أجرت منصة ESG Mena هذه المقابلة مع فرانك كلاري، نائب الرئيس للاستدامة في شركة أجيليتي، وهي شركة عالمية رائدة في خدمات سلاسل الإمداد والبنية التحتية والابتكار.
وإلى نص المقابلة:
- تحتل كل من قطر والإمارات والمغرب والسعودية مراتب عالية في الاستثمار الأخضر، ولكن لا يزال هناك فجوة كبيرة للوصول إلى أهداف التنمية المستدامة، فكيف يمكن للمنطقة أن تحفز النمو في مجال الاستثمار الأخضر وسط كل تلك الالتزامات والتعهدات التي تم إطلاقها خلال مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين؟
تنظر كافة الدول لأهداف التنمية المستدامة على أنها هي قضايا استراتيجية طويلة المدى تعتمد على الازدهار الناتج عن النمو الاقتصادي، وبالتالي لا يمكن تحقيقها في غيابه.
لذا، يتوجب على كافة دول المنطقة أن تركز على النمو الاقتصادي وعلى التعليم لضمان قدرتها على تحفيز الاستثمارات الخضراء، وذلك من خلال اعتماد أو تطوير أحدث التقنيات الخضراء في مختلف الصناعاتـ ويعد التعليم مطلباً جوهرياً للنمو الاقتصادي، والعمود الفقري لجميع أهداف التنمية المستدامة، كذلك فإن على دول المنطقة التركيز على السياسات التجارية التي تضمن للاستثمارات الخضراء تمكين الناس من المشاركة في التجارة الدولية والمحلية باستخدام التكنولوجيا النظيفة.
وقد أظهر تقرير مؤشر أداء الاستدامة الصادر عن أجيليتي، أنه في حين تركز الحكومات على مبادراتها الخضراء والإنفاق، تعد الشركات أكثر حذراً. لذلك، نود أن نرى صناع السياسات في الخليج يبذلون المزيد من الجهود لإشراك الشركات، وذلك من خلال وضع سياسات تعزز الاستثمارات الجريئة وتخفض نسبة المخاطر التي تتعرض لها من خلال الشراكات.
- ما هو واقع قطاع النقل الأخضر من حيث البنية التحتية والحوافز والمشاركة العامة وما هي العوائق الرئيسية التي ينبغي التغلب عليها؟
إن قطاع نقل البضائع جاهز للتحول إلى وسائل نقل صديقة للبيئة، لكن ثمة عوائق تتمثل بالتكلفة العالية التي تشمل التكلفة الإجمالية لملكية المركبة، بما في ذلك التكاليف التشغيلية للتحول إلى المركبات الكهربائية أو غيرها.
حالياً، تستخدم التقنيات النظيفة لمركبات التوصيل للميل الأخير وشاحنات النقل المتوسطة، وبالرغم من أنها قد تكون أكثر تكلفة من المركبات التقليدية، إلا أنه من المرجح حل تلك التحديات في أقرب وقت ممكن.
ويتمثل التحدي الأكبر بشاحنات النقل الثقيلة المخصصة للمسافات الطويلة، حيث ثمة تكاليف وحواجز تشغيلية كبيرة يجب التغلب عليها، ويعتبر أداء المركبة مشكلة كبيرة تؤثر على الاستخدام وتوافر الأصول، فضلاً عن أن تكاليف إعادة الشحن أو البنية التحتية لشبكات محطات وقود الهيدروجين تعتبر متطلباً صعباً، وقدرة شبكة الكهرباء ليست كافية لتحمل متطلبات الطاقة الخاصة بشاحنات النقل. وقد بدأت العديد من شركات تصنيع المركبات بإنتاج شاحنات ثقيلة خالية من الانبعاثات، ولكن سيكون الإقبال عليها مدفوعاً بالأنظمة والقوانين وبالتكلفة الإجمالية وبتجربة العملاء على سبيل المثال، حصول العميل الشحن على الشحنة في الوقت المحدد وبحالة جيدة وبسعر مناسب.
أما بالنسبة للسكك الحديدية، فيمكننا القول أن المنطقة جاهزة لها، وهي وسيلة فعّالة لنقل كميات كبيرة من البضائع، كونها توفر للمستهلك النهائي تكاليف نقل أقل.
- كيف تعمل أجيليتي على معالجة النطاق 3 لانبعاثات الغازات الدفيئة، وما هي نسبة التقدم والجداول الزمنية؟
التزمت أكبر شركتان تابعتان لمجموعتنا بتحقيق أهداف صافي صفر انبعاثات، بما في ذلك النطاق 3. ولكن ينبغي علينا أن نعلم أن النطاق 3 هو مصدر الانبعاثات الأكثر تعقيداً فيما يتعلق بمفهومه وإدارته، لأن انبعاثات النطاق 3 لإحدى الشركات تعتبر انبعاثات النطاق 1 أو 2 لشركة أخرى.
إن فكرة جمع البيانات حول انبعاثات النطاق 3 جديدة نسبياً لأنها تعني الوصول إلى بيانات شركة أخرى – في أغلب الأحيان شريك أو مورد – للحصول على معلومات متنوعة ومعقدة يجب التحقق من دقتها، والتي قد يتم أو لا يتم جمعها بطريقة معيارية قياسية سهلة الاستخدام أو قابلة للمشاركة.
هذه الشركات حددت أهدافاً طويلة المدى لبلوغ صافي الصفر ضمن إطار زمني يتراوح بين 2024 و2050، ويعد هذا مناسباً نظراً لتعقيدات انبعاثات النطاق 3 والحقائق العملية حول إدارته، وبدأت هذه الشركات للتو عملية فهم وقياس انبعاثات النطاق 3 الخاصة بها، لذا سيستغرق الأمر بعض الوقت ليصبحوا قادرين على اتخاذ خطوات للحد منها.
- تعد مسألة تكثيف استخدام الهيدروجين الأخضر نقطة تحول في الصناعة، لكن ما هي معايير الهيدروجين الأزرق؟
تخصص حكومات العديد من الدول استثمارات كبيرة لأبحاث تطوير الهيدروجين كمصدر طاقة تستخدم في الشاحنات ووسائل النقل الأخرى، لكن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً حتى نكتشف ما إذا كانت تلك الاستثمارات ستؤتي ثمارها أم لا.
ويعد إنتاج الهيدروجين مكلفاً للغاية في الوقت الحالي، كما أن إدارته أكثر تكلفة لما يتطلبه من وسائل نقل وتخزين معقدة.
ويأتي معظم الهيدروجين حالياً من إعادة تشكيل الغاز، كما أن إنتاجه مكلف ويستهلك الكثير من الطاقة، سوف يستغرق الأمر عقوداً للوصول إلى الهيدروجين الأزرق. وعقوداً كذلك حتى تتمكن الأسواق الناشئة والرائدة من اعتماد واستخدام الهيدروجين على نطاق واسع في وسائل النقل، ووأساس كل هذا هو حقيقة أن الهيدروجين عبارة عن عدد قليل من ابتكارات البطاريات التي لا تنضب وسوف تحدث تبدلاً شاملاً في الأسواق تمحي ما قبلها من بطاريات.
ويبقى الهيدروجين بمثابة ورقة رابحة ذات تأثير لم يتم اختبارها بعد، وستكون نقطة التحول عندما يصبح الهيدروجين أرخص من الوقود التقليدي أو البطاريات الكهربائية، وإذا حدث ذلك فسيتم اعتماده على نطاق واسع.
- كيف تعمل أجيليتي على بناء القدرات عبر مراكزها وفرقها المختلفة، لتحقيق الحوكمة البيئية والاجتماعية؟ وما هي الاستراتيجية والمبادئ التوجيهية التي تعمل عليها بما في ذلك رفاهية القوى العاملة لديها؟
يوجد لدى أجيليتي العديد من السياسات المتعلقة بالمبادئ الأخلاقية والصحة والسلامة والمساواة بين الموظفين وحقوق الإنسان، والبيئة، وغيرها.
وقد تعهدت المجموعة بالالتزام بالاتفاق العالمي للأمم المتحدة، ومبادئ تمكين المرأة وغيرها من المبادرات التطوعية، فضلاً عن أن أكبر الشركات التابعة لنا موقعة على الاتفاق العالمي للأمم المتحدة، وملتزمة بمبادئ تمكين المرأة وغيرها من الالتزامات المماثلة من خلال الشركات والجمعيات الصناعية الخاصة بها، بحيث ترتكز آليات بناء القدرات هذه على السياسات المذكورة سابقاً.
وينبغي أن تعمل المؤسسات التابعة لنا ضمن معايير هذه السياسات والتزامات المجموعة، مع منحها حرية التصرف فيما يتعلق بكيفية تنفيذ هذه المتطلبات، نظراً إلى أن شركاتنا تعمل في صناعات ومناطق جغرافية مختلفة، وبالتالي من الأفضل لها التنفيذ ضمن سياقات أعمالها الفريدة. إننا نقوم بانتظام بقياس التقدم الذي نحرزه والإبلاغ عنه، وتحسين سياساتنا لضمان مواكبة المتطلبات المتغيرة. في بعض الحالات، قمنا بتوفير موارد مشتركة لمساعدة الشركات الخاضعة للرقابة لدينا على تنفيذ متطلبات السياسة والالتزام. ونحن نبني على الأسس التي جعلتنا قادة إقليميين في الماضي، خصوصاً فيما يتعلق بالتأسيس المبكر لضمانات المساواة في العمل، وكذلك في مجالات البيئة والصحة والسلامة وأخلاقيات العمل.