Home قصص تحليلية مديرة محمية بطريق الملك: ذوبان الجليد يغيّر موائل البطاريق ويهدد بقاءها

مديرة محمية بطريق الملك: ذوبان الجليد يغيّر موائل البطاريق ويهدد بقاءها

by Hadeer Elhadary

تعيش اليوم 18 نوعًا معروفًا من طيور البطريق حول العالم، ويُصنَّف أكثر من نصفها على أنها مهددة أو معرّضة للخطر، نتيجة التلوث والصيد الجائر وتغيّر المناخ. وللتعرّف على واقع هذه الطيور والجهود المبذولة لحمايتها، أجرينا مقابلة مع أورورا فرنانديز دوران، المديرة التنفيذية لمحمية بطريق الملك الطبيعية في تشيلي.

في هذه المقابلة، تتحدث دوران عن أبرز التحديات البيئية التي تواجه البطاريق، ودور محميتها في مراقبة الأنواع وحمايتها، إضافة إلى كيفية اعتمادها على السياحة المستدامة لتمويل مشروعات البحث والحفاظ في جنوب تشيلي.

ما هو الوضع الحالي للبطاريق حول العالم؟
هناك نحو 18 نوعًا مختلفًا من طيور البطريق، ويُعتبر حوالي 10 منها حاليًا في حالة ضعف أو مهددة بالانقراض. وتتمثل أكبر التهديدات لهذه الكائنات الكاريزمية في التلوث، والصيد الصناعي واسع النطاق، وتغيّر المناخ. في بعض مناطق العالم، يؤدي الصيد الجائر وارتفاع درجات الحرارة إلى تأثيرات كبيرة، إذ تُجبر البطاريق على السباحة لمسافات أطول بحثًا عن الطعام، بسبب ندرة الأسماك بالقرب من مناطق الصيد الاقتصادية. ونتيجة لذلك، تتناقص أعداد البطاريق في مناطق عدة. على سبيل المثال، في القارة القطبية الجنوبية، تتحرك بعض مجموعات البطريق نحو الشمال أو تنتقل إلى مناطق أخرى بسبب ذوبان الجليد.

ذكرتِ أن الكريل يشكّل عنصرًا أساسيًا في غذاء البطاريق. ما هو وضع الكريل الآن؟
يحتاج الكريل إلى مناطق معينة من الجليد خلال موسم التكاثر. وعندما يتكسر الجليد أو يذوب، يفقد هذه المناطق الحيوية، مما يؤثر على قدرته على التكاثر. لا أستطيع القول إن الكريل في خطر كبير في كل مكان، لكن في بعض أجزاء القارة القطبية الجنوبية، لا تتكاثر هذه الكائنات بالمعدل المطلوب للحفاظ على أعدادها. وهذا يؤثر بدوره على أنواع أخرى مثل البطاريق، التي تعتمد على الكريل كمصدر رئيسي للغذاء.

إذًا البطاريق تعاني بسبب تراجع مصدرها الغذائي الأساسي؟
بالضبط. عندما تتراجع أعداد الكريل، لا تجد البطاريق ما يكفي من الطعام، وهذا أحد الأسباب الرئيسية التي تدفعها إلى السباحة لمسافات أطول بحثًا عنه.

هل البطاريق التي تعملون على حمايتها تعيش في البرية؟
البطاريق تعيش بحرية تامة في المحمية. في منطقتنا يوجد نحو 200 بطريق ملك. وعلى مستوى العالم، يُقدّر عدد بطاريق الملك بحوالي مليون بطريق حول القارة القطبية الجنوبية، لكن المستعمرة التي أعمل فيها صغيرة نسبيًا.

هل تتدخل منظمتكم في بيئتها الطبيعية، أم يقتصر عملكم على البحث والرصد؟
لا نتدخل في سلوكها الطبيعي على الإطلاق. نركّز على البحث والرصد لفهم أفضل للأنواع وتأثير التغيرات البيئية عليها.

كيف يتم تمويل عملكم؟ هل تتلقون دعمًا حكوميًا؟
لا، فالحكومة التشيلية تدير المناطق المحمية العامة، أما المحميات الخاصة مثلنا فهي مبادرات تطوعية مستقلة، وبالتالي علينا أن نوفر التمويل بأنفسنا.

وكيف تحققون هذا التمويل؟
نقوم بذلك عبر السياحة المستدامة. ننظم زيارات إرشادية للمحمية، وتُستخدم رسوم الدخول في تمويل مشاريع الحماية والبحوث العلمية ورواتب الفريق والمعدات. يأتي الزوار من جميع أنحاء العالم — من نحو 100 جنسية مختلفة.

You may also like