Home قصص تحليلية إيكوموندو 2025: منصة تربط أوروبا والمنطقة العربية من أجل اقتصاد دائري وابتكار مستدام

إيكوموندو 2025: منصة تربط أوروبا والمنطقة العربية من أجل اقتصاد دائري وابتكار مستدام

by Hadeer Elhadary

مع ازدياد الاهتمام العالمي بالتحول نحو التنمية المستدامة وكفاءة استخدام الموارد، تبرز إيكوموندو 2025 كمنصة محورية لتعزيز مفاهيم الاقتصاد الدائري والاقتصاد الأزرق بين أوروبا ومنطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط.
ومن المقرر أن يُقام المعرض في مركز ريميني للمعارض بإيطاليا خلال الفترة من 4 إلى 7 نوفمبر 2025، حيث سيُسلّط الضوء على مجالات التعاون الجديدة، ودور الذكاء الاصطناعي في التحول البيئي، والفرص المتاحة أمام المشاركين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للتواصل مع أبرز الجهات الصناعية والبحثية العالمية.
في هذا الحوار، يتحدث ماورو ديلي فراتّي، مدير معرض إيكوموندو، عن أبرز محاور النسخة القادمة، من الرقمنة والذكاء الاصطناعي إلى الابتكار في الاقتصاد الأزرق والمدن الذكية، وصولًا إلى الشراكات العابرة للحدود التي تهدف إلى تحويل التحديات المشتركة إلى حلول عملية.

إيكوموندو يُعد منصة عالمية تسعى لجذب الخبراء والفاعلين في القطاع من الشرق الأوسط. ما الجديد في نسخة عام 2025؟
في نسخة 2025، يهدف إيكوموندو بشكل حاسم إلى تحقيق مزيد من الدولية لتعزيز دوره كمنصة مرجعية للاقتصاد الدائري في أوروبا وحوض البحر المتوسط. سيُقام الحدث في مركز ريميني للمعارض في إيطاليا من 4 إلى 7 نوفمبر، على مساحة تبلغ 166 ألف متر مربع. هذا العام، سيتم إدخال جولات موضوعية جديدة لتوجيه الجمهور بين سلاسل القيمة المختلفة، من البلاستيك إلى المياه. أما الزوار القادمون من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فسيجدون في إيكوموندو فرصة ملموسة للتواصل مع الشركات الأوروبية ومراكز الأبحاث، والوصول إلى حلول متقدمة في مجالات إعادة التدوير والاقتصاد الحيوي وإدارة الموارد المائية. كما عزّزنا بالفعل الحوار مع الشرق الأوسط من خلال الجولة الدولية التي توقفنا خلالها في القاهرة في يوليو الماضي.

يدور نقاش واسع حول دور الذكاء الاصطناعي في دعم الاقتصاد الدائري. كيف سيتناول إيكوموندو هذا الجانب؟
ستكون الرقمنة واستخدام الذكاء الاصطناعي محورًا رئيسيًا في إيكوموندو 2025. فقسم مراقبة الأرض والرصد البيئي — وهو أحد الأقسام السبعة الكبرى للحدث — سيعرض تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المراقبة البيئية، كما أن هذه التقنية تُستخدم أيضًا في معالجة النفايات، وإدارة شبكات المياه، وإزالة الكربون الصناعي، وهو ما ستُبرزه الابتكارات المعروضة في الأجنحة المختلفة والمؤتمرات المصاحبة.
ومن أبرز الفعاليات المقررة جلسة بعنوان «من السماء إلى الأرض: مراقبة الأرض من أجل إدارة مستدامة للمواد الخام الحيوية» التي ينظمها اللجنة العلمية التقنية لإيكوموندو بالتعاون مع جامعة بوليتكنيك تورينو ومؤسسة CINECA ووكالة الفضاء الإيطالية. وستتناول الجلسة استخدام بيانات الأقمار الصناعية وتقنيات الرصد في إدارة الموارد البيئية الحيوية. الهدف هو إظهار كيف يمكن لهذه التقنيات أن تكون أدوات لتسريع الاقتصاد الدائري بفضل الإدارة الدقيقة للموارد والتحكم التنبؤي في العمليات.

تشهد الشراكات بين أوروبا والشرق الأوسط نموًا ملحوظًا. كيف يتموضع إيكوموندو كمنصة محفزة لهذا التعاون؟
تم تصميم إيكوموندو ليكون جسرًا يربط الأسواق حول العالم. وستشهد نسخة 2025 تعزيز التعاون القائم مع دول البحر المتوسط، وإطلاق حوار منظّم حول مشاريع مشتركة مع مؤسسات وجمعيات صناعية. كما يوفر المعرض مساحات وفرصًا للقاءات الأعمال، حيث يمكن للشركات الأوروبية والعربية استكشاف أوجه التكامل والتعاون المحتمل. إنها فرصة فريدة لتسريع الاستثمارات وبناء شراكات ذات أثر ملموس على أرض الواقع.
بالإضافة إلى ذلك، تُسهم الشراكة مع الوكالة الإيطالية للتجارة الخارجية ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي (MAECI) والتعاون مع الجمعيات الأجنبية والمؤسسات الدولية في تعزيز الطابع الدولي للحدث. وستتضمن نسخة 2025 أيضًا المنتدى الإفريقي للنمو الأخضر في نسخته الخامسة، وهو حدث رئيسي يجمع الشركات والمؤسسات والمستثمرين لمناقشة تطوير الاقتصاد الدائري في القارة الإفريقية، مع التركيز على التعاون ومتابعة تنفيذ خطة ماتّيي، خاصة فيما يتعلق بالتكيف مع تغير المناخ والتنمية المستدامة المتجددة في إفريقيا.
كما من المتوقع مشاركة وفود وشركات ناشئة من دول البحر المتوسط والشرق الأوسط مثل مصر والمغرب والجزائر وتونس، وسيُتيح برنامج المؤتمرات مساحة لعرض المشاريع والممارسات الناجحة العابرة للحدود، من خلال جلسات حوارية وورش عمل تجمع بين أوروبا والمنطقة العربية حول قضايا مشتركة مثل إدارة المياه، وتجديد المدن، والاقتصاد الدائري.

يبرز مفهوم “الاقتصاد الأزرق” بشكل متزايد عالميًا. ماذا سيقدّم إيكوموندو في هذا المجال؟
التركيز على دورة المياه والاقتصاد الأزرق يُعد من الركائز الأساسية في نسخة 2025. حيث سيستضيف منطقة الاقتصاد الأزرق ضمن قطاع دورة المياه والاقتصاد الأزرق مشاريع وشركات تعمل في مجالات النظم البيئية البحرية والساحلية.
وسيتم تناول مواضيع مثل تجديد النظم المائية البحرية، وتقنيات التحلية، وتنقية المياه، والابتكار البحري، واستخدام البيانات لمراقبة السواحل.
ومن أبرز الجلسات في هذا السياق مؤتمر بعنوان «المبادرات الأوروبية والمتوسطية القائمة على الطبيعة والرقمية والهجينة لتجديد إدارة المياه»، بتنظيم اللجنة العلمية التقنية لـ إيكوموندو وبالتعاون مع مؤسسات مثل UTILITALIA وISPRA وWater Europe.
سيُناقش المؤتمر الحلول الهجينة التي تجمع بين الأساليب الطبيعية والأدوات الرقمية لإدارة الموارد المائية، كما ستُعرض مشاريع متعلقة بمعالجة وإعادة استخدام مياه الصرف وتكيّف المدن الساحلية مع تغير المناخ.
ونظرًا لأن هذه القضية تُعد استراتيجية لدول المنطقة العربية التي تواجه تحديات حاسمة في توفر المياه، فسيُخصص الاقتصاد الأزرق لورش عمل وجلسات نقاش خاصة.

المدن الذكية والخضراء تواجه تحديات كبيرة في التنفيذ. هل سيُعرض أي جديد بهذا الشأن في إيكوموندو 2025؟
تُعد قضية المدن الذكية من المحاور المركزية ضمن الأجنحة المتخصصة.
وسيكون جناح المدينة الدائرية والصحية واجهة لعرض حلول التخطيط الحضري، وإدارة جودة الهواء، والبنى التحتية الخضراء، والتقنيات المخصصة لرفاه السكان.
وخلال الحدث، ستُناقش حالات واقعية لمدن ذكية ونماذج يمكن تطبيقها في السياق العربي، مع تسليط الضوء على المقاربات التي تمزج بين الحلول الرقمية والطبيعية.
كما سيتناول قسم المراقبة البيئية ومراقبة الأرض هذه المواضيع من خلال مؤتمرات حول دور أجهزة الاستشعار والبيانات الفضائية في التخطيط الحضري التنبؤي.
ولا ننسى عودة معرض SAL.VE المتخصص في معدات وآليات النظافة وجمع النفايات، والذي يُقام بالتعاون مع جمعية مصنّعي السيارات الإيطالية ANFIA، ويعرض المجموعة الكاملة من المركبات الصناعية والمعدات الخاصة المطلوبة لتطوير المدن وتعزيز مرونتها.
تتمثل قيمة إيكوموندو 2025 في جمع التكنولوجيا والمصممين والإدارات في حوار مشترك يهدف إلى إيجاد حلول واقعية، وتقليص الفجوة بين الرؤية والتنفيذ في بناء المدن الذكية.

You may also like