افتتح معهد “سي انستيتيوت” اليوم القمة العالمية للاستدامة، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، وذلك في أول مبنى في المنطقة يحقق حيادية الانبعاثات، ويقع في قلب المدينة المستدامة بدبي. واستقطبت القمة نخبة من الخبراء الدوليين، والأكاديميين، وروّاد الابتكار، وصنّاع التغيير، لمناقشة مستقبل التعليم في مجالات الاستدامة، وتسريع وتيرة العمل المناخي عبر تسريع المعرفة وتفعيل الشراكات المؤثرة.
وشهدت الجلسة الافتتاحية إطلاق مبادرتين رئيسيتين من شأنهما إعادة رسم ملامح التعليم المناخي وتعزيز الوعي البيئي. أولاهما برنامج الدبلوم المهني، الذي صُمم خصيصًا لتسريع المسارات الأكاديمية والعملية للمتخصصين في مجالات الاستدامة، من خلال دمج الذكاء الاصطناعي التطبيقي مع أبرز التحديات البيئية في مجالات الطاقة، والغذاء، والمياه، والنفايات، والبيئة العمرانية. يتميز البرنامج باعتماده من هيئة المؤهلات الاسكتلندية (SQA)، ويُعد بوابةً أكاديمية نحو مؤهلات الدراسات العليا، بما في ذلك الماجستير.
أما المبادرة الثانية، فهي إطلاق أكاديمية “أوليف جرين” (OGA) — أول منصة في المنطقة مخصصة لتأهيل صنّاع المحتوى في مجالات الاستدامة والذكاء الاصطناعي، بالشراكة مع معهد “سي إنستيتيوت”. وتقدّم الأكاديمية حالياً دورتين تدريبيتين متخصصتين، مع خطط مستقبلية لإطلاق مجموعة واسعة من الدورات والورش التخصصية، إلى جانب محتوى مخصص للفئات العمرية المختلفة، بما في ذلك الأطفال واليافعين.
وشهدت الجلسة الافتتاحية كلمة رئيسية ألقاها المهندس فارس سعيد، مؤسس ورئيس مجلس إدارة معهد “سي انستيتيوت”، أكد فيها التزام المعهد بنقل المعرفة قائلاً: “نحمل مسؤولية راسخة لنقل أكثر من عشرين عامًا من الخبرة الحقيقية المتعمقة في مجال الاستدامة، عبر نهج متكامل وشامل. نهج يبدأ من المختبر الحي الذي يفعّل البحث والتطوير في بيئة واقعية، ويمتد إلى قاعات الدراسة والتدريب، ويحفّز الابتكار من خلال حاضنة الأعمال، ويزرع الوعي البيئي في عقول الأجيال الصاعدة. كما نسعى إلى تبسيط مفاهيم الاستدامة وتوسيع نطاق وصولها من خلال المنصات الرقمية، لتحويل المعرفة إلى أفعال مؤثرة تحدث فرقًا ملموسًا في حياة الأفراد والمجتمعات.”
وأضافت نادين أيوب، الشريك المؤسس لأكاديميةOGA ، مؤكدة على الدور المحوري لصنّاع المحتوى في تعزيز الوعي البيئي وحركة الاستدامة: “نؤمن بأن صنّاع المحتوى يمتلكون القدرة على قيادة موجة من الوعي البيئي تتجاوز السرد التقليدي إلى إلهام حقيقي ومؤثر. ومن هذا المنطلق، نطلق اليوم دورات تدريبية متخصصة تزوّدهم برؤية استراتيجية ومهارات متقدمة في مجالات الاستدامة والذكاء الاصطناعي. إلا أن هذه مجرد البداية؛ فنحن نعمل على إطلاق مجموعة متنوعة من البرامج والمبادرات المخصصة لمختلف الفئات العمرية والاهتمامات، ونتطلع إلى الكشف عنها خلال العام الجاري.”
تتضمن القمة الممتدة على مدار يومين، جلسات حوارية رفيعة المستوى، ومشاركات من متحدثين دوليين، وهاكاثون شبابي لطلبة المدارس لابتكار حلول مناخية، بالإضافة إلى معارض تفاعلية تمزج بين العلم، والتكنولوجيا، والفن.