منذ عدّة أسابيع، أعلنت دبي الإنسانية وجامعة هيريوت وات دبي عن شراكة لتعزيز بناء القدرات وتبادل المعرفة وتنفيذ حلول الاستدامة المبتكرة في القطاع الإنساني.
وتكشف هذه الشراكة عن رؤية طموحة لدمج المعرفة الأكاديمية مع العمل الإنساني، وتقديم حلول مبتكرة لمواجهة التحديات العالمية، لا سيما تغير المناخ.
وفي هذا السياق، أجرت ESG Mena مقابلة مع جوسيبي سابا، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي الإنسانية، حيث سلّط الضوء على أهداف الشراكة، والاهتمام بتبني الاستدامة في قلب العمل الإنساني.
وإلى نص المقابلة:
-كيف تساهم الشراكة بين دبي الإنسانية وجامعة هيريوت وات دبي في تعزيز تطبيق أهداف التنمية المستدامة؟
تدرك مؤسسة دبي الإنسانية ومجتمعها الدور الأساسي الذي تلعبه الأوساط الأكاديمية في تعزيز التعليم والبحث والاستدامة والابتكار، ونحن نقدر بشدة وجهات النظر الجديدة والأفكار المبتكرة التي يقدمها جيل الشباب، ونعتبرها إضافة مهمة لجهودنا.
ونحن نلتزم بالهدف رقم 17 من أهداف التنمية المستدامة، والذي يؤكد على الشراكات لتحقيق الأهداف، ونؤمن بأن التعاون هو المفتاح لتحقيق تأثير مفيد، لذا تعد الشراكة مع جامعة هيريوت وات، والتي تم إضفاء الطابع الرسمي عليها في أبريل 2024، بمثابة شهادة على ذلك، حيث بدأ التعاون بشكل غير رسمي منذ أكثر من عام، أطلقنا من خلاله العديد من المبادرات، بما في ذلك سلسلة الإمداد الإنسانية المستدامة بالشراكة مع المنظمات الإنسانية ذات الصلة.
وبالنظر إلى المستقبل، فإننا نرى هذه الشراكة كخطوة مهمة نحو تعزيز تنفيذ أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة من خلال الاستفادة من نقاط القوة في كل من القطاعين الأكاديمي والإنساني لتعزيز الحلول المبتكرة، ودفع التغيير المستدام.
2- ما هي التحديات الرئيسية التي تواجه القطاع الإنساني في المنطقة والعالم فيما يتعلق بتغير المناخ، وكيف يمكن لهذه الشراكة أن تساعد في معالجتها؟
يعد تغير المناخ سبباً رئيسياً في العديد من حالات الطوارئ، بما في ذلك حالات الجفاف والفيضانات والأعاصير والعواصف، ومع تزايد وتيرة وشدة هذه الأحداث، يتطلب من القطاع الإنساني الاستجابة بشكل أكثر تواترا، وهو الأمر الذي يتطلب بدوره موارد مالية أكبر واستراتيجيات أكثر فعالية.
وتشكل شراكتنا مع جامعة هيريوت وات أهمية حيوية في التصدي لهذه التحديات، من خلال تطوير حلول مبتكرة ومستدامة تعمل على تعزيز كفاءة وفعالية عمليات الإغاثة من حيث التكلفة، وضمان جاهزيتنا بشكل أفضل لدعم المجتمعات المتضررة من تغير المناخ.
3- كيف تعمل مؤسسة دبي الإنسانية على تمكين المجتمعات المحلية في المناطق المتأثرة بالتغير المناخي؟
تعمل مؤسسة دبي الإنسانية على تمكين المجتمعات المحلية المتضررة من تغير المناخ من خلال التركيز على الحلول المستدامة والمبتكرة، ويعالج مشروع حالي مع جامعة هيريوت وات دبي تحدي إدارة النفايات من خلال حلول التغليف المبتكر.
ولتوضيح ذلك، فلنتأمل ما يحدث عندما نعود من السوبر ماركت، فبعد أن نضع أغراضنا في سلة المهملات، نجد أنفسنا قد أنتجنا كمية كبيرة من نفايات التغليف، وعلى نحو مماثل، في المساعدات الإنسانية، يشكل التغليف نحو 10% من شحنة تزن 100 طن.
والمشكلة أن مواد التغليف لا تضيف إلى مساحة النفايات فحسب، بل تشغل أيضاً مساحة يمكن استخدامها لتخزين مواد الإغاثة الأساسية، لذا من خلال تحويل التغليف من نفايات إلى مواد إغاثة، يصبح من الممكن تخزين كميات كبيرة من المواد الغذائية، وهو ما يساهم في النهاية في تقليل العبء الواقع على المجتمعات المتضررة من الكوارث وتعزيز كفاءة عملياتنا..
ويمكن للطلاب والباحثين في جامعة هيريوت وات المساهمة من خلال تطوير مثل هذه الأساليب المبتكرة، والجمع بين الاستدامة وفعالية التكلفة لدعم المجتمعات بشكل أكثر فعالية.
4- ما هي أهم الدروس المستفادة من تجربة دبي الإنسانية في الاستجابة للكوارث، وكيف يتم دمج هذه الدروس في برامج التدريب والتطوير التي تقدمها الشراكة؟
تؤكد الدروس الرئيسية المستفادة من تجربة الاستجابة للكوارث في مؤسسة دبي الإنسانية على أهمية الاستدامة والحلول المبتكرة والحد من انبعاثات الكربون.
لقد تعلمنا أن الاستجابة الفعالة للكوارث تتطلب شراكات قوية مع الأوساط الأكاديمية، والقطاع الخاص، والدول المضيفة للمراكز الإنسانية مثل دبي، و تعمل هذه الشراكات على تعزيز التنسيق وإنشاء مناهج موحدة للتأهب والاستجابة لحالات الطوارئ.
ومن خلال شراكتنا، نقوم بدمج هذه الدروس في برامج التدريب والتطوير من خلال إشراك رواد الأعمال الشباب والشركات الناشئة والمسرعات، ومن خلال اعتماد تقنيات مثل رقمنة الأسهم والذكاء الاصطناعي، ويساعد هذا النهج على إنشاء نظام بيئي مثالي داخل مؤسسة دبي الإنسانية، مما يضمن الاستعداد والقدرة على التكيف.
علاوة على ذلك، تظل جاهزية المجتمعات المحلية محور التركيز الرئيسي، ومن خلال بناء شبكة أمان والتدخل الاستراتيجي من أقرب مركز، يمكننا أن نكمل جهود بعضنا البعض للقيام بأعمال إنسانية مستدامة، كما أن تبادل المعلومات وأفضل الممارسات والخبرات يعزز قدرة المجتمع الإنساني بأكمله، مما يسمح لنا بالاستجابة بشكل أكثر فعالية للأزمات.
5- كيف تهتم دبي الإنسانية بتحقيق الاستدامة ومواجهة التغير المناخي؟ وما هي طموحاتها مستقبلا في هذا الصدد؟
تلتزم مؤسسة دبي الإنسانية بتعزيز الاستدامة ومعالجة تغير المناخ من خلال تدابير استباقية، و لقد تحولنا من مجرد مناقشة الاستدامة إلى اتخاذ إجراءات ملموسة، بدءاً بإنشاء سلسلة إمداد إنسانية مستدامة، كما أننا ندرك أن مواجهة تغير المناخ أصبحت قضية حاسمة، لذا فنحنُ لا نهدف إلى الاستجابة للكوارث المتعلقة به فقط، بل نهدف أيضًا إلى المساهمة في التخفيف من آثاره.
وبدأنا بقياس انبعاثاتنا الكربونية داخل مراكزنا الإنسانية، مع التركيز على جوانب مختلفة مثل البصمة الكربونية لنقل المساعدات، والمواد المستخدمة في إمدادات الإغاثة، ودورة حياتها، والتخلص منها، ومن خلال تحليل هذه العوامل، فإننا نعمل على تقليل التأثير البيئي الإجمالي.
وتشمل طموحاتنا المستقبلية رفع مستوى الوعي بين جميع أصحاب المصلحة والاستمرار في إشراك وإلهام الشباب، الذين يشاركون بالفعل بنشاط في هذه الجهود، ومن خلال هذه المبادرات، نسعى جاهدين لتقديم مساهمة ذات قيمة في حماية البيئة وفي العمل المستدام.