وافقت الدول الأعضاء في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ كوب 28 (COP28) في دبي اليوم الأربعاء على خارطة طريق “للانتقال من الوقود الأحفوري”، في سابقة هي الأولى من نوعها في مؤتمرات الأمم المتحدة للمناخ.
تم التوصل إلى النص النهائي الذي تضمن خارطة الطريق بعد أسبوعين من المفاوضات والخلاف بين الأطراف المشاركة من قادة ولاعبين أساسيين ومشاركين آخريين وصل عددهم إلى حوالي 80 الفاً، وهذه هي المرة الأولى التي يدعو فيها اتفاق مناخ عالمي على وجه التحديد إلى الحد من استخدام الوقود الأحفوري. وجاءت صيغة النص النهائي التي وصفت بـ”التاريخية” فيما تعهد ممثلو 198 دولة بالإجماع بالحد من الانبعاثات الكربونية، مما ساهم في الوصول إلى مستهدفات كوب 28 وتجاوز الطموحات المحددة، بحسب بيان رسمي لرئاسة المؤتمر.
وأكد سعادة سلطان الجابر أن ممثلي 197 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي أقروا في مؤتمر الأطراف (COP28) بمدينة إكسبو دبي اليوم “اتفاق الإمارات” التاريخي للمناخ الذي يضع العالم على مسار العمل المناخي الصحيح للحفاظ على البشرية وكوكب الأرض، على حد وصفه.
وأوضح أن كوب 28 حقق نتيجة تحترم العلم وتحافظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، وذلك بعد جهوداً تفاوضية ودبلوماسية قامت بها رئاسة المؤتمر على مدار العام للتواصل مع كافة الأطراف تمهيداً للمؤتمر.
وأضاف الجابر أن COP28 نجح في تطوير منظومة مؤتمرات الأطراف وإدراج بنود شاملة تتعلق بالوقود الأحفوري لأول مرة في نص الاتفاق النهائي، مما يفيد جميع البلدان، سواء كانت ذات اقتصادي نامي أو متقدم، ويساهم في تحقيق تقدم جوهري نحو تنفيذ الأهداف المناخية العالمية وتوفير الاستثمارات اللازمة لتحقيقها.
وفي رده على اعتماد الوثيقة الختامية، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن ذكر المساهم الرئيسي في العالم (الوقود الأحفوري) في تغير المناخ يأتي بعد سنوات عديدة تم فيها حظر مناقشة هذه القضية. وشدد على أن عصر الوقود الأحفوري يجب أن ينتهي بالعدالة والإنصاف.
ويتضمن نص الاتفاقية النهائية 196 بنداً موزعا على 21 صفحة، تتضمن سياسة التحول عن استخدام الوقود الأحفوري في نظم الطاقة ابتداءً من العقد الحالي.
وكان من المقرر أن يختتم مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) يوم أمس الثلاثاء، لكن المفاوضات المكثفة بين حول ما إذا كانت النتيجة ستتضمن دعوة إلى “التخفيض التدريجي” أو “التخلص التدريجي” من الوقود الأحفوري، مثل النفط والغاز والفحم، الذي يساهم في الاحتباس الحراري للكوكب، أجبرت المؤتمر على تمديد العمل الإضافي لليوم وحتى الاعلان عن النص النهائي “التاريخي”.