كشف تقرير جديد صادر عن معهد إدارة المشاريع ، المؤسسة المهنية الرائدة عالمياً للمتخصصين في إدارة المشاريع، عن الدور المحوري الذي يلعبه روّاد استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في توجيه انتشار هذه التقنية. ويوضح التقرير مساعي الرواد لتحسين الأداء وتعزيز اعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي، عدا عن مشاركتهم في حفز تحول الشركات.
يعتبر سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي من القطاعات الناشئة السريعة التي تبشر بإحداث تحول جذري في اقتصادات العالم. وقد أدركت المؤسسات التي تُبادر إلى تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي حجم الفوائد الكبيرة التي تحققها لهم هذه التقنية لناحية الإنتاجية والكفاءة والتعاون والإبداع.
واستطلع التقرير، الذي يحمل عنوان أفضليّة السبّاقين: الفوائد المباشرة لتبني الذكاء الاصطناعي التوليدي في إدارة المشاريع، آراء 500 متخصص في إدارة المشاريع من جميع أنحاء العالم يستخدمون الذكاء الاصطناعي التوليدي في مشاريعهم. وتشهد المؤسسات التي تشجع اعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي زيادة في استخدام هذه التقنية بين متخصصي إدارة المشاريع، مما يمهد لتحقيق نتائج إيجابية كبيرة:
- يُعتبر رواد استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي أكثر إنتاجية (93% مقابل 58% من المستخدمين الذين لا يوظفون هذه التقنية بشكلٍ كافٍ أو “المستكشفين”)، ذلك أن استخدامهم للذكاء الاصطناعي التوليدي يحقق لهم مستويات أعلى لحل المشكلات (89% مقابل 46% للمستكشفين)، والفعالية (88% مقابل 50%).
- يكتسب رواد استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي مهارات أفضل في التعامل مع الآخرين، والتي يُسمّيها معهد إدارة المشاريع “مهارات القوة”؛ حيث ساهم استخدامهم لهذه التقنية بزيادة التعاون فيما بينهم (83% من الرواد مقابل 32% من المستكشفين) وتعزيز قدراتهم الإبداعية (84% مقابل 44%).
- باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، يحقق الرواد تحسينات إضافية في إدارة المشاريع لناحية: نطاق المشروع (87% من الرواد مقابل 34% من المستكشفين)، والجداول الزمنية (85% مقابل 46%)، والتكلفة (85% مقابل 42%)، وإدارة الجودة (91% مقابل 40%).
وبحسب دراسة أجرتها مايكروسوفت ولينكدإن، فقد تضاعف استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي خلال الأشهر الأخيرة من العام 2023، حيث توجه لاستخدامه 75% من العاملين في المجال المعرفي. ولاحظ معهد إدارة المشاريع كذلك توجهاً هائلاً نحو استخدام هذه التقنية في مجتمعه الذي يضم قرابة مليون عضو من متخصصي إدارة المشاريع.
بهذا الخصوص، قال بيير لو مان، الرئيس والمدير التنفيذي لمعهد إدارة المشاريع: “يؤكد بحثنا أن رواد استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي يتميزون عن أقرانهم بفضل ريادتهم في توظيف قدرات هذه التقنية المبتكرة للارتقاء بأدائهم، وإدارة الأعمال المعقدة، ودمج الذكاء الاصطناعي التوليدي بنجاح ضمن فرق عملهم. ونسعى من خلال هذا التقرير إلى تشجيع متخصصي إدارة المشاريع الذين لم يستعينوا بعد بهذه التقنية إلى مواكبة توجهاتها المتسارعة لتحقيق التميز في أعمالهم”.
من جانبه قال هاني الشاذلي، المدير التنفيذي لمعهد إدارة المشاريع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “يؤكّد الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي التوليدي في إدارة المشاريع على قوة تأثيره؛ فالمستقبل مِلكٌ لروّاد استخدام هذه التقنية الذين يبتكرون ويوظفون قدراتها التحويلية. وقد لمسنا في معهد إدارة المشاريع فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملياتنا؛ ولا شك أن اعتمادنا المبكر لهذه التقنية سيعزز إنتاجيتنا وكفاءتنا إلى حد كبير ضمن سياق المشاريع الضخمة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
الاستفادة من خبرات رواد استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي – دمج المستكشفين في رحلة تبنّي التكنولوجيا
يُحقق متخصصو إدارة المشاريع السباقين إلى استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي ميزة تنافسية هائلة مقارنةً بغيرهم ممن لا يزالون في المراحل الأولى لاعتماد هذه التقنية:
- يُتقن رواد استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بالفعل المهارة الرئيسية لهندسة الأوامر، والتي تُعتبر مفتاحاً لتحقيق الإمكانات الكاملة لهذه التقنية.
- يتفوّق روّاد استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي على البقية لتوظيفهم هذه التقنية في مهام أكثر تعقيداً، مثل تحليل البيانات والتخطيط وإدارة المخاطر. ويعد هؤلاء الرواد مرشحين لتعزيز مهاراتهم باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي أكثر بثلاث مرات من المستكشفين (36% مقابل 12%).
- يُدرك رواد استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي كذلك أهمية الدعوة الفعالة لاعتماد هذه التقنية على مستوى المؤسسة.
تعليقاً على ذلك، قال بيير لو مان: “يُحدث الذكاء الاصطناعي التوليدي تحولات جذرية في جميع القطاعات، مما يخلق المزيد من الفرص أمام متخصصي إدارة المشاريع لمساعدتهم المؤسسات على تطبيق هذه التقنية. ويأتي التقرير ليؤكّد أهمية الدعم المؤسسي لتسريع اعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي؛ حيث يزداد احتمال عمل رواد استخدام هذه التقنية بعشر مرات في مؤسسات تُشجع على استخدامها. ولا شك أن المؤسسات ذات الأفكار التقدمية ومتخصصي إدارة المشاريع الرائدين لديها سيكونون الأقدر على اغتنام الفرص وتحقيق نقلة نوعية في مشهد الذكاء الاصطناعي التوليدي”.
ووفقاً لبيانات شركة ستاتيستا، من المتوقع أن تتجاوز قيمة سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي في المملكة العربية السعودية حاجز التريليون دولار بحلول العام 2030، حيث سينمو بمعدل نمو سنوي مركب يزيد عن الربع انطلاقاً من حوالي 220 مليون دولار في العام 2023.
ويؤكد إطلاق المملكة العربية السعودية مؤخراً لمبادرة “الذكاء الاصطناعي التوليدي للجميع” التزام المملكة بتسريع مسار التحول الرقمي ودعم الذكاء الاصطناعي التوليدي بما يضمن تحقيق المنفعة الشاملة لجميع الدول.
تطوير موارد الذكاء الاصطناعي التوليدي لدعم احتياجات متخصصي إدارة المشاريع
باعتباره الهيئة الرائدة في مجال إدارة المشاريع، يمتلك معهد إدارة المشاريع إطلاعاً واسعاً على مجتمعٍ عالمي من أصحاب المعرفة يضم قرابة مليون عضو. وقد أبدى هذا المجتمع حماساً كبيراً تجاه أداة الذكاء الاصطناعي التوليدي PMI Infinity™ التي طورها المعهد، إلى جانب الدورات التدريبية التي يُقدمها. ويسعى المعهد وأعضاؤه جاهدين إلى الارتقاء بمهارات هذه المهنة؛ حيث يحرص الأعضاء الذين يختبرون تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي على مشاركة نتائجهم والتفاعل بنشاط مع زملائهم من المتخصصين في مجتمع معهد إدارة المشاريع.
يستعد معهد إدارة المشاريع لإطلاق سلسلة من أوامر الذكاء الاصطناعي التوليدي المُخصصة لمختلف القطاعات والاستخدامات، وذلك كموردٍ إضافي للمتخصصين في إدارة المشاريع. وأظهرت الأبحاث أن هندسة الأوامر الفعالة تسهّل الحصول على إجابات وتجارب أفضل عموماً عند استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي. علاوةً على ذلك، سيوفر معهد إدارة المشاريع مكتبةً خاصة للأوامر ضمن أداةPMI Infinity™ ، وذلك بهدف معالجة الفجوة بين رواد استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي ومستكشفيه.
كما يُمكن لمتخصصي إدارة المشاريع الاستفادة من PMI Infinity™ كشريك عمليّ يقدم إجابات تفاعلية مفصّلة ومصممة خصيصاً لمشاريعهم. ومن شأن مكتبة الأوامر الجديدة، التي خضعت للمراجعة من قبل مجتمع معهد إدارة المشاريع، أن تساعد المستخدمين على الارتقاء بمستوى مشاريعهم عبر توفير نقطة انطلاق لتطوير أوامر دقيقة تدعم دمج الذكاء الاصطناعي في سير عملهم.