أظهرت نتائج أولية صادرة عن جارتنر للأبحاث أن إجمالي حجم شحنات الكمبيوترات الشخصية حول العالم وصلت إلى 60.6 مليون وحدة خلال الربع الثاني من عام 2024، مسجلة بذلك زيادة بنسبة 1.9% عن الربع الثاني من عام 2023، ما يمثل نمواً مستمراً على أساس سنوي للربع الثالث على التوالي في سوق الكمبيوترات الشخصية.
وقالت ميكاكو كيتاجاوا، رئيس الأبحاث لدى جارتنر: “يشير المستوى المنخفض للنمو على أساس سنوي إلى جانب النمو التسلسلي المستقر إلى أن السوق يسير على الطريق الصحيح للتعافي. ومع نسبة نمو تسلسلي تبلغ 7.8% خلال الفترة ما بين الربعين الأول والثاني من عام 2024، فإن مخزونات الكمبيوترات الشخصية تمضي حالياً باتجاه العودة إلى مستويات متوسطة. بالإضافة إلى ذلك، فإننا لا نشهد في الوقت الحالي أي مشاكل متعلقة بسلسلة التوريد، ما يعزز من استعداد السوق لمواصلة النمو بفضل التحديثات الرئيسية للمنصات والتي تلوح في الأفق”.
هذا ولم يشهد ترتيب أول ستة بائعين للكمبيوترات الشخصية أي تغيير مقارنة بالربع الثاني من عام 2023، حيث حقق جميع البائعين باستثناء شركة ديل ربعاً إيجابياً مقارنة بالعام الماضي (انظر الجدول 1).
وقد سجل سوق الكمبيوترات الشخصية في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا نمواً للربع الثالث على التوالي بزيادة بلغت 4.8% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ولكن أحجام شحنات الوحدات مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي بقيت ثابتة نسبياً إذ سجلت نمواً هامشياً بلغ 0.4%.
وأضافت كيتاجاوا: “تشير البيانات الخاصة بمناطق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا إلى أن السوق بدأ بالتعافي من الانخفاض السابق، وأخذ يعود إلى توجهاته الموسمية عوضاً عن تسجيله ارتفاعات كبيرة”.
وسجل سوق منطقة آسيا والمحيط الهادئ انخفاضاً بنسبة 2.2% على أساس سنوي، والذي كان أقل حدة مقارنة بالأرباع القليلة الماضية. ويعود الانخفاض إلى ضعف أداء السوق الصيني والذي أدى إلى معادلة النمو المحقق في الأسواق الناضجة والناشئة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وواصلت الأسواق الناشئة في آسيا والمحيط الهادئ تحقيق معدل نمو عند حد متوسط في الأرقام من خانة واحدة، والذي كان مدفوعاً بالنمو الجيد في الهند. كما شهدت الأسواق الناضجة في آسيا والمحيط الهادئ تحسناً في الطلب على الكمبيوترات الشخصية، ما أدى إلى تحقيقها لنمو على أساس سنوي للمرة الأولى منذ عامين.
التوجه نحو الكمبيوترات الشخصية المعززة بالذكاء الاصطناعي
شهد قطاع الكمبيوترات الشخصية منذ بداية عام 2024 جهوداً كبيرة ملموسة للترويج لفئة الكمبيوترات الشخصية المعززة بالذكاء الاصطناعي، وهي الأجهزة التي تشتمل على وحدات معالجة عصبية (NPU). ونتيجة لذلك، تم في نهاية الربع الثاني من عام 2024 إطلاق أول كمبيوتر شخصي معزز بالذكاء الاصطناعي يعمل بنظام التشغيل “ويندوز” ويشتمل على معالج “آرم” (Arm). ومن المتوقع أن يؤدي هذا الإطلاق إلى تعزيز المنافسة في سوق الكمبيوترات الشخصية، ما قد يؤدي إلى فتح الباب أمام المزيد من الفرص لاستخدام معالجات “آرم” في الأجهزة العاملة بنظام التشغيل “ويندوز”.
واختتمت كيتاجاوا: “على الرغم من هذه الجهود المبذولة في الأسواق، فإن الطلب على الكمبيوترات الشخصية المعززة بالذكاء الاصطناعي لا يزال بطيئاً نظراً لكون هذه المنتجات في مراحلها الأولى، ولأن الفوائد المجنية من هذه الأجهزة لا تزال غير واضحة بعد بالنسبة لغالبية المشترين”.