أعلنت جامعة هيريوت وات دبي ومؤسسة دبي الإنسانية مؤخراً عن شراكة للتعزيز بناء القدرات وتبادل المعرفة وتنفيذ حلول الاستدامة المبتكرة في القطاع الإنساني، حيث تجمع هذه الشراكة بين الخبرة الأكاديمية والإنسانية لخلق تأثير إيجابي على المجتمع.
. وفي هذا السياق، أجرت ESG Mena مقابلة مع ماتيو سوكوماران، الرئيس التنفيذي للعمليات في جامعة هيريوت وات في دبي، حيث سلط الضوء على دور هذه الشراكة في تعزيز ثقافة الاستدامة والابتكار في المنطقة، إضافة إلى مناقشة دور البحث العلمي في تعزيز الاستدامة، وخطط الجامعة لتبني الاستدامة في تخصصاتها الدراسية، وتشجيعها للطلاب على الابتكار في هذا الصدد.
وإلى نص المقابلة:
1- ما هي أهداف جامعة هيريوت وات فيما يتعلّق بالاستدامة؟
تستخدم جامعة هيريوت وات ابتكارها في التدريس والبحث والمشاريع لإحداث تأثير كبير ولأن تصبح أكثر استدامة كمؤسسة ومجتمع عالمي.
وإدراكًا للأهمية الرئيسية للعوامل الاجتماعية والثقافية في تعزيز الاستدامة، تم تصميم وبناء حرمنا الجامعي في دبي خصيصًا لاحتضان مبادئ الاستدامة، ورفع الوعي بالمسائل البيئية المحلية والإقليمية والعالمية مع تعزيز بيئة اجتماعية وثقافية متنوعة وشاملة، ووفقًا لمؤشرات الأداء الرئيسية السنوية لأداء الاستدامة، فإننا نضمن دعم موظفينا وطلابنا في دمج الاعتبارات البيئية في أنشطتهم وقراراتهم اليومية.
يجسد حرمنا الجامعي في دبي جهودنا لتطوير وتعزيز البناء الذكي كنموذج للتنمية المستدامة، كما نسعى إلى تعزيز التعاون الإبداعي بين الباحثين والصناعة والحكومة، و تم دمج الاستدامة في تطوير الحرم الجامعي في دبي.
2- ما هي المبادرات أو البرامج الرئيسية التي نفذتها الجامعة لتعزيز ثقافة الاستدامة بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس؟
الحرم الجامعي لدينا هو الحرم الجامعي الوحيد في دولة الإمارات العربية المتحدة الذي حصل على التصنيف الذهبي الذي يشير إلى (الريادة في تصميم الطاقة والبيئة) لتصميمه الصديق للبيئة، وتدابير توفير الطاقة والمياه، وهو نظام تصنيف المباني الخضراء الأكثر كفاءة في العالم.
في الوقت نفسه، تم اتباع نهج شامل في تصميم الحرم الجامعي الذي يأخذ في الاعتبار اعتبارات الاستدامة وتجربة المستخدم والصحة والرفاهية، و تم تصميم معداتنا وأجهزتنا لتحسين أداء الطاقة، بداية من أجهزة المطبخ إلى المعدات الصناعية، ويتم توصيل 98% تقريبًا من إضاءة الحرم الجامعي بأجهزة استشعار الإشغال و63% منها متصلة بأجهزة استشعار ضوء النهار، مما يؤدي إلى انخفاض بنسبة 34% في استهلاك طاقة الإضاءة مقارنة بمستويات الاستهلاك الأساسية .
في الوقت تنفسه، يتم توفير جميع إضاءة الحرم الجامعي من خلال المصابيح الموفرة للطاقة، كما نعمل على تقليل استهلاك الطاقة باستخدام معدات مختلفة مع أنظمة تهوية ذكية يتم التحكم فيها حسب الطلب.
ومن خلال استخدام التهوية التي يتم التحكم فيها حسب الطلب والتي يتم تشغيلها بواسطة أجهزة استشعار ثاني أكسيد الكربون، تتكيف احتياجات التهوية تلقائيًا مع مستويات الإشغال، و يساعد هذا في تجنب إهدار الطاقة غير الضروري من نظام ويضمن عمل النظام عند الطلب فقط وإيقاف تشغيله عندما لا يكون أحد موجودًا.
وفي السياق ذاته، استضافت جامعة هيريوت وات مركز المناخ من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023 في حرم دبي بالتوازي مع مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ ، الذي استضافته دولة الإمارات العربية المتحدة في لعام الماضي، و قدم المركز العالمي مساحة تعاونية للزوار للعمل واستضافة الاجتماعات وحضور سلسلة من الفعاليات والمعارض.
3- كيف تشجع الجامعة الطلاب على الابتكار في مجال الاستدامة، وتطوير أفكارهم إلى حلول عملية؟
تعزز جامعة هيريوت وات ثقافة الممارسات المستدامة حيث يتم تشجيع الطلاب على أن يصبحوا قادة في العمل المناخي، ومواءمة الأهداف الأكاديمية مع الحاجة العملية الملحة للحلول المستدامة.
ونستكشف باستمرار طرقًا لتعزيز مرونة التعليم لتناسب الخصائص المتغيرة للطالب الجامعي النموذجي، وتعمل جامعة هيريوت وات كنموذج مثالي لكيفية تمكن مؤسسات التعليم العالي من دمج المسؤولية البيئية بنجاح في عملياتها ومساعيها الأكاديمية
ونحن نشهد بالفعل التأثير الملموس لهذه الجهود ونحن ملتزمون بتعزيزها، من خلال البحوث التطبيقية التي يتم دمجها في العديد من الدورات الأكاديمية، حيث يتم دعوة الطلاب لمعالجة التحديات المحلية الحرجة المتعلقة بالاستدامة.
وفي الآونة الأخيرة، تمت دعوة الطلاب لإيجاد أفضل الحلول التصميمية لمعالجة التأثيرات السلبية للتغليف، وتجمع مسابقة تصميم التغليف الطلاب على مستويات أكاديمية مختلفة، تحت إشراف أعضاء هيئة التدريس والخبراء الخارجيين، لذا فإن التنوع الكبير في التخصصات التي تقدمها جامعة هيريوت وات دبي، يتيح التوجيه الشامل والدعم لتعلم الطلاب وأبحاثهم.
4- هل يمكنك مناقشة دور البحث في دفع الحلول المستدامة في جامعة هيريوت وات دبي
نحن نتعاون مع خبراء الصناعة، ونوفر التدريب العملي للتجربة العملية، ونتبع نهجًا متعدد التخصصات، مما يضمن فهمًا شاملاً لتحديات الاستدامة.
ويمتد التزامنا إلى الأبحاث ذات المستوى العالمي لمعالجة التحديات العالمية وتوليد الفوائد المجتمعية، ولدينا معهد أبحاثنا العالمي لتحقيق “صافي الصفر ن الانبعاثات”، وهو مخصص لدراسات المناخ ويدعم أعضاء هيئة التدريس والطلاب للمساهمة في الأبحاث المتطورة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن حاضنة الأعمال هي المركز المثالي لتوجيه حلول الأعمال المبتكرة التي يقدمها الطلاب، لتطويرها وإطلاقها في السوق.
ويتم ترجمة النتائج من مشاريع البحث إلى تطبيقات في العالم الحقيقي بعدة طرق، ومن الأمثلة على ذلك
شارك أحد أعضاء هيئة التدريس في الحرم الجامعي بدبي في تطوير ما يُعتقد أنه أول “سوار ذكي للأطفال” في العالم قادر على مراقبة العلامات الحيوية للطفل على مدار الساعة مع القدرة على إرسال تنبيهات نصية، وفي الحالات القصوى، يتم إطلاق ناقوس الخطر لخدمات الطوارئ.
أكما أطلق مهندسو الأبحاث في دبي منشأة لاختبار الطاقة الشمسية على سطح الحرم الجامعي لمساعدة الشركات في المملكة المتحدة ودول أخرى على تطوير واختبار تقنيات الطاقة الشمسية الجديدة.
5- كيف تضمن الجامعة دمج الاستدامة في مختلف التخصصات الأكاديمية، وما هي التحديات التي تواجهها في هذه العملية؟
تلعب جامعة هيريوت وات دبي دورًا حاسمًا في تعزيز المسؤولية البيئية والممارسات المستدامة. تم تصميم البرامج الأكاديمية في الجامعة بشكل استراتيجي لدمج الاستدامة في جوهر التعليم. لقد قمنا بدمج المبادرات المتعلقة بالمناخ في استراتيجيتها الأكاديمية، وصياغة المناهج الدراسية التي تشمل ماجستير العلوم في التحول إلى الطاقة المتجددة والمستدامة، وهندسة الطاقة المتجددة، وهندسة الاستدامة العالمية. كما نقوم بتطوير دورة تدريبية للدفاع عن المناخ لجميع الموظفين والطلاب والخريجين في جميع أنحاء العالم.
أيضاً تروج الجماعة لبرامج التدريب المستمر للموظفين المهنيين والأكاديميين، لدمج الاستدامة في ثقافة الجامعة، و تساعد هذه التدريبات في زيادة الوعي وتعزيز الاستدامة، على المستويات البيئية والاجتماعية والاقتصادية، داخل الجامعة وخارجها.
6-ما هي تطلعات الجامعة لتوسيع مبادراتها في مجال الاستدامة وكيف تساهم هذه الشراكة مع دبي الإنسانية في تحقيق هذه التطلعات؟
الاستدامة هي إطار شامل ومعقد يتضمن ثلاثة أبعاد رئيسية هي البيئة، ومجتمعنا، والاقتصاد المحلي، و معالجة تحديات الاستدامة المحلية الحرجة، مثل التعبئة والتغليف، ونفايات الطعام، وسلاسل التوريد، ستساعد الجامعة على توسيع معرفتها وتأثيراتها وتعزيز الشراكات الاستراتيجية في التعامل مع هذه التحديات ومعالجتها.
وإطلاق هذه الشراكة مع دبي الإنسانية هي فرصة عظيمة لزيادة الوعي بين طلابنا ومجتمع الموظفين حول الحاجة الملحة للمساهمة في البحث والتطوير لمعالجة التحديات التي يواجهها القطاع الإنساني، وبما أن دبي الإنسانية تتقاسم خبرات كبيرة في الهندسة والأعمال، فإن هذه الشراكة ستسفر عن نتائج عظيمة.
لقد بدأنا هذه الرحلة بالتعاون مع تنفيذ برنامج “التعبئة والتغليف من أجل الاستدامة”، والذي يتضمن مسابقة تصميم للطلاب وندوة دولية، ستعقد في 21 أكتوبر، و سيتم مشاركة مخرجات هذا البرنامج في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين في أذربيجان.
علاوة على ذلك، من المتوقع أن تستمر الشراكة الاستراتيجية في التعاون لمعالجة تحديات الاستدامة المتعددة التي تؤثر على سلسلة التوريد الإنسانية.
أجرت المقابلة: هدير الحضري صحفية أولى في ESG Mena