Home » خبراء وأكاديميون:  إعداد قادة المستقبل يبدأ من المنزل والمدرسة

خبراء وأكاديميون:  إعداد قادة المستقبل يبدأ من المنزل والمدرسة

by Elhadary

دعا خبراء وأكاديميون إلى ضرورة تأهيل نماذج قيادية جديدة للمساهمة في صنع مستقبل أفضل للبشرية وذلك عبر تطوير مهارات القيادة لدى الأطفال من المنازل والمدارس، مؤكدين أن القيادة ليست مجرد مهارة تقنية بل هي نمط حياة وأسلوب تفكير يمكن تنميته منذ الصغر.

جاء ذلك خلال عدد من الجلسات عقدت ضمن محور “القيادة والمرونة” في القمة العالمية للحكومات 2024، حيث ركزت الجلسات على النماذج الأولية الناشئة للقيادة التي تستشرف المستقبل، وتطوير بيئات العمل وتعزيز الرفاهية والسعادة، واستخدام التقنيات المتطورة التي ستقدم أساليب جديدة وتحدث نقلة نوعية في كيفية التفاعل مع التكنولوجيا.

وتحدث أليكس ليو، الشريك الإداري ورئيس Kearney، خلال جلسة” كيف نبني فرقاً حكومية مرنة وفعّالة؟، عن ضرورة مواكبة التقدم التكنولوجي المتسارع داخل بيئة العمل والتكيف مع التحولات المتسارعة، والعمل بفعالية لتشكيل مستويات الثقافة والكفاءة، وتطوير بيئة تعزز الرفاهية والسعادة وتُمكّن التحوّل التكنولوجي، كما تطرق إلى أولويات فرق العمل، وتعزيز ديناميكية ثقافة العمل، وتوفير الحلول والتوصيات اللازمة للقادة لتحقيق التقدم.

وأضاف ليو:” في ظل التقدم التكنولوجي المتسارع داخل بيئة العمل، يظهر دور العنصر البشري بوضوح كبير في تشكيل مستويات الثقافة والكفاءة داخل الشركات والمؤسسات، ومع ذلك، غالبًا ما يتجاهل هذا الجانب من قبل القادةالذين يركزون بشكل أساسي على التكنولوجيا نفسها دون النظر إلى الأثر البشري والثقافي الذي يمكن أن يكون لهذه التكنولوجيا، ولتطوير بيئة العمل وتعزيز الرفاهية والسعادة للعاملين، يجب على القادة أولاً تحديد أولويات فرق العمل بشكل دقيق وفهم احتياجات أفرادهم وتطلعاتهم،  ثم التركيز  على بناء ثقافة عمل إيجابية ومحفزة تشجع على التعاون والإبداع والتطوير المستمر”.

ودعا ليو إلى تشجيع فرق العمل على التعلم المستمر وتبني ثقافة التجربة والابتكار، بحيث يكون لدى الموظفين المهارات والمعرفة اللازمة لمواجهة التحديات الجديدة واستغلال الفرص المتاحة.

وفي جلسة حملت عنوان”كيف يمكن صناعة نماذج قيادية جديدة لمستقبل متغير؟”، ناقش كل من الدكتور أحمد دلال، رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والبروفيسور سوميترا دوتا، عميد كلية سعيد لإدارة الأعمال في جامعة أكسفورد، والدكتور جين فرانسوا مانزوني، رئيس المعهد الدولي للتنمية الإدارية، إلى ضرورة تأهيل نماذج قيادية جديدة يمكنها أن ترسم صورة مستقبل الحوكمة، والأعمال، والمجتمع، وتحقيق نجاحات كبيرة وترك بصمة إيجابية في عالمنا المتغير.

وقال الدكتور أحمد دلال:” تحمل القيادة الفعّالة اليوم أهمية لا تُقدّر بثمن، حيث يشهد عالمنا المعاصر تحديات متعددة تتطلب توجيها وتنظيماً محكماً”، مشيراًإلى أن مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية تتطلب قيادة قوية ورؤية واضحة، في عصر تتغير فيه الديناميكيات بسرعة مذهلة وتتطور فيه التكنولوجيا بمعدلات هائلة”.

وأضاف:” هناك العديد من الخطوات التي يجب علينا اتخاذها في مجال التعليم العالي، حيث ينبغي إعادة التفكير في البرامج الحالية والنظر في برامج المستقبل، ليس فقط من حيث المواد والمحتوى، بل أيضًا من حيث أنواع البرامج التي نقدمها لطلابنا.

وقال البروفيسور سوميترا دوتا:” يلعب التدريب العملي دوراً مهماً في تنمية قدرات القيادة للأطفال، حيث يتعلمون من خلال التجارب والأنشطة العملية كيفية التفكير الاستراتيجي، وإدارة الوقت، وحل المشكلات، والتواصل بفعالية مع الآخرين.

وأضاف: كما يمكن للأهل أن يكونوا قدوة للأطفال من خلال تقديم الدعم والإرشاد وتشجيعهم على تحقيق أهدافهم، مشيراً إلى أن تطوير صفات القيادة لدى الأطفال يعتبر استثماراً في مستقبلهم وفي مستقبل المجتمع إذ يمكن للأطفال الذين يتمتعون بمهارات القيادة أن يصبحوا قادة فعّالين يسهمون في تحقيق التغيير الإيجابي وبناء مجتمعات أكثر استدامة وتقدماً. 

من جهته، قال البروفيسور جين فرانسوا مانزوني: على الرغم من التباين في الآراء حول ما إذا كان القادة يولدون أم يصنعون، إلا أن هناك بعض النقاط التي يمكن الاتفاق عليها. على سبيل المثال، يمكن أن نقول بأن القادة الناجحين غالبًا ما يتمتعون بمزيج من الصفات الفطرية والمهارات المكتسبة، فالقوة الشخصية، والعزيمة، والتواصل الجيد، والقدرة على التحليل واتخاذ القرارات الصائبة، هي بعض من السمات التي يتمتع بها القادة الناجحون، والتي يمكن تطويرها وتعزيزها من خلال التدريب والتجارب العملية.

You may also like