قال معالي أحمد جاسم الزعابي، رئيس مجلس إدارة أبوظبي العالمي (ADGM)، خلال افتتاح الدورة الثالثة من أسبوع أبوظبي المالي لعام 2024، إن هذا الحدث أصبح خلال ثلاث سنوات فقط من انطلاقه أحد أهم المحافل المالية المرتقبة في العالم.
وأضاف: ” يحمل مصطلح “عاصمة رأس المال” معانٍ ودلالات قوية، لكننا اليوم، سنتعمق أكثر ، من خلال الإجابة على عدة أسئلة: ما هو رأس المال؟ وما هي أهميته الفعلية بالنسبة لأبوظبي؟ وما الذي يشكل حقاً العمود الفقري للاقتصادات المستقرة والمزدهرة؟”
وتابع: “من البديهي أن ننظر إلى الثروات المالية باعتبارها ركيزة أي اقتصاد مزدهر، لكن علينا أن نتذكر أيضاً أن أعظم الاقتصادات لم تقم حصراً على هذه الركيزة”.
وقال: “يبقى التاريخ أفضل شاهد على هذه الحقيقة، فقد ارتكزت أقوى اقتصادات العالم إلى أشكال متنوعة من رأس المال، من الإبداعات الهندسية في روما القديمة إلى الابتكارات العلمية في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، ومن التقاء المال بالفنون في عصر النهضة الإيطالية مروراً بالتقدم الهائل خلال الثورة الصناعية، وصولاً إلى التأثير التكنولوجي والثقافي الكبير لأمريك”..
وقال إن هذه المجتمعات والحضارات لم تزدهر بفعل المال والثروات فحسب، ولكنها استندت أيضاً إلى مقومات راسخة وأشكال متنوعة من رأس المال، مضيفاً: ” نلتقي في “عاصمة رأس المال”، لنستكشفْ المقوّمات والأسس الإضافية التي شكلت محفزاً مهماً لمسيرة تقدمنا وابتكارنا وإرثنا الحافل بالإنجازات، وفي طليعة هذه المقوّمات، يأتي رأس المال الثقافي الذي يشكل قلب المجتمع النابض، والأفكار الخلاقة والإبداعات الفريدة التي تُعرّف هذا العالم على هويتنا الثقافية، وتُلهم وتحفز، وترسي أسساً للتقدم”.
وقال إنه يليه رأس المال التكنولوجي الذي يدفع الإبداع، ويسرّع عجلة الابتكار، فهو ثمرة عمل أولئك الذين اخترعوا الأجهزة والآلات، وطوّروا البرمجيات، وهندسوا الرؤى والأفكار للارتقاء بجودة الحياة وتنمية المجتمعات.
وأشار إلى أنه في المحصلة، كل ذلك يرتكز على عنصر أساسي واحد: هو رأس المال البشري. فكل فكرة أو ابتكار، وكل حقبة سجلها التاريخ كانت صنيعة عقل الإنسان وموهبته البشرية. وحتى مع نمو تقنيات الذكاء الاصطناعي، لا تزال رحلة تحوّل الاقتصادات والمجتمعات مرهونة بالعنصر البشري، برؤيتنا وتطلعاتنا، وقدرتنا على الصمود والتكيف، وإبداعنا وأفكارنا الخلاقة.