في ظل تسارع الجهود العالمية نحو حلول الطاقة النظيفة والمستدامة، برزت شركة «المسعود باور» ضمن فعاليات معرض «جيتكس 2025» من خلال الكشف عن نظام بطارية محمول جديد يعد من أكثر الأنظمة تقدماً في العالم. هذا الابتكار، الذي تم تطويره بالتعاون مع شركة «إنستاجريد» الألمانية، يمثل خطوة نوعية نحو توفير طاقة نظيفة وآمنة وسهلة الاستخدام في مواقع العمل المختلفة، من الإنشاءات إلى خدمات الطوارئ والإنتاج الإعلامي. في هذا الحوار، يتحدث راسو بارتينسشلاجير، المدير العام في قسم المسعود للطاقة، عن مميزات النظام الجديد، وكيف يمكن أن يسهم في تعزيز كفاءة الطاقة والاستدامة في دولة الإمارات والمنطقة.
.
ما المنتج الذي تقدمونه في «جيتكس 2025»؟
نقدم اليوم منتجاً جديداً يُعدّ الأكثر تقدماً في العالم ضمن فئة أنظمة الطاقة المحمولة. يزن حوالي 20 كيلوغراماً ويمكن حمله باليد بسهولة. ومن خلال شراكتنا مع شركة «إنستاجريد»، نعمل على إدخال هذا الابتكار إلى السوق الإماراتية. المنتج يعالج العديد من المشكلات المرتبطة بتوليد الطاقة التقليدية، خصوصاً من حيث الاستدامة والسلامة. فعلى سبيل المثال، في مواقع البناء، تُعدّ الأسلاك الطويلة والعوائق من أبرز أسباب الحوادث. أما المولدات التقليدية فتتطلب وجود وقود في الموقع، ما يزيد من مخاطر الاشتعال والغازات والانبعاثات. هذا النظام الجديد يلغي كل تلك المشكلات.
كيف يعمل هذا النظام بالتحديد؟
إنه في الأساس نظام بطارية متطور يعمل كمحطة طاقة صغيرة ومضغوطة مصممة خصيصاً للاستخدامات المهنية. المنتج ليس مخصصاً للاستخدام الشخصي مثل شحن الهواتف، بل تم تصميمه بناءً على ملاحظات شركات البناء والمستخدمين المهنيين مثل فرق الدفاع المدني. هؤلاء طلبوا جهازاً صغيراً وسهل الحمل وقوياً في الأداء، وهو ما يوفره هذا النظام بالضبط.
ما هي قدرته التشغيلية؟
تبلغ سعة البطارية 2.1 كيلوواط/ساعة، ويمكنها تحمّل ذروة تشغيل تصل إلى 18 ألف واط. هذا يعني أنها قادرة على تشغيل المعدات التي تحتاج إلى تيار بدء مرتفع، وهو ما كان يضطر المستخدمين في السابق إلى استخدام مولدات ضخمة تفوق حاجتهم. الآن يمكنهم الاستغناء عن مولد يزن 100 كيلوغرام بجهاز يزن 20 كيلوغراماً فقط.
هل النظام قابل لإعادة الشحن؟ وكم يستغرق شحنه بالكامل؟
نعم، البطارية قابلة لإعادة الشحن ويمكن أيضاً شحنها بالطاقة الشمسية. وعندما تكون فارغة تماماً، تستغرق حوالي ثلاث ساعات فقط لإعادة شحنها بالكامل.
كيف ترون موقعكم من حيث التسعير والمنافسة؟
مسألة التسعير ليست عائقاً. حالياً لا توجد منتجات منافسة بنفس المستوى من التطور في السوق. كما أن النظام أكثر جدوى من حيث التكلفة مقارنة بالمولدات التقليدية التي تحتاج إلى وقود وصيانة مستمرة.
هل ستبدأون إطلاق المنتج في الإمارات أولاً؟
نعم، لقد وقّعنا اليوم مذكرة تفاهم لإطلاق المنتج في دولة الإمارات كبداية. المنتج مُصمم ومُسجل ببراءة اختراع في ألمانيا، وقد تم استخدامه هناك أكثر من 100 ألف مرة بنجاح من قبل محترفين. ونرى أن السوق الإماراتية لديها طلب قوي على مثل هذا الحل، والآن أصبح المنتج جاهزاً للإطلاق.
من هي القطاعات المستهدفة بهذا الابتكار؟
القطاع الرئيسي هو قطاع البناء، يليه المرافق والصيانة الفنية. كما نستهدف قطاع الدفاع المدني، بما في ذلك خدمات الإسعاف والإطفاء والشرطة والأمن الوطني. وهناك أيضاً اهتمام متزايد من قطاع الفعاليات والإنتاج الإعلامي. على سبيل المثال، استخدمت فرق التصوير في السعودية وحدات من هذا النظام بدلاً من المولدات التقليدية، فتمكنوا من العمل دون ضوضاء، ودون كابلات طويلة، ودون أي انبعاثات.
ما مدة الضمان وما شهادات الجودة التي حصل عليها المنتج؟
المنتج يتمتع بضمان لمدة أربع سنوات، وهي مدة طويلة نسبياً لهذا النوع من الأجهزة. كما أنه حاصل على شهادة CE الأوروبية ومتوافق مع جميع اللوائح المحلية في دولة الإمارات، ما يعكس جودة التصنيع والتزامه بأعلى معايير السلامة.
ما الخطوة التالية بعد توقيع مذكرة التفاهم؟
الخطوة المقبلة هي توقيع اتفاقية الشراكة الكاملة وبدء إنشاء شبكة التوزيع في الإمارات، على أن نعمل لاحقاً على التوسع إلى أسواق أخرى في المنطقة.
ذكرت أن لديكم خططاً مرتبطة بمعرض دبي للطيران، ما التفاصيل؟
نعم، حجزنا بالفعل موقعنا في معرض دبي للطيران المقبل. وكما تعلم، يُعد مطار دبي من أكبر المطارات في العالم إلى جانب باريس ولندن، ويواصل النمو والتوسع. ومع مجموعة منتجاتنا، نهدف إلى دعم مشروع تطوير المطار الجديد من خلال حلول تسهم في تعزيز الاستدامة والأمن في أنظمة الطاقة. صحيح أن شبكة الكهرباء في الإمارات من الأكثر استقراراً عالمياً، إلا أن التوسع في استخدام الطاقة المتجددة وشحن المركبات الكهربائية ومراكز البيانات يفرض ضرورة توفير أنظمة احتياطية موثوقة. وبما أن المطارات تُعد منشآت حساسة لا تحتمل الانقطاع، فإن حلولنا توفر مستوى عالياً من الأمان والاستمرارية.
هل سنشهد أي إعلانات جديدة خلال معرض دبي للطيران؟
ليس بعد، لكننا بالتأكيد سنقدم شيئاً جديداً هناك.
كيف ترى واقع الاستدامة وتحديات تطوير البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية في المنطقة؟
الاستدامة أصبحت محوراً أساسياً لعملنا خلال السنوات الأخيرة، ليس فقط من خلال المشاريع الكبرى، بل أيضاً عبر مبادرات صغيرة تجمع خبراء من مجالات متعددة مثل البناء والمركبات الكهربائية والمياه، لفهم التحديات الواقعية وتطوير حلول عملية. نظام البطارية الجديد يعالج أحد أبرز هذه التحديات، وهو دعم شحن المركبات الكهربائية في الظروف الصعبة.
هل يمكن استخدام هذا النظام لشحن السيارات الكهربائية؟
يُطرح هذا السؤال كثيراً. من الناحية التقنية لا يمكن شحن سيارات «تسلا» مباشرة لأن تصميم مأخذها لا يسمح بذلك. لكن عند ربط ثلاث وحدات من النظام معاً باستخدام محولات مناسبة، يمكن توفير طاقة تكفي لقطع نحو 15 كيلومتراً، وهي مسافة كافية للوصول إلى أقرب محطة شحن أو لإخراج السيارة من موقع خطر على الطريق.
واجهت بعض الشركات اللوجستية صعوبات في شحن أساطيلها الكهربائية. كيف يمكن لتقنياتكم أن تساعد؟
صحيح، شركات مثل «دي إتش إل» و«آر إم إكس» واجهت تحديات كبيرة بسبب بطء الشحن، حيث كان يستغرق أحياناً ثلاث أو أربع ساعات. لكن تقنيات الشحن تطورت كثيراً، وهناك الآن حلول شحن سريع وفائق السرعة. المشكلة لم تعد في التكنولوجيا نفسها، بل في جاهزية البنية التحتية وقبول السوق لهذه الأنظمة الجديدة.