الحكومات والشركات والخبراء، توصيات بشأن بناء أنظمة وتقنيات آمنة، وضمان التطبيقات والتحول المسؤول، وتعزيز الحوكمة والتنظيم المرن.

في السياق ذاته، أطلق التحالف العالمي لريادة الأعمال الاجتماعية التابع لمؤسسة شواب، بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي،  مبادرة “Rise Ahead”، والتي تهدف إلى حشد تمويل القطاع الخاص للمساعدة في تلبية ما يقدر بـ 1.125 تريليون دولار من التمويل الذي تحتاجه المؤسسات الاجتماعية، والعمل على بناء عالم أكثر استدامة وإنصافًا للجميع، وبالفعل تعهدت أكثر من اثنتي عشرة شركة بزيادة مشاركتها في الابتكار الاجتماعي والاقتصاد الاجتماعي، بحلول عام 2030، مما يساعد المؤسسات الاجتماعية في جميع أنحاء العالم على إيجاد حلول مبتكرة للتحديات العالمية الملحة مثل تغير المناخ، وعدم المساواة والاستقطاب السياسي.

اهتمام بمناقشة تمكين النساء 

في الوقت نفسه، اهتم المنتدى بشكل كبير بتمكين النساء، فأصدر بالأمس تقريرا بالتعاون مع معهد ماكينزي الصحي، حول “سد الفجوة الصحية للمرأة”، أكّد فيه أن هذا سيسمح لعدد أكبر من النساء بأن يعيشن حياة أكثر صحة وأفضل جودة، ويوفر دفعة غير مسبوقة للاقتصاد العالمي، مؤكداً أن معالجة أوجه القصور التي تحد من قدرة العديد من النساء على الانخراط في القوى العاملة وكسب لقمة العيش لأنفسهن ولأسرهن، يمكن أن تقلل من الوقت الذي تقضيه النساء في حالة صحية سيئة بنسبة الثلثين تقريبًا، وتحسين النتائج الصحية والحياة اليومية لأكثر من 3.9 مليار شخص، وإضافة تريليون دولار إلى الاقتصاد سنويًا بحلول عام 2040.

You may also like

info@esgmena.com  

 © 2024 ESG Mena