Home » منتدى القاهرة للتغير المناخي: 100 فعالية بيئية تعاونت فيها مصر وألمانيا

منتدى القاهرة للتغير المناخي: 100 فعالية بيئية تعاونت فيها مصر وألمانيا

by Elhadary

احتفل منتدى القاهرة للتغير المناخي في يومي 24 و 25 من مايو الجاري بفعاليته المائة، وهو إنجاز هام يمثل أكثر من 14 عاماً من الحوار والتعاون المستمر بشأن المناخ بين مصر وألمانيا

وقد أُقيمت الفعالية على مدار يومين في حديقة مغارة الأكواريوم في الزمالك، والمقر الرسمي للسفير الألماني، وحضرت ESG Mena فعاليات اليومين

وقد جمعت الاحتفالية مسؤولين رفيعي المستوى، وشباباً، وممثلين عن المجتمع المدني، والأوساط الأكاديمية، والقطاع الخاص، من أجل استعراض إنجازات المنصة وتجديد الالتزام المشترك تجاه العمل المناخي ونشر الوعي.

في يومها الأول 24 مايو، افتتح مهرجان صيف منتدى القاهرة للتغير المناخي للجمهور. أُقيم الحدث في حديقة مغارة الأكواريوم في حديقة الأسماك بحي الزمالك، وضم معارض وعروضًا تفاعلية وورش عمل متعددة باللغتين العربية والإنجليزية. إضافة إلى ذلك، تم تنظيم سبع جلسات نقاش مصغرة على المسرح، حيث تعرّف الزوار على الاستدامة الحضرية، والتنوع البيولوجي، والزراعة المستدامة، والمبادرات الشبابية في مجال المناخ. وشاركت أكثر من 20 جمعية أهلية مصرية وألمانية في المهرجان. وقد أبرز هذا الجزء حيوية المجتمع المناخي في مصر، ودور الشباب والمجتمع المدني في مواجهة التحديات المناخية من خلال الابتكار والإبداع والعمل المجتمعي. وقد استمتع أكثر من 500 زائر بهذه التجربة التعليمية، من بينهم عدد كبير من الأطفال.

يوم الفعالية الثاني 25 مايو الجاري استضاف سعادة السفير يورجن شولتز، سفير ألمانيا لدى مصر، الفعالية رفيعة المستوى في المقر الرسمي للسفارة. وفي كلمته الافتتاحية، شدّد على قوة منتدى القاهرة للتغير المناخي كمنصة شاملة ، وقال:“إن منتدى القاهرة للتغير المناخي ليست مجرد منصة للتعاون، بل لقاء بين بلدينا. إنها تجمع الناس من أجل هدف مشترك: مستقبل أكثر استدامة وقدرة على التكيف مع تغير المناخ لنا جميعًا.في كل خطوة من الطريق، كان روح التعاون المصري الألماني في صميم منتدى القاهرة للتغير المناخي”،.وأضاف: “لم يكن منتدى القاهرة للتغير المناخي ان يصل إلى هذا النجاح الذي نراه اليوم لولا التعاون الفريد مع الشركاء وأصحاب المصلحة من الجانبين الألماني والمصري، وخاصة وزارة البيئة.”

كما أشادت معالي الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة المصرية، بالدور الهام الذي يلعبه منتدى القاهرة للتغير المناخي في رفع الوعي البيئي، وأشادت بالتعاون الطويل بين السفارة الألمانية ووزارة البيئة المصرية. وقالت: “منتدى القاهرة للتغير المناخي هو ببساطة شراكة بين الحكومة المصرية، السفارة الألمانية، الهيئة العامة لشؤون البيئة، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي ()، والتي لا تقتصر فقط على المناخ رغم اسمها، بل تمتد إلى مناقشة الاستدامة البيئية والقضايا الاجتماعية والاقتصادية بمشاركة واسعة من خبراء من ألمانيا أو من جهات حكومية مختلفة في مصر.”

كما أكد معالي الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، على أهمية التعاون بين البلدين في مجال المياه والتداخل بين مجالي التغير المناخي والمياة.وقال: “تغير المناخ، نعم، هو تحدٍ، لكنه أيضًا فرصة للبحث عن حلول مبتكرة، ليست بالضرورة مكلفة، فهناك حلول منخفضة التكلفة والتكنولوجيا يمكن استخدامها للتكيف مع التغير المناخي”.

ثم بدأت جلسة النقاش الرئيسية تحت عنوان : “توسيع نطاق التأثير من خلال الحوار: التعاون الدولي من أجل العمل المناخي”

استكشفت الجلسة دور التعاون الدولي في دفع حلول مناخية فعالة. وأكد الدكتور علي أبو سنة، الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة، أن التعاون مع منتدى القاهرة للتغير المناخي لا يقتصر على مجرد الشراكة، بل هو علاقة ممتدة وطويلة الأمد بين ألمانيا ومصر. وأضاف: “نحن في جهاز شؤؤن البيئة في مصر نمثل الذراع الفني لوزارة البيئة و قد عملنا سويا مع الحكومة الألمانية في مجالات متعددة. على سبيل المثال، نحن الآن ننفذ البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة، وهو برنامج ضخم جداً.”

من جانبه، قدم السيد بيتر بابرت، مدير مشروع الائتلاف، مشروع القطار الكهربائي فائق السرعة من سيمنز موبيليتي كمثال على مساهمة القطاع الخاص في الاستدامة في مصر. وأوضح أن المشروع سيقلل من انبعاثات الكربون بأكثر من 70% مقارنة بحركة المرور على الطرق، مما يحدث ثورة في مجال التنقل المستدام في مصر. وأضاف: “نعتقد أن شركات مثل سيمنز موبيليتي يجب أن تلعب دور الحافز. يجب أن نحول الاستدامة من مجرد رؤية إلى جزء من سلسلة القيمة لدينا.”

وقالت السيدة رندا حمزة، المستشارة الأولى لشؤون تغير المناخ في في الوكالة الألمانية للتعاون الدولي : “في العام الماضي فقط، 2024، انخفضت مساعدات التنمية الرسمية بنسبة 7%، وكان ذلك قبل انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس.”

وأضافت أن الولايات المتحدة تمثل 12% من تمويل المناخ. وأشارت إلى أن هذا الانسحاب قد يؤثر سلبًا على تمويل المناخ، الذي كان أصلاً غير كافٍ، كما تمت مناقشته في مؤتمر الأطراف COP29 في باكو. حيث ركزت النقاشات الرئيسية على تمويل المناخ، وتم الاتفاق بين الأطراف على زيادة التمويل من 100 مليار دولار إلى 300 مليار دولار. لكن معظم الدول النامية شعرت بالإحباط، إذ أن الاحتياجات الحقيقية قُدرت بـ 1.3 تريليون دولار سنويًا لمواجهة آثار تغير المناخ وتحقيق أهداف التخفيف. وأضافت: “نعم، نرى أن الوضع حرج ومتوتر للغاية.”

رداً على سؤال حول دور العلم كطرف فاعل في مواجهة تغير المناخ، شددت الدكتورة فيبكه باخمان، مديرة المكتب الإقليمي لخدمة التبادل الأكاديمي الألمانية () في القاهرة، على أن “العلم والبحث هما في صميم إيجاد حلول عملية ووضع السياسات. وتدعم الهيئة الألمانية للتبادل العلمي العلماء من أجل جعل المعرفة المناخية المنتجة في الجامعات متاحة لصانعي القرار في السياسة والاقتصاد والمجتمع المدني، وتوظيفها بشكل مشترك لإيجاد حلول واقعية.”

دعا السيد عبد الرحمن فهمي، رئيس مؤسسة  يوثنيك جرين ايجيبت، إلى إشراك الشباب بشكل أكبر في الخطاب المناخي في مصر، وشارك تجربة كمبادرة يقودها الشباب. وقال:“ما بدأ كنشاط طلابي في جامعة القاهرة، تحول إلى مؤسسة اجتماعية متكاملة – وكانت منتدى القاهرة للتغير المناخي معنا في كل خطوة على الطريق.”

وفي ختام الأمسية، عُرض فيلم تذكاري يوثق مسيرة منتدى القاهرة للتغير المناخي منذ انطلاقها، وتم تكريم المؤسسين والشركاء الرئيسيين، بما في ذلك المبادرتان المحليتان “

Greenish” و”Banlastic”. ومع إسدال الستار على الفعالية المئوية، جدد منتدى القاهرة للتغير المناخي  تأكيد دوره كجسر حيوي بين مصر وألمانيا – وبين العلم والسياسة والإعلام والمجتمع المدني. وجاءت الفعالية على مدار يوميها  إحتفاءا  بإنجازات الماضي، ويجديدا للعهد بالعمل  والتعاون المستقبلي.

You may also like