كشفت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن نجاح البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية “حياة” في إنجاز 1000 عملية تبرع بالأعضاء بعد الوفاة منذ انطلاقه في عام 2017، في إطار تكامل الجهود الاتحادية والمحلية والقطاعات الصحية والأكاديمية.
ويأتي هذا الإنجاز الذي يتزامن مع اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء في 13 أغسطس، ويتوافق البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية مع أعلى المعايير العالمية، ضمن استراتيجية لتعزيز تنافسية القطاع الصحي على المستوى الدولي، حيث استضافت الدولة 11 زيارة مؤلفة من حوالي 20 خبيراً دولياً خلال الفترة السابقة لإجراء مراجعات دقيقة لمرافق زراعة الأعضاء، ما أسهم بشكل فعال في نقل المعرفة وبناء القدرات، ووثقت جاهزية نظام الرعاية الصحية وكفاءاته المتخصصة في هذا المجال.
وتسلط هذه المناسبة العالمية الضوء على إنجازات برنامج “حياة”، الذي حصل على أسرع برنامج تطوراً ونمواً بالعالم خلال اخر خمس سنوات، وذلك بناء على مؤشر تحسن الأداء وارتفاع نسبة المتبرعين، بعد الوفاة لكل مليون نسمة. وما حققته دولة الإمارات من ريادة عالمية في نمو التبرع وزراعة الأعضاء بنسبة بلغت 417% خلال آخر خمس سنوات، وذلك بحسب نتائج مؤتمر الجمعية العالمية للتبرع بالأعضاء.
وحقق البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية “حياة” نجاحاً متميزاً بإظهار التكافل المجتمعي والتسامح من خلال تمكين المرضى المحتاجين لزراعة أعضاء من استعادة الأمل بحياة جديدة، مستفيداً من كفاءة المنظومة الصحية والإمكانات المتطورة في الدولة من الناحية البشرية والتكنولوجية.
والجدير بالذكر بان الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية في اجتماعها خلال شهر مايو 2024 اعتمدت مجموعة من التوصيات للدول الاعضاء كخارطة طريق نحو بناء برامج مستدامة للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة والكثير من هذه التوصيات مشمولة في القانون الاتحادي الجديد مما يدل على استباقية الدولة نحو تبني أفضل الممارسات العالمية مثل تغطية التامين الصحي والتعاون بين الدول وتبني الابتكارات في المجال وغيرها
وتنظم الوزارة بالتعاون مع الشركاء في القطاع الصحي حملات مستمرة لتوعية وتثقيف أفراد المجتمع بالتبرع بالأعضاء، وكيفية المساهمة في إعطاء الآخرين فرصة للحياة، وللتعرف على طرق الوقاية من أمراض الفشل العضوي، استرشاداً برؤية استراتيجية وبرامج متخصصة، من خلال المشاركة في عدد من المعارض والفعاليات المجتمعية لإبراز مزايا البرنامج، ومشاركة شهادات حية لمرضى استعادوا الأمل بالحياة بعد نجاح عملية الزراعة، ما يسهم في تعريف أفراد المجتمع والمؤسسات العامة والخاصة بالبرنامج، في ظل التطور الذي تشهده البنية التحتية الصحية بدولة الإمارات من تطور متسارع يستقطب الخبرات العالمية.
وأوضح الدكتور علي العبيدلي رئيس اللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء، أن “حياة” برنامج وطني يهدف إلى دعم جهود الدولة الرامية إلى تشجيع الأفراد على دعم التبرع بالأعضاء والأنسجة وفقاً للممارسات الدولية المتبعة في هذا المجال، لتوفير الرعاية لمرضى القصور العضوي. مؤكداً أن التبرع بالأعضاء يجدد الأمل في نفوس المرضى وعائلاتهم ويعزز صحة وسلامة المجتمع وجودة حياة الأفراد وكذلك يدعم جهود الوقاية من أمراض الفشل العضوي المختلفة وتبني الحياة الصحية.
وأشار الدكتور العبيدلي إلى أن مراجعة الخبراء الدوليين جميع برامج زراعة الكلى في الدولة مؤخرا، وإشادتهم بتقديم خدمات تتماشى مع المعايير الدولية، يؤكد على التزام وزارة الصحة ووقاية المجتمع والشركاء بالتميز وتعزيز مكانة الإمارات كرائدة إقليمياً وعالمياً في مجال زراعة الأعضاء، إضافة إلى المنشآت المرخصة والمعتمدة لزراعة الاعضاء المتعددة والتي تضمن علاجات منقذة للحياة دون الحاجة للسفر إلى الخارج.
بدورها قالت الدكتورة ماريا غوميز خبيرة زراعة الأعضاء ومديرة المركز الوطني لتنظيم نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، إن برنامج “حياة” ثمرة تعاون بين عدة جهات محلية واتحادية بهدف توحيد الجهود الوطنية في مجال تنظيم عمليات النقل والتبرع وتطويرها، داعية أفراد المجتمع، مواطنين ومقيمين، ممن بلغوا من العمر 18 عاماً أو أكثر، لدعم البرنامج من خلال تسجيل رغبتهم في التبرع بالأعضاء والوقاية من الأمراض المزمنة المؤدية إلى فشل الأعضاء، للمساهمة في منح الأمل لمرضى يترقبون التعافي، بالإضافة إلى التعرف على قصص النجاح الملهمة سواء من عائلات المتبرعين أو من متلقي زراعة الاعضاء
وأوضحت الدكتورة ماريا غوميز أن برنامج “حياة” ينظم احتفالاً باليوم العالمي للتبرع بالأعضاء، بالتعاون مع الجهات الصحية المحلية والشركاء في مجال الرعاية الصحية، يتضمن فعالية خاصة مع مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية ومستشفى الفجيرة، للتوعية وتثقيف المجتمع بأهمية ودور التبرع بالأعضاء في إنقاذ حياة البشر، كما سيتم تنظيم فعالية أخرى بالتعاون مع هيئة الصحة بدبي لنفس الغرض.
يذكر أن عدد المسجلين في البرنامج الوطني للتبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية “حياة” بلغ 26,825 راغباً في التبرع، فيما بلغ عدد من تبرعوا بأعضائهم ضمن المسجلين أكثر من 255 متبرعاً حتى الآن، ويمكن للمتبرع الواحد المساهمة في إنقاذ حياة 8 مرضى، فبإمكان الأحياء التبرع بالكلى وجزء من الكبد إلى الأقارب حتى الدرجة الرابعة و يمكن كذلك التبرع بالكلى و الكبد بين الاحياء غير الأقارب ، أما المتبرعين بالأعضاء بعد الوفاة فيمكنهم التبرع بالقلب، والكبد، والكليتين، والرئتين، والبنكرياس و جزء من الامعاء بالإضافة الى التبرع بالأنسجة.