Home » الإمارات تفاجئ العالم بانشاء صندوق الخسائر والأضرار مع انطلاق COP28

الإمارات تفاجئ العالم بانشاء صندوق الخسائر والأضرار مع انطلاق COP28

by Elhadary

شهد اليوم الأول من قمة الأمم المتحدة للمناخ (COP28) التوصل إلى اتفاق تاريخي طال انتظاره يؤمن التمويل لأفقر دول العالم وأكثرها عرضة للتأثيرات الناتجة عن تغير المناخ، حيث تم الإعلان عن انشاء “صندوق الخسائر والأضرار” لمساعدة الدول الفقيرة والنامية على التعامل مع تأثيرات تغير المناخ في اليوم الأول من مؤتمر المناخ  COP28  في دبي.

ويعد تمويل المناخ قضية رئيسية في قمة هذا العام، وقد تم الاحتفاء بالاتفاق على انشاء الصندوق بإعتباره انجازاً وانتصاراً مبكراً، خاصة من قبل الدول النامية التي قامت بحملات من أجل إنشاء الصندوق منذ سنوات عديدة لمساعدتها على مواجهة الكوارث المناخية المكلفة مثل الفيضانات القاتلة والجفاف والحرارة.

وبعد ساعات فقط من التوصل إلى الاتفاق التاريخي أمس الخميس، أعلن رئيس مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ سعادة سلطان الجابر في مؤتمر صحفي أنه تم التعهد بالفعل بمبلغ 420 مليون دولار لصندوق الخسائر والأضرار، مع الالتزام بضمان توفير ما لا يقل عن 100 مليار دولار سنويا بحلول عام 2030 يديرها ويوزعها البنك الدولي.

جرت العادة أثناء قمم الأمم المتحدة للمناخ والتي يتم تنظيمها سنوياً، أن يعمل القادة الوطنيين ومندوبين الدول المشاركة الذين يحضرون في الأيام القليلة الأولى، على بناء الزخم للحاضرين لصياغة تعهدات للعمل وخلق قوة دافعة لوضع أهداف ومشاريع جديدة. ولكن بدأت القمة هذا العام بأقوى شكل ممكن محققة تقدماً كبيراً في مساعدة البلدان المتضررة بآثار تغير المناخ، عن طريق انشاء صندوق تمويل الخسائر والأضرار. وسيستضيف البنك الدولي الصندوق على مدى السنوات الأربع المقبلة، ومن المقرر إطلاقه في عام 2024، وسيحصل ممثل عن دولة نامية على مقعد في مجلس إدارته.

سعت الدول النامية منذ فترة طويلة إلى معالجة مشكلة عدم كفاية التمويل للاستجابة للكوارث والأضرار الناجمة عن تغير المناخ، والتي لا تتحمل تلك الدول مسؤولية كبيرة عنها، فقد أطلقت الدول الصناعية انبعاثات الكربون التي تحبس الحرارة في الغلاف الجوي مما يؤدي لأضرار وخسائر الحقت بالعديد من الدول.

وذكر تقرير صادر عن برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر أن المبلغ المطلوب لمساعدة الدول النامية على التكيف مع تغير المناخ يبلغ 387 مليار دولار سنوياً.

وبإعتباره أهم حدث لصنع القرار في العالم بشأن قضايا المناخ، من المتوقع أن يستضيف مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) أكثر من 70 ألف شخص من حوالي 200 دولة في الفترة من 30 نوفمبر وحتى 12 ديسمبر، بما في ذلك رؤساء الدول وقادة العالم، لبناء توافق في الآراء وتسهيل التقدم في العمل المناخي بين الأحزاب والمندوبين الحكوميين والمنظمات غير الحكومية والشركات ومجموعات الشباب وأصحاب المصلحة الآخرين.

وتسترشد أجندة عمل COP28 على مدار أسبوعين بهدف أساسي وهو إبقاء درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية فوق متوسط ما قبل الثورة الصناعية في متناول اليد، وسيكون مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)  هذا العام بمثابة لحظة فارقة للعالم لتوحيد جهوده حول العمل المناخي الملموس وتقديم حلول ملموسة عن طريق التعاون بين المجتمع المدني والحكومة والصناعات وجميع قطاعات الاقتصاد.

سلطان الجابر: التعاون والطموح في العمل المناخي هو كلمة السر

في كلمته أثناء انطلاق قمة COP28، أكد سعادة سلطان الجابر، رئيس مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، على ضرورة العمل بعقلية مختلفة هذا العام، وتبنى طريقة تفكير مختلفة، مطالباً جميع الأطراف أن يكونوا مرنين في التعامل مع قضايا المناخ.

وأضاف الجابر أنه يجب علينا أن نضمن أن مؤتمر الأطراف هذا هذا العام يقدم التقييم العالمي الأكثر طموحاً على الإطلاق تجاه قضايا المناخ، وأن هذا يعني أنه من الضروري عدم ترك أي قضية خارج الطاولة، ويشمل ذلك دور الوقود الأحفوري وإيجاد أرضية مشتركة تقدم الحلول وتوصل إلى الإجماع، مع عدم الإغفال عن الهدف الهام وهو إبقاء درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية فوق متوسط ما قبل الثورة الصناعية.

وفي حديثه عن تمويل العمل المناخي، قال الجابر إن الجميع يعلم أن أحد عوامل النجاح الرئيسية في أجندة المناخ هو التمويل، والذي لم يكن متاحاً أو سهل المنال أو ميسور التكلفة، مؤكداً أن رئاسة COP28 هذا العام تلتزم بإطلاق العنان للتمويل لضمان ألا يضطر العالم إلى الاختيار بين التنمية والعمل المناخي.  

وأضاف: “فليكن هذا هو العام الذي يلبي فيه تمويل المناخ حجم اللحظة الراهنة. فليكن هذا هو مؤتمر الأطراف الذي نفي فيه بوعودنا، بدءاً من الـ 100 مليار دولار وحتى صندوق الخسائر والأضرار.  وفيما يتعلق بالخسائر والأضرار، فأنا أعلم مدى أهمية هذه القضية بالنسبة للأطراف، وخاصة الأقل نمواً”.

وحول التكيف والتخفيف من الآثار المترتبة على التغير المناخي، أكد سعادة سلطان الجابر أن التكيف يجب أن يكون في قلب عملنا ويتعين علينا أن نعمل على سد الفجوة المالية، مضيفاً أن هناك أهمية خاصة لمواجهة القضايا ذات الأهمية الحاسمة للتكيف مثل المياه والغذاء والزراعة والصحة، وتمت ترجمة ذلك بكون مؤتمر الأطراف الحالي هو أول من يستضيف الاجتماع الوزاري للصحة المناخية.

وأشار رئيس COP28 كذلك إلى تطلعه بأن يكون مؤتمر الأطراف هذا يزيد من الزخم بشأن التخفيف، حيث تقف البلدان التي تمثل أكثر من 85% من اقتصاد العالم وراء هدف مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) المتمثل في مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، مؤكداً على أهمية تشجيع البلدان على تحديد أهداف لانبعاثات غاز الميثان تقترب من الصفر، كجزء من الجولة التالية من المساهمات المحددة وطنياً (NDCs)، حيث يمكن أن يؤدي التخلص من انبعاثات غاز الميثان إلى إحداث تأثير كبير في أقصر إطار زمني للوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية.

واختتم حديثه قائلاً: “كلنا نريد ونحتاج إلى نفس الأشياء: الهواء النظيف؛ الماء النظيف؛ الطعام الصحي؛ الفرص الاقتصادية لأنفسنا ولعائلاتنا؛ مستقبل آمن ومأمون”.

You may also like

info@esgmena.com  

 © 2024 ESG Mena