Home رأي تمكين المرأة الإماراتية.. نهجٌ راسخ ورؤيةٌ وطنية

تمكين المرأة الإماراتية.. نهجٌ راسخ ورؤيةٌ وطنية

by Hadeer Elhadary

أثبتت المرأة الإماراتية أنها شريكاً فاعلاً في تحقيق الرؤى التنموية الطموحة التي تنتهجها الدولة في شتى الميادين، ومن بينها العمل القضائي.

ويمثل يوم المرأة الإماراتية مناسبةً وطنية للتعبير عن الفخر بمسيرة تمكين المرأة الإماراتية، في ظل دعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، التي اعتمدت “يداً بيد نحتفي بالخمسين” شعاراً رسمياً ليوم المرأة الوطني لهذا العام، والتي جعلت من تمكين المرأة نهجاً راسخاً وأولوية رئيسية؛ فطالما أكدت سموها أن المرأة الإماراتية شريكٌ أساسي في بناء الوطن، وشددت على ضرورة مواصلة دعم المرأة في جميع المجالات، خاصة في القطاعات الحيوية، من خلال دعوتها إلى تعزيز دور المرأة الريادي.


ويعتبر الاتحاد النسائي العام، برئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، مساهماً محورياً في ترسيخ حضور المرأة الإماراتية، حيث عمل الاتحاد على إطلاق الاستراتيجيات الوطنية لتعزيز مشاركة المرأة في التنمية، وتوفير البرامج التدريبية لتنمية مهارات الكوادر النسائية في القيادة والابتكار، وتعزيز المشاركة السياسية. وأفضى هذا المسار إلى توسيع حضور المرأة الإماراتية في المناصب الحكومية والقضائية العليا، ودعم المرأة في المجال الاقتصادي عبر تشجيع ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة.


وبفضل هذه الجهود، أصبحت المرأة الإماراتية نموذجاً يُشار إليه بالبنان، حيث تتقلد أدواراً محورية ومسؤولياتٍ حيوية، وتشارك في صنع القرار، وتبرز في جميع المجالات مثل الفضاء والجيش، والشرطة، والسلك الدبلوماسي، والقضاء.


ويجسد يوم المرأة الإماراتية رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة، والتي تعد نبراساً ينير طريق الأجيال القادمة، ويؤكد أن مستقبل الإمارات سيبقى مزدهراً بمساهمات أبنائها وبناتها على حد سواء.، حيث تُكرّم المرأة ليس لأنها “نصف المجتمع” فحسب، بل لأنها أساس تقدمه.


وإذا ما تحدثنا عن دور المرأة الإماراتية في المجال القضائي، فإنني أحمل مشاعر الفخر والاعتزاز لتعييني كأول قاضية في محاكم إمارة دبي بمرسوم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. وكانت تلك اللحظة علامة فارقة في مسيرتي المهنية، حيث أديت اليمين القانونية أمام سموه، وهي لحظات ستظل خالدة في الذاكرة. واليوم، وبعد مسيرة حافلة بالإنجازات، أجد نفسي في منصب مدير عام معهد دبي القضائي بأمر من سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي رئيس المجلس القضائي، كأول امرأة تتقلد هذا المنصب الرفيع.


ونحن في معهد دبي القضائي نحرص على ترجمة توجيهات قيادتنا الرشيدة بتمكين المرأة عبر زيادة أعداد المنتسبات للبرامج التدريبية التي ينظمها المعهد وكذلك الاستعانة بالكادر القضائي النسائي كمدربات في العديد من البرامج التدريبية لما يتمتعن به من خبرات عملية واسعة ومهارات تدريبية متميزة، وتعزيز الكادر الإداري بالمعهد بالكفاءات النسائية، حيث أثبتت النساء جدارتهن في قيادة العمل المؤسسي.


وتمثل مسيرة المرأة الإماراتية في المجال القضائي ثمرة نهجٍ استشرافي، تحوّلت في ظله المرأة الإماراتية من دور المشاركة إلى موقع الريادة؛ فمنذ تعيين أول قاضية إماراتية، وصولاً إلى تولي المرأة مناصب قيادية في المؤسسات القضائية، أثبتت ابنة الإمارات أن نجاحها وتميزها استندا إلى ركيزتين أساسيتين، هما الإرادة القوية والعزيمة الصلبة، وذلك في ظل بيئاتٍ مؤسسية داعمة ورؤية ثاقبة من القيادة الرشيدة.


واليوم، ونحن نحتفل بيوم المرأة الإماراتية، نرى ثمار هذا التمكين في كل مجال؛ وفي كافة الميادين، بل وفي قيادة المستقبل. ولم تعد المرأة الإماراتية تكتفِ بالمشاركة فحسب، بل أصبحت ملهمةً للنجاح، حاملةً معها قيم الأصالة وروح الابتكار. ونستلهم في معهد دبي القضائي من رصيد نجاحات ابنة الإمارات لنمضي قُدُماً في نهج تمكينها كضمانةٍ لمستقبلٍ أكثر إشراقاً لدولتنا.


بقلم: سعادة القاضي الدكتورة ابتسام علي البدواوي، مدير عام معهد دبي القضائي

You may also like