في منطقة تشتهر بدرجات حرارتها المرتفعة، والطرق السريعة عالية السرعة، والمستهلكين شديدي التطلّب، تواجه السيارات الهجينة في دولة الإمارات العربية المتحدة أصعب اختبارات الأداء حتى الآن. ومرة أخرى، تتصدر تويوتا المشهد كقائدة لا جدال فيها.
تشير البيانات الحديثة إلى أن طرازات تويوتا كامري، هايلاندر، راف 4، وكورولا كروس تحتفظ بنحو 80٪ من قيمتها بعد ثلاث سنوات، وهي نسبة تفوق معظم المنافسين وتسلّط الضوء على قوة تويوتا في فئة السيارات الهجينة. لا يُفضل المستهلكون هذه الطرازات لكفاءتها في استهلاك الوقود فقط، بل لعوامل عملية أيضاً مثل انخفاض تكاليف الصيانة، وانتشار شبكة الخدمة، والاعتمادية المتواصلة، خاصة في ظل المناخ القاسي في الخليج.
ملاحظة: تم اختيار هذه المركبات بناءً على توفر إصدار موديل جديد في كل سنة.
لكزس: الفخامة على أسس تويوتا
السيارات الهجينة من لكزس، لا سيما طراز NX 350h، تثبت هي الأخرى متانتها. إذ يحتفظ هذا الطراز بنسبة 73٪ من قيمته بعد ثلاث سنوات، مما يعكس أداءً قوياً في سوق إعادة البيع. ورغم أن الفخامة التي تمثلها علامة لكزس قد تجذب المشترين في البداية، فإن ما يعزز القيمة على المدى الطويل هو نظام الدفع الهجين المستند إلى تكنولوجيا تويوتا.
القيمة تتفوّق على السمعة
من اللافت أن بعض العلامات المعروفة أو الفاخرة لا تحقق نفس الأداء في سوق إعادة البيع. فبعض الطرازات الهجينة من علامات ألمانية وكورية مثل مرسيدس-بنز وهيونداي إلنترا، تظهر نسب احتفاظ بالقيمة تتراوح بين 57٪ و65٪ بعد ثلاث سنوات. وهذا يدل على أن السوق الإماراتية، عندما يتعلق الأمر بالسيارات الهجينة، تُعطي الأولوية للاعتمادية وسهولة الصيانة والألفة على حساب السمعة التجارية وحدها.
الهجينة تتفوق على الكهربائية في إعادة البيع
يتّضح يوماً بعد يوم اتساع الفجوة بين أداء السيارات الهجينة والكهربائية بالكامل في سوق إعادة البيع. فمع مرور ثلاث سنوات، تظهر السيارات الهجينة منحنى استهلاك أكثر استقراراً، في حين ما يزال المستهلكون مترددين بشأن عمر بطاريات السيارات الكهربائية، ومحدودية مدى السير، والتكاليف العامة. في المقابل، توفر السيارات الهجينة توازناً بين الكفاءة في استهلاك الوقود وبين الاعتماد على البنية التحتية التقليدية للوقود.
وتعتمد قيمة إعادة البيع للسيارات الهجينة بشكل كبير على سجل الصيانة الموثّق. فالسيارات التي تتوافر لها سجلات خدمة رسمية وصيانة منتظمة تُباع بسرعة أكبر وتحتفظ بقيمتها بشكل أفضل.
منافسون جدد: سيارات REEVs الكهربائية الممتدة المدى
تبدأ فئة جديدة في كسب اهتمام المستهلكين في الإمارات، وهي سيارات Range Extender Electric Vehicles أو REEVs. ورغم أنها لا تزال في مراحلها الأولى، بدأت طرازات مثل ROX 01 (حوالي 265,000 درهم)، وLi Auto L7 (233,000 درهم)، وExeed Exlantix ET (200,000 درهم) بجذب الانتباه، على الرغم من أن العديد منها يدخل السوق من خلال الاستيراد الرمادي.
توفر هذه السيارات نطاق قيادة طويل (بين 1100 و1300+ كم)، ووظائف سيارات SUV، وأسعار تنافس مباشرة سيارات هجينة فاخرة. وتشير مؤشرات مثل حجم البحث، وعدد التسجيلات المبكرة، ومشاعر المستهلكين إلى أن هذه الفئة قد تصبح منافساً جدياً قريباً، لا سيما لدى المشترين الملمين بالتكنولوجيا والباحثين عن مدى أطول.
تقوم شركة AutoData بمتابعة هذه الفئة عن كثب، وتراقب اتجاهات الاحتفاظ بالقيمة، وبنية خدمات ما بعد البيع، ومعدلات التبني، لفهم كيفية أداء هذه السيارات على المدى الطويل.
الخلاصة
في الإمارات، لا ترتبط قيمة إعادة البيع للسيارات الهجينة بالفخامة بقدر ما ترتبط بالاعتمادية المثبتة، والدعم ما بعد البيع الموثوق، وتكلفة الامتلاك المنخفضة. تويوتا ولكزس تواصلان تصدر المشهد، ليس لأنهما الأكثر حداثة، بل لأنهما تلبّيان ما يهم المستهلك فعلاً: راحة البال، وتكاليف تشغيل منخفضة، وقيمة عالية عند إعادة البيع.
ورغم أن تقنيات جديدة مثل سيارات REEVs قد تغيّر قواعد اللعبة مستقبلاً، فإن السيارات الهجينة تبقى الخيار الذكي حالياً، كونها توازن بين الاعتماد على محركات الوقود المألوفة والطموحات الكهربائية المستقبلية.
بقلم: سيباستيان فوكس، المدير الإداري لشركة أوتو داتا الشرق الأوسط