Home » الفائز المصري بجائزة كولبنكيان للإنسانية: سنعمل على تمكين 5 آلاف مزارع إضافي

الفائز المصري بجائزة كولبنكيان للإنسانية: سنعمل على تمكين 5 آلاف مزارع إضافي

by Elhadary

أعلنت مؤسسة «كالوست كولبنكيان» عن فوز ثلاثة من رواد الزراعة المستدامة بجائزة« كولبنكيان للإنسانية» لعام 2024، بقيمة مليون يورو، تقديرًا لجهودهم في الأمن الغذائي العالمي والمرونة المناخية، وهم  “سيكم” والجمعية المصرية للزراعة الحيوية، والفائز الثاني هو برنامج الزراعة الطبيعية التي يديرها المجتمع المحلي في ولاية أندرا براديش (الهند)، وهو برنامج على مستوى الولاية يدعم المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة في التحول إلى الزراعة العضوية؛ والثالث هو راتان لال (الولايات المتحدة الأمريكية/الهند)، وهو عالم رائد في اتباع نهج يركز على خصوبة التربة في الزراعة.

واختارت لجنة التحكيم، برئاسة الدكتورة أنجيلا ميركل، الفائزين من بين 181 ترشيحًا من 117 جنسية، وهو أكبر عدد من الترشيحات وأكثرها تنوعًا جغرافيًا في تاريخ الجائزة.

وأجرت ESG Mena Arabic مقابلة مع الفائز المصري بالجائزة  حلمي أبو العيش، الرئيس التنفيذي لمجموعة سيكم، لتسلط فيها الضوء على أهم الأعمال التي قامت بها الجمعية المصرية للزراعة الحيوية، وكيف كان لها تاثير في دعم المزارعين للتحول إلى الزراعة العضوية والحيوية، وكيف ساهم ذلك في تعزيز مرونتهم للتصدي للآثار الشديدة لتغير المناخ، كما تحدث أبو العيش عن خطته في استخدام قيمة الجائزة في دعم المزيد من المزارعين.

  • نهنئكم على فوزكم بجائزة كولبنكيان للإنسانية لعام 2024. ماذا يعني لكم هذا الفوز؟

نحن سعداء للغاية بكوننا أول مؤسسة مصرية تحصل على هذه الجائزة. ويأتي هذا الفوز بمثابة اعتراف وتقدير لمعيار “اقتصاد المحبة” الذي قمنا بتطويره بالتعاون مع الجمعية المصرية للزراعة الحيوية. فهو يعكس الاهتمام والاعتراف الذي بدأ أن يحظى به هذا المعيار من قبل المنظمات العالمية كأحد الحلول الفعالة لتغير المناخ، وتحسين سبل عيش المزارعين وجودة المواد الغذائية. ومن هنا، نشعر بالفخر حقًا بهذا التكريم حيث نرى أن العالم بدأ بتقدير عملنا الذي بدأناه منذ 47 عامًا.

  • هل تخطط لاستخدام قيمة الجائزة في مشروعات محددة؟

ستوفر لنا قيمة الجائزة فرصة تمكين 5000 مزارع إضافي للانتقال إلى الزراعة العضوية والحيوية، وهو تكملة على جهودنا المثمرة مع 10000 مزارع. حيث ستقوم برامجنا للدعم والتدريب الشاملة – على مدار عام – ومبادئ معيار “اقتصاد المحبة” الخاص بنا بمساعدة  المزارعين للحصول على الشهادات العضوية وسندات الكربون. فنحن نعمل معهم للتأكد من تأهلهم بشكل كامل وتحقيق إكتفائهم الذاتي. وتعد هذه المبادرة جزءًا من خطتنا الطموحة للوصول إلى 40 ألف مزارع بحلول عام 2025، و250 ألف مزارع بحلول عام 2028، حتى الوصول لجميع المزارعين في مصر البالغ عددهم 7 ملايين بحلول عام 2057.

  • كيف تساهم مبادرات شركة سيكم، وخاصة الجمعية المصرية للزراعة الحيوية (EBDA)، في تحقيق الأمن الغذائي العالمي والمرونة المناخية وحماية النظم البيئية؟

في سيكم، بالتعاون مع الجمعية المصرية للزراعة الحيوية (EBDA)، نعمل على تمكين المزارعين للتحول إلى ممارسات الزراعة العضوية والحيوية كحل فعال لمواجهة تحديات تغير المناخ وتحقيق الأمن الغذائي وحماية النظم البيئية. ففي البداية، نبدأ بـ جلسات توعية حول مبادئ الزراعة الحيوية، وهي طريقة زراعة تمنع الاستخدام القطعي  للأسمدة الكيماوية والمبيدات. ويتطلب نقل هذه المعرفة خبرة كبيرة، لذلك نقوم بالاستعانة بـ مهندسين زراعيين ذوي خبرة لتوجيه المزارعين طوال فترة التدريب والتأهيل وخلال جميع مراحل الزراعة.

بالإضافة لذلك، دعمنا يتجاوز مرحلة التدريب. فنحن نقدم مدخلات الإنتاج الأساسية للمزارعين مثل الأسمدة الحيوية وحلول مكافحة الآفات الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، نقدم خيارات تمويل من خلال صندوق “اقتصاد المحبة” –  وهي شهادة مستوحاة من مبادرة سيكم وأطلقتها الجمعية المصرية للزراعة الحيوية لدعم المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة لتحقيق دخل إضافي من خلال سندات  الكربون – لمساعدة المزارعين على الاستثمار في الإصلاحات والتحسينات العامة في مزارعهم مثل الاستثمار في الثروة الحيوانية، وزراعة الأشجار، وأنظمة الري، والطاقة الشمسية. ويضمن هذا النهج الشامل انتقالًا سلسًا ويمكّن المزارعين من تحقيق النجاح على المدى الطويل.

ونحن نراقب التقدم عن كثب طوال عامهم الأول، ونقوم بتقييم النتائج لضمان فعالية الدعم المقدم لهم. ويتيح لنا هذا التقييم المستمر تكييف استراتيجياتنا. ويعتبر الاهتمام بالتقييم أمر بالغ الأهمية لإصدار سندات  الكربون للمزارعين، كوسيلة لتمكينهم وتحسين سبل عيشهم.

  • ما هي التحديات الرئيسية التي تواجهها الزراعة المستدامة في مصر والعالم، وكيف تخطط سيكم لمواجهتها؟

تعتبر أحد التحديات الرئيسية هى التكلفة المرتفعة للمنتجات العضوية. فغالبًا ما ينظر المستهلكون إلى المنتجات العضوية على أنها أعلى سعراً من المنتجات الناتجة عن الزراعة التقليدية. في حين أن بعد حساب التكلفة الحقيقي مع الأخذ في الاعتبار التأثيرات البيئية والصحية، تعتبر المنتجات العضوية أقل سعراً. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا لا يؤثر على قرارات الشراء الفورية. نظرًا لأن السعر المقدم هو الأكثر أهمية بالنسبة للمستهلكين. وأحد الحلول لمعالجة هذه المشكلة هو سد فجوة الأسعار من خلال برامج سندات الكربون وهو ما نعمل على تقديمه والعمل عليه مع المزارعين. ويكون ذلك من خلال تقييم الممارسات الزراعية الجيدة ذات الأثر الجيد على النظام البيئي التي يتبناها المزارعين من خلال ممارسات الزراعة العضوية (مثل تثبيت الكربون في التربة وتصنيع الكمبوست واستخدام الطاقة المتجددة)، وإصدار سندات الكربون والتي تدر إيرادات للمزارعين. ويمكن لهذا الدخل الإضافي أن يساهم في خفض سعر المنتج النهائي للمستهلكين، وهو ما يجعل المنتجات العضوية أكثر قدرة على المنافسة مع منتجات الزراعة التقليدية.

  • ما هي رسالتكم للمزارعين والجمهور حول أهمية تبني ممارسات الزراعة المستدامة؟

نحن ندعو مزارعين مصر ويبلغ عددهم 7 مليون مزارع للانضمام إلينا في الجمعية المصرية للزراعة الحيوية في رحلة نحو مستقبل أخضر ومستدام من خلال تبني ممارسات الزراعة العضوية والحيوية. يمكننا دعم انتقالهم من خلال المساعدات والحوافز المالية والتعليمية والتوعوية، مما يضمن تجربة سلسة وناجحة. ويمكن للانتقال للزراعة العضوية والحيوية أن تفيد جميع الأطراف. أولاً، سيفيد ذلك المزارعين أنفسهم لأن ممارسات الزراعة الحيوية والعضوية تعمل على الإبقاء على خصوبة التربة والحفاظ عليها، وهو ما سينعكس على زيادة المحاصيل. ثانياً، سيفيد ذلك المستهلكين الذين سيتمكنون من تناول أغذية صحية خالية من المبيدات والمواد الكيميائية. وأخيراً، سيفيد ذلك الدولة من خلال ازدهار وتحسين أحوال المعيشة للمجتمع الزراعي واستخدام كميات مياه أقل لمجابهة تحديات نقص المياه وهو ما سينعكس على باقي القطاعات للعمل معاً من أجل خلق مستقبل أكثر استدامة وقادر على الصمود في مواجهة تغير المناخ. لذلك، نحن ملتزمون بدعم المزارعين في كل خطوة على الطريق من خلال الموارد والمعرفة اللازمة لتحقيق انتقال ناجح من الزراعة التقليدية للزراعة العضوية والحيوية.

  • كيف يمكن للتعاون الدولي أن يلعب دورًا في تسريع تحول أنظمة الغذاء والزراعة نحو الاستدامة؟

تلعب جهود التعاون الدولي المتمثلة في جهود المؤسسات عبر القطاعات المختلفة من خلال التعاون والعمل المشترك دورًا في تسريع تحول أنظمة الغذاء والاستدامة. تحتاج المؤسسات العالمية إلى التركيز على اللوائح التنظيمية لتحفيز التحول العالمي نحو الزراعة العضوية والحيوية. فنحن في احتياج إلى قواعد تنظيمية دولية قوية تحدد بدقة قيمة سندات الكربون الناتجة عن ممارسات الزراعة العضوية والحيوية لتكون مصدر دخل إضافي للمزارعين وتكون حافز لتبنيهم تلك الممارسات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمؤسسات العالمية أن تلعب دورًا مهمًا من خلال التمويل والتدريب لدعم المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة خلال رحلتهم في تبني الممارسات العضوية والحيوية والانتقال إليها. وأخيرا، ينبغي على المؤسسات العالمية إعطاء الأولوية لتوفير حلول قابلة للتنفيذ والتطوير ويسهل الوصول إليها من قبل المزارعين، بدلا من الحلول المعقدة والتي قد تأخر تحولهم وانتقالهم السلس. 

أجرت المقابلة: هدير الحضري، صحفية أولى في ESG Mena Arabic

You may also like

info@esgmena.com  

 © 2024 ESG Mena