لم تعد الاستدامة خياراً مفضلاً، بل ضرورة أساسية في قطاع الأعمال. وتكتسب هذه المسؤولية أهمية أكبر في قطاع الترفيه، الذي يعبّر عن أنماط تواصل الناس ووسائل تسليتهم. ونؤمن في شركة مشاريع الترفيه السعودية “سڤن” بأهمية التركيز على الاستدامة في جميع مشاريعنا، لأن بناء الوجهات الترفيهية اليوم لا ينبغي أن يكون على حساب الغد.
لذلك، تحرص “سڤن” على الالتزام الكامل بالاستدامة في جميع المجالات، بدءاً من التصميم ووصولاً إلى المواد والطاقة وعمليات التشغيل.
الاستدامة في التصميم
تسعى “سڤن” منذ تأسيسها لتحويل المملكة إلى وجهة رائدة عالمياً في مجال الترفيه، إضافة لتحسين جودة حياة السعوديين والمقيمين. وترى الشركة في الاستدامة مبدأ أساسياً في التصميم.
وتدمج “سڤن” الاستدامة في جميع مراحل تطوير مشاريع محفظتها التي تضم 14 وجهة، بدءاً من وضع المخططات وأعمال البناء ووصولاً إلى عمليات التشغيل وتجربة الضيوف. ويتوافق عملنا مع المعايير الوطنية والدولية، بما في ذلك نظام الريادة في الطاقة والتصميم البيئي، وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ويمتثل بشكل كامل للوائح المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي.
ونسعى للحصول على شهادة الاعتماد الفضية للريادة في الطاقة والتصميم البيئي كحدّ أدنى، وذلك في جميع مجمعاتنا الترفيهية الأربعة عشر. ففي عام 2024 وحده، حققنا توفيراً في المياه بنسبة 80%، وتوفيراً في الطاقة بنسبة وصلت إلى 20%، وأعدنا تدوير أكثر من 75% من نفايات البناء. وتراقب الشركة الأداء البيئي في جميع المواقع، بدءاً من جودة الهواء والتربة ووصولاً إلى مستويات الضوضاء والانبعاثات. وأدت المراقبة المستمرة إلى تحقيق انخفاض ثابت في الانبعاثات الكربونية من النطاق الأول بنسبة 15-20%، باستخدام أنظمة متطورة لتتبع وإدارة نفايات الطعام والنفايات العامة والخطرة.
وتبرز مشاريع “سڤن” ضمن محفظتنا، إذ تتبوأ ترتيباً عالياً بنسبة 80-85% على مؤشر الأداء البيئي، مما يؤكد التزامنا الراسخ بتبنّي أفضل الممارسات البيئية.
أبها: نموذج لما يمكن تحقيقه
يُعد مجمع “سڤن” الترفيهي المرتقب في أبها أحد أبرز الأمثلة على التزامنا بالاستدامة. ويقع المجمع في منطقة عسير الغنية بثقافتها، ويجمع بين التراث والبنية التحتية الذكية والابتكار البيئي.
ويمتد المجمع على مساحة تزيد على 30,000 متر مربع من المساحات المخصصة للتأجير، وهو مصمم لاستقبال مليوني زائر سنوياً بحلول عام 2030. ويستوحي التصميم المعماري للمجمع عناصره من مناخ الجبال المحلي، ويعتمد على استخدام مواد بناء مستدامة وأنظمة موفرة للطاقة وبنية تحتية للتنقل صديقة للبيئة، بما في ذلك محطات شحن السيارات الكهربائية. كما يضم المجمع مواد حاصلة على شهادة ليد، إذ تم الحصول على أكثر من نصفها من مورّدين معتمدين يراعون المعايير البيئية.
ويتضمن المجمع مرافق جذب، بما فيها تجربة ديسكفري التعليمية الترفيهية ومركز بولينج مبتكر قائم على الذكاء الاصطناعي، والتي تجمع بين التقنيات منخفضة الطاقة والتجارب الغامرة. لكن تأثيرنا يتجاوز البعد البيئي، إذ من المتوقع أن يوفر هذا المجمع أكثر من 2,500 فرصة عمل، وأن يساهم بمبلغ 600 مليون ريال سعودي في الاقتصاد المحلي، مما يؤكد دور الاستدامة في تحفيز النشاط الاقتصادي.
الارتقاء بالمعايير
يمكن للترفيه، بل ينبغي عليه، أن يوفر منصة للريادة البيئية. ونحن في “سڤن” نؤمن بأن الممارسات المستدامة لا تحمي البيئة فحسب، بل تعزز أيضاً قيمة أعمالنا على المدى الطويل وتقلل المخاطر وتؤهل مشاريعنا لمواكبة المستقبل.
وتواصل الشركة رسم ملامح جديدة لقطاع الترفيه في جميع أنحاء المملكة، حيث تمثل كل وجهة تبنيها فرصة للارتقاء بمعايير قطاعنا والمجتمعات التي نعمل فيها. فالاستدامة ليست مجرد خيار، بل هي منهجية تساهم في صياغة كل قرار نتخذه.
ومع دورها الرائد في مجال التصميم الأخضر في أبها وجهودها لزيادة وجهاتنا الحاصلة على شهادة الريادة في الطاقة والتصميم البيئي في جميع أنحاء المملكة، تلتزم “سڤن” ببناء مستقبل يوفر الازدهار للسكان والبيئة.
بقلم: عبد الله الفوزان، رئيس المشروعات في “سفن”