لطالما ارتبط اسم ايكيا بالأثاث سهل التركيب، ولكنها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أصبحت أيضاً علامة لتجارة التجزئة، وفي هذا السياق أثبتت الفطيم أيكيا (التي تغطي الإمارات العربية المتحدة وقطر ومصر وعُمان) أن الاستدامة يُمكن أن تكون مجدية اقتصاديًا ومؤثرة ثقافيًا، من خلال ريادتها في مجال التدوير داخل المتاجر، وإإطلاق شراكات الطاقة المتجددة.
وفي المنطقة العربية، غالبًا ما يتجاوز النمو السريع الضمانات البيئية، ولكن تُترجم إيكيا التزاماتها البيئية العالمية إلى تأثير محلي – بإعادة ترتيب العمل في متاجرها، وإعادة النظر في تدوير النفايات، واتباع نهج أكثر استدامة.
تتحدث بوجا دينغرا، مديرة الاستدامة الإقليمية في الفطيم إيكيا، في هذه المقابلة عن دمج التدوير في عملهم، والحد من هدر الطعام، وتعزيز استدامة المنتجات، وإقامة شراكات إقليمية جديدة، كما تسلط الضوء على عملياتهم في الإمارات العربية المتحدة وقطر ومصر وعُمان، وتوضح نهج إيكيا في الاستهلاك المسؤول في بعض أسرع أسواق الشرق الأوسط نموًا.
-كيف تتبنون الاستدامة في عملكم داخل المتاجر ؟
ينصب تركيزنا على ترجمة استراتيجيات الاستدامة العالمية إلى مبادرات محلية عملية، كما نهتم بتعزيز الوعي العام، وبتمكين عملائنا من خلال الممارسات المستدامة في متاجرنا، حيث يتعلمون كيفية تبني عادات صديقة للبيئة
كما أحرزنا تقدمًا كبيرًا في مجال التدوير، فأنظمة إدارة النفايات لدينا متينة، حيث نقوم بفصل النفايات وإعادة تدويرها وتقليلها في جميع متاجرنا، وفي الدوحة، على سبيل المثال، حققنا نسبة صفر من نفايات الطعام في مكبات النفايات من خلال العمل مباشرةً مع البلدية، وفي أسواق أخرى، نستخدم أجهزة الهضم اللاهوائي وأجهزة التسميد الداخلية، بالإضافة إلى ذلك، نعيد توزيع بقايا القهوة المستخدمة على شركات تنسيق الحدائق كسماد.
كيف تُعززون الوعي وتغيير السلوك بين الموظفين والعملاء؟-
أنشأنا شبكة من “سفراء الاستدامة” المتطوعين في كل متجر – وهم موظفون يتولون هذا الدور بالإضافة إلى مهامهم الرئيسية، و يُدربون الموظفين في جميع الأقسام مثل المبيعات، والتصميم الداخلي، والعمليات، على كيفية توصيل فكرة استدامة المنتجات إلى العملاء.
كما نُطلق حملات توعية عامة، ومن الأمثلة على ذلك حملة “أسابيع الأرض” التي استمرت ستة أسابيع خلال شهري مارس وأبريل، حيث ركز كل أسبوع على التحديات المحلية الرئيسية مثل الحفاظ على الطاقة والمياه، والحد من النفايات، ونظافة الهواء، و سلّطنا الضوء على الممارسات المستدامة اليومية للمساهمين الذين غالبًا ما يتم إغفالهم – وخاصة الأمهات، اللواتي يمكن أن يحدثن فارقاً كير في تبني العادات الصديقة للبيئة داخل الأسر..
كيف تضمن إيكيا استدامة منتجاتها؟-
الاستدامة جزء لا يتجزأ من تصميمنا، وبحلول عام 2030، هدفنا هو أن تُصنع جميع المنتجات من مواد متجددة أو مُعاد تدويرها، و من الصعب تحديد رقم دقيق للمستويات الحالية نظرًا لحجم سلسلة التوريد لدينا، لكننا أحرزنا تقدمًا ملحوظًا.
القطن لدينا مصدره مستدام بنسبة 100% من خلال مبادرة “قطن أفضل” بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة، كما نستخدم البلاستيك المعاد تدويره كلما أمكن، ونعتمد على خلائط مستقرة لتجنب المساس بجودة المنتج.
هل طرحتم حلولًا لتوفير الطاقة في متاجركم؟-
بالتأكيد، منذ عام 2015، أصبحت جميع مصابيحنا تعمل بتقنية “ليد” مما يوفر حوالي 85% من الطاقة، لكننا لا نتوقف عند هذا الحد، بل نعمل باستمرار على تحديث الإضاءة لتحسين الكفاءة، وب بطارياتنا قابلة لإعادة الشحن حتى 1000 مرة، كما أن التحول إلى استخدام زجاجات المياه القابلة لإعادة الاستخدام يمكن أن يجنبنا إرسال ما يقرب من 1500 زجاجة للاستخدام مرة واحدة إلى مكبات النفايات سنويًا.
كيف تتعاملون مع هدر الطعام ؟-
يُمثل هدر الطعام تحديًا كبيرًا في المنطقة، ونحن نعالجه من زوايا متعددة، حيث أدخلنا أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي في متاجرنا للحد من هدر الطعام التشغيلي، ونعمل على توسيع نطاق هذه الأدوات في جميع الأسواق.
نُثقّف عملاءنا من خلال اللافتات والتفاعل المباشر، ونشجعهم على تناول كميات أصغر من الطعام، ونُتيح لهم إعادة التعبئة، كما نخطط لإجراء دراسة جديدة حول سلوكيات الطعام وعادات الهدر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
-هل هناك خطط لخدمات إعادة تدوير الأثاث أو استعادة المنتجات؟
نعم، نعمل بنشاط على مبادرة استعادة المنتجات، ولكن في حين أن عملية جمع المنتجات بسيطة نسبيًا، يكمن التحدي الحقيقي في إعادة التدوير لأن البنية التحتية في بعض الأسواق غير مُجهزة بعد لمعالجة بعض المواد، لكننا في الوقت نفسه، نلتزم بإبعاد أي مواد مُعادة – إن لم تكن قابلة لإعادة البيع – عن مكبات النفايات، وسنقوم بالإعلان عن إطلاق هذه المبادرة بالكامل قريبًا.
ما رأيك في هدر الأزياء والأقمشة في المنطقة؟-
مع أننا لا نعيد تدوير الأزياء حاليًا على نطاق واسع، إلا أننا نبحث عن طرق لدمج ذلك في برامج الاستعادة لدينا
التحدي كبير، ولكن التعاون مع جهات أخرى قد يُسهم في جعل الأمر قابلاً للتطبيق.
هل ستُقدمون شاحنات كهربائية أم هجينة لخدمات التوصيل؟-
نعم، لدينا حاليًا شاحنة كهربائية بوزن 10 أطنان تعمل بين متاجر أبوظبي لتجديد متاجرنا، واعتبارًا من 2 مايو، أطلقنا إنجازًا جديدًا، بالشراكة مع شركة مياه وكهرباء الإمارات، حيث ستعمل جميع متاجرنا في أبوظبي الآن بالكهرباء النظيفة من مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وهذا يشمل الشاحنات، مما يُمثل نقلة نوعية، ويسمح لنا بالعمل بانبعاثات شبه معدومة..
كيف تتعاون إيكيا مع الشراكات لتعزيز الاستدامة؟-
لقد أطلقنامؤخرًا بعض إرشاداتنا العالمية للعلامات التجارية المشتركة لدعم المزيد من الشراكات – لا سيما تلك التي تُفيد الناس وكوكب الأرض، سواءً كان ذلك لتقليل هدر الطعام، أو الترويج لنقاء الهواء، أو تشجيع كفاءة استخدام المياه والطاقة، فنحن حريصون على العمل مع المؤسسات التي تُشاركنا هذه الأهداف، لأن نشر الوعي والتأثير هما الأساس.
بالنظر إلى المستقبل، ما الذي يلوح في الأفق خلال الاثني عشر شهرًا القادمة؟-
شراكتنا مع شركة مياه وكهرباء الإمارات تُطلق فصلاً جديداً ومهما، حيث سنواصل أيضاً توسيع برامج التوعية وتعميق التعاون مع الجهات الحكومية، و في نهاية المطاف، يجب أن تخدم كل شراكة أو مبادرة نتخذها رسالتنا الأساسية، وهي مساعدة الناس على عيش حياة أكثر استدامة.