أصدرت مدينة مصدر، أحد المجتمعات الحضرية الرائدة المستدامة والمنطقة الحرة المزدهرة في أبوظبي، تقريرها الثالث حول الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، لتؤكد مكانتها كنموذج يحتذى به لمدن المستقبل الخضراء حول العالم، ونقطة مرجعية عالمية للتنمية الحضرية المستدامة. وتماشياً مع طموح دولة الإمارات العربية المتحدة بتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، تواصل مدينة مصدر، من خلال منظومة متكاملة تجمع بين بنية تحتية مستدامة عالمية المستوى، ومنطقة حرة مزدهرة، ومجتمع متنوع من المبتكرين، استقطاب الشركات ورواد الأعمال العالميين الذين يقودون عملية التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون وقائم على المعرفة.
وفي هذا السياق، قال أحمد باقحوم، الرئيس التنفيذي لمدينة مصدر: “مدينة مصدر تشكّل نموذجاً حيّاً للدمج الناجح بين الاستدامة والابتكار وبناء المجتمع. نلتزم بتعزيز منظومة متكاملة تُحقق الابتكار، وتوفر الفرص، وتُحدث تأثيراً ملموساً، ما يرسّخ معايير جديدة لكيفية قدرة المدن على بناء قيمة اقتصادية، واجتماعية، وبيئية، مستدامة”.
تعزيز فرص التنمية الاجتماعية
يشكل كوادر مدينة مصدر ومجتمعها محور نموها. في عام 2024، عززت المدينة التزامها بتنمية المواهب الوطنية، وتعزيز التنوع والشمول، حيث حققت نسبة توطين بلغت 54.7%، ونسبة تمثيل للإناث 31%. كما زادت ساعات التدريب بشكل ملحوظ، مما زود الموظفين بالمهارات اللازمة لتعزيز الابتكار المستدام.
وواصل برنامج ريادة الأعمال النسائية توسيع فرص الأعمال التي تقودها النساء، بينما ساهمت المنطقة الحرة في تمكين مئات الشركات الصغيرة والمتوسطة المحلية من النمو بشكل مستدام. وازدهر التعاون في جميع أنحاء المدينة، بدءاً من مركز M42 الذي يقوم بتطوير الطب الدقيق وتقديم حلول صحية مبتكرة، وصولًا إلى افتتاح مركز البيانات المتطور “خزنة AUH6 ” الذي يوسع البنية التحتية المستدامة للبيانات ، ومدرسة “جيمس فاوندرز” التي تُدمج الاستدامة في التعليم منذ عامها الدراسي الأول، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي التي تقوم بتطوير أبحاث عالمية المستوى في الذكاء الاصطناعي وتنمية المواهب بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وحافظت مدينة مصدر على حيويتها في التفاعل المجتمعي، من خلال أكثر من 300 فعالية مع الجهات المعنية، وفعاليات ثقافية، ومبادرات صحية، مما عزز الشعور بالانتماء. ومن خلال استضافة وفود دولية وتنظيم مهرجانات محلية، عززت المدينة دورها كمركز يجمع بين الأعمال والثقافة والاستدامة. وقد تجلى ذلك بوضوح من خلال سلسلة من الفعاليات والأنشطة الرائدة، بما في ذلك المهرجان في مدينة مصدر، وإطلاق سيارات BYD الكهربائية، ومهرجان “مصدر بارك”، ويوم الابتكار، و افتتاح”ذا هب باي سوشيال” قاعة الطعام المستدامة ، وسباق مدينة مصدر المجتمعي، إذ عرضت كل منها حلول التنقل المستدام، والطاقة النظيفة، والابتكارات المجتمعية قيد التنفيذ.
بناء مستقبل مرن
عززت مدينة مصدر التزاماتها البيئية من خلال مشاريع تقلل الانبعاثات، وتحافظ على الموارد، وتوسع البنية التحتية الخضراء. في عام 2024، حققت مدينة مصدر تقدماً ملموساً نحو أهدافها البيئية:
- انخفاض بنسبة 22.7% في كثافة استخدام الطاقة مقارنة بخط الأساس الذي تعتمده الجمعية الأمريكية لمهندسي التبريد والتدفئة وتكييف الهواء، مما يعني أن المباني استخدمت طاقة أقل من الممارسة القياسية.
- تم تجنب 5,518 طناً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من خلال مبادرات مختلفة، وهو ما يعادل إزالة 1,285 مركبة ركاب تعمل بالبنزين من الطرقات لمدة عام.
- توفير 13.1% في استهلاك المياه الصالحة للشرب عبر محفظة المباني التابعة لها مقارنة بخط الأساس لمعايير “استدامة”.
- خفض النفايات بنسبة 56.2% من خلال إعادة التدوير وتحويل 98.3% من نفايات البناء من الذهاب إلى مكبات النفايات.
- ثلاثون مبنى حاصلة على شهادات اعتماد البناء الأخضر عبر اثني عشر مشروعاً، بما يشمل مبنيين مصممين وفق الحياد الصفري للطاقة تم الانتهاء منهما وثلاثة مبان قيد الإنشاء.
تأتي هذه الإنجازات لتبني على إرث عريق من التصميم المستدام، وتتطلع إلى مشاريع تطويرية نوعية مثل MC2 ,”ذا لينك”، و”فلج بلازا”، ومسجد مدينة مصدر، و كونكت بارك، وهي مشاريع طموحة ندفع من خلالها حدود الاستدامة الحضرية عبر حلول مبتكرة ومتكاملة،. وستسهم هذه المشاريع في تعزيز قابلية العيش في المدينة، وتنوعها البيولوجي، وقدرتها على التكيف مع التغير المناخي.
الحوكمة والقيادة الأخلاقية
يضمن إطار حوكمة مدينة مصدر الشفافية والمساءلة وأخلاقيات العمل. وتتولى لجان متخصصة الإشراف على هذا النظام، بما في ذلك لجنة التدقيق والمخاطر والامتثال، ولجنة المناقصات، ولجنة الأنشطة الاجتماعية والإدماج، ولجنة التعويضات والمزايا، واللجنة التوجيهية لإدارة استمرارية الأعمال. وفي عام 2024، لم تُسجل المدينة أي حالات عدم امتثال للقوانين والأنظمة، ما يعكس كفاءة إطار الحوكمة المعتمد والتزامها بالعمليات الأخلاقية والمسؤولة .
الابتكار من أجل مستقبل مستدام
يظل الابتكار محوراً أساسياً في رسالة مدينة مصدر، إذ يسهم في إيجاد حلول تعالج تحديات اليوم وتسهم في رسم ملامح مدن المستقبل. وقد قامت المدينة بتجربة تقنية “هيدروبول” في منتزه “مصدر بارك”، باستخدام أجهزة استشعار مدعمة بإنترنت الأشياء لتحسين الري وتوفير المياه،. كما تجهز مدينة مصدر مشاريع للطاقة الشمسية الكهروضوئية في “كونكت بارك” لدمج الطاقة المتجددة مع الزراعة الحضرية كجزء من خطط التطوير المستقبلية.
وبالنظر إلى المستقبل، ستبقى مدينة مصدر منصة عالمية لاختبار التقنيات الرائدة ومنصة لإطلاق الشركات الناشئة، حيث تقع منطقتها الحرة في قلب منظومة مزدهرة تتعاون فيها الشركات والباحثون والمبتكرون لتطوير حلول عملية. ومن خلال الجمع بين بنية تحتية مستدامة عالمية المستوى، ومجتمعٍ تعاوني، وسجل حافل بالإنجازات في تنفيذ مشاريع خالية من الانبعاثات الكربونية، ترسي مدينة مصدر معياراً جديداً لكيفية مساهمة الابتكار والاستدامة في رسم ملامح مدن المستقبل. وتدعو مدينة مصدر الشركاء والمستثمرين والمبتكرين من جميع أنحاء العالم للانضمام إليها في رسم ملامح هذا الفصل الجديد هنا في وجهة أبوظبي الرائدة للحياة الحضرية المستدامة، ونمو الأعمال، والتنويع الاقتصادي.