أعلنت “دبي القابضة”، شركة الاستثمارات العالمية التي تدير أنشطة متنوعة ضمن 10 قطاعات في 34 دولة، عن إطلاق النسخة الثانية من تحدي “ابتكر من أجل الغد” لعام 2025، وهو برنامج عالمي رائد تنظمه المجموعة بالشراكة مع حاضنة الشركات الناشئة ورواد الأعمال in5 التابعة لمجموعة تيكوم. يهدف التحدي إلى تمكين الشركات الناشئة ذات النمو السريع من إعادة تصور ممارسات استهلاك الموارد وإنتاجها وتجديدها، دعماً للتحول نحو اقتصاد دائري مستدام.
وتبلغ القيمة الإجمالية للجوائز النقدية 850 ألف درهم إماراتي، إلى جانب تمويل أولي لتنفيذ المشاريع التجريبية وفرصة لعرض الأفكار أمام مستثمرين وشركاء استراتيجيين من خلال منظومة “دبي القابضة” المتنوعة.
ويركز التحدي في نسخته الحالية على ثلاثة محاور رئيسية: فقدان الغذاء وهدره، إعادة تدوير الموارد وتجديدها، والابتكار الرقمي من أجل الاستدامة. وفي هذا السياق، تتحدث تالا خلات، المدير الأول للعمل الخيري في “دبي القابضة”، عن تفاصيل المبادرة وآليات اختيار المشاريع المشاركة ضمن برنامج “تحدي ابتكر من أجل الغد” الذي يجسد التزام المجموعة بتعزيز الابتكار وتحقيق الأثر الإيجابي في دبي والعالم.
حدثينا عن المبادرة التي تعملون عليها حالياً، وما الهدف منها تحديداً؟
العام الماضي حققنا نجاحاً كبيراً مع “دبي القابضة”، والآن نعمل مجدداً على مشروع جديد، لكنه هذه المرة يركز أكثر على الأثر الفعلي، و نحن لا نقتصر فقط على تقديم الدعم المالي، بل نأخذ المشاركين ضمن برنامج متكامل يساعدهم على تطوير أحلامهم وتحقيقها، في انسجام تام مع التزامنا بدعم الابتكار والاستدامة.
ومن يعمل على تنفيذ هذه المبادرة؟
لدينا فريق كامل، ليس أنا فقط. فريق يضم خبراء من مختلف أقسام دبي القابضة، من التمويل إلى التسويق، وكلهم يساهمون في إنجاح البرنامج وتوجيه رواد الأعمال لتحقيق أفضل النتائج.
هل يمكن أن تشرحي أكثر كيف يتم اختيار الشركات الناشئة المشاركة في البرنامج؟
نختار 15 مشروعاً من بين كل من يتقدمون عبر الموقع الإلكتروني. وبعد انتهاء البرنامج، يكون المشاركون قد اكتسبوا خبرة أكبر وأصبحوا أكثر استعداداً للنمو. الفائز الأول يحصل على جائزة تصل إلى نصف مليون درهم، بالإضافة إلى عقد تعاون مع “دبي القابضة” ليعمل على أحد مشاريعها، سواء في مجال العقارات أو الفنادق أو المجتمعات التجارية مثل المولات.
وما هو محور التركيز في دورة هذا العام؟
هذا العام نركز على الاقتصاد الدائري والمشاريع التي تقدم حلولاً اقتصادية مبتكرة ومستدامة. نبحث عن أفكار تساهم في تعزيز الاستهلاك والإنتاج المسؤول وتحد من الهدر وتدعم البيئة.
هناك من يتساءل لماذا تتجه “دبي القابضة” نحو الطابع العالمي بينما اسمها مرتبط بدبي، ألا يفترض أن يتركز الدعم على المشاريع المحلية؟
سؤال مهم. صحيح أن اسمنا “دبي القابضة”، لكننا نؤمن بأن الابتكار لا يعرف حدوداً. نحن نعمل في أكثر من 30 دولة، ومفهوم “العالمي” بالنسبة لنا لا يعني إهمال المحلي. بالعكس، العام الماضي كان أحد الفائزين من الإمارات، وتحديداً رنا، وهي مثال على أن المشاركة مفتوحة للجميع داخل الدولة وخارجها. الهدف هو جذب أفضل الأفكار، سواء جاءت من دبي أو من أي مكان آخر، طالما يمكن أن تُحدث فرقاً هنا.
لكن ألا تعتقدين أن الشركات المحلية تحتاج إلى دعم أكبر منكم؟
نحن نولي اهتماماً كبيراً بالمواهب المحلية، لكن في الوقت نفسه، نبحث عن حلول مبتكرة يمكن أن تفيد دبي والمنطقة. مثلاً، إذا وجدنا مشروعاً خارجياً يقدم فكرة تقنية أو رقمية قوية تحل تحدياً حقيقياً هنا، فنحن نرحب به وندعمه. الأهم هو التأثير الإيجابي، وليس فقط مصدر الفكرة.
هل يمكنكِ إعطاؤنا مثالاً على مشروع دعمتموه في السنوات الماضية؟
بالطبع، العام الماضي دعمنا مشروعاً يركز على إعادة تدوير النفايات البلاستيكية وتحويلها إلى مواد بناء. عملنا معهم على تطبيق الفكرة هنا في دبي، وكان المشروع ناجحاً جداً وساهم في تعزيز مفهوم الاقتصاد الدائري وتقليل النفايات.
وكم بلغت قيمة الدعم الذي قدمتموه لهؤلاء المشاركين؟
في تلك الدورة، كانت الجائزة 50 ألف درهم فقط، أما هذا العام فقد رفعنا المبلغ إلى 500 ألف درهم نقداً، وذلك لتوسيع نطاق الدعم وزيادة الأثر.
وهل يتضمن الدعم فقط المبلغ المالي أم هناك خدمات إضافية تقدمونها؟
بالطبع لا يقتصر على المال. نقدم أيضاً خدمات واستشارات مجانية ضمن البرنامج، مثل التسويق، التمويل، والعلاقات مع الشركاء. كل ذلك يتم ضمن بيئة داعمة داخل “دبي القابضة”، تشمل إقامة في فنادقنا وتعاون مباشر مع فرقنا.
هل العقود التي يحصل عليها الفائزون دائمة أم مؤقتة؟
تختلف بحسب نوع المشروع. أحياناً تكون عقود قصيرة الأمد لتنفيذ فكرة تجريبية، وأحياناً تمتد لتعاون طويل المدى إذا أثبت المشروع نجاحه في السوق. المهم بالنسبة لنا هو أن نرى نتائج ملموسة على أرض الواقع تسهم في استدامة الأعمال وتحقيق التأثير الإيجابي.