في حوار حصري على هامش فعالية دبي أوتودروم التي نظّمتها جنرال موتورز بالتعاون مع ميشلان، تحدّث سيدريك بونوا، المدير العام ونائب الرئيس للتسويق والمبيعات في شركة ميشلان لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عن رؤية الشركة الطموحة لمستقبل المركبات الكهربائية (EV). واستعرض بونوا استراتيجية ميشلان في مجالات الاستدامة والابتكار والشراكات، موضحًا كيف تسعى الشركة الفرنسية العريقة لتأكيد مكانتها كأحد أبرز اللاعبين في التحول العالمي نحو المركبات الكهربائية. كما كشف عن تفاصيل الحملة الجديدة “ثق بإطاراتك لفترة أطول”، مؤكدًا التزام ميشلان الدائم بالجودة والسلامة والمسؤولية البيئية — وهي القيم التي ميّزت العلامة لأكثر من قرن من الزمن.
ما الدافع وراء شراكتكم مع شركة جنرال موتورز في هذه الفعالية؟
القصة واضحة جدًا. عندما وصلت إلى الإمارات قبل شهرين، سألت فريقي عن وضع التحول الكهربائي في المنطقة. وأخبروني بوجود فعالية مرتقبة مع علامة كبرى هي جنرال موتورز، وسألوني إن كنا مهتمين بالشراكة. فأجبت فورًا: بالطبع نعم. إنها فرصة رائعة لدمج قوة العلامتين واستعراض خبرتنا في مجال المركبات الكهربائية. الهدف هو إبراز الابتكار والتقنية التي تميزنا في هذا العصر الجديد.
العديد من شركات تصنيع السيارات الكهربائية لا تستخدم إطارات ميشلان كخيار أساسي، فما الذي يميزكم بالنسبة لهؤلاء السائقين؟
سؤال ممتاز. نحن نطلق الآن حملة عالمية جديدة بعنوان “ثق بإطاراتك لفترة أطول”. تركز الحملة على المتانة وطول العمر والاستدامة والكفاءة. كثيرون يعتقدون أن الكفاءة في استهلاك الوقود لا تعني السيارات الكهربائية، لكن مقاومة التدحرج للإطارات تؤثر بشكل مباشر على مدى البطارية. فالإطارات تؤثر بنسبة تصل إلى 15% من مدى القيادة في السيارات الكهربائية. لذلك، اختيار الإطار المناسب يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا، في حين أن الإطار غير المناسب قد يقلل المدى بشكل ملحوظ.
هل تخطط ميشلان للتعاون مع علامات تجارية أخرى في المنطقة إلى جانب جنرال موتورز؟
بالتأكيد. ميشلان علامة عالمية تتعاون مع جميع كبرى شركات تصنيع السيارات. وجنرال موتورز شريك أيقوني، لكننا منفتحون على أي تعاون مع العلامات التي تشاركنا قيم الجودة والابتكار.
بعيدًا عن الفعاليات مثل هذه، ما هي استراتيجيتكم التسويقية لجذب مالكي السيارات الكهربائية؟
لدينا استراتيجية تسويق عالمية شاملة. وحملة “ثق بإطاراتك لفترة أطول” هي أحد أهم عناصرها. هدفنا أن يدرك المستهلكون أن اختيار ميشلان يعني عدم تقديم أي تنازلات — سواء كانت سيارتك كهربائية أو SUV أو عائلية، فإنك ستحصل دائمًا على أعلى أداء شامل.
موضوع إعادة التدوير أصبح محوريًا، خصوصًا في الشرق الأوسط حيث لا تتوفر حتى الآن منشآت متخصصة في إعادة تدوير الإطارات. ما هي جهود ميشلان عالميًا في هذا المجال؟
ميشلان من الرواد في مجال إعادة تدوير الإطارات. مؤخرًا استثمرنا في شركة سويدية تُدعى Enviro متخصصة في إعادة التدوير من إطار إلى إطار، أي إغلاق الحلقة بالكامل. هذا الالتزام جزء من الحمض النووي لميشلان. وبالرغم من أنني ما زلت جديدًا في المنطقة وأحتاج إلى الاطلاع على المبادرات المحلية، فإن أي فرصة لدعم الاستدامة هنا ستكون محل اهتمام كبير بالنسبة لنا. فمن غير المقبول بالنسبة لميشلان بيع الإطارات دون معرفة مصيرها بعد الاستخدام.
ميشلان معروفة بجودتها العالية، لكن الأسعار قد تشكل تحديًا، خصوصًا مع تقلبات العملة. كيف تقنعون العملاء باختيار ميشلان رغم ارتفاع السعر؟
نحن نركّز على مفهوم الأداء الشامل. صحيح أن إطاراتنا قد تكون أغلى من بعض العلامات منخفضة التكلفة، لكنها تقدم توازنًا مثاليًا بين السلامة والاستدامة وراحة البال. أتذكر أن إحدى المؤثرات قالت إن الإطارات الصينية أفضل لأنها أرخص، لكنها تجاهلت عامل السلامة ومسافة الكبح — وهما أمران أساسيان خاصة في الظروف الجوية الصعبة بالشرق الأوسط. السلامة وطول العمر لا يُقدّران بثمن.
كيف تضمن ميشلان توافق إطاراتها مع مواصفات دول مجلس التعاون الخليجي، خصوصًا في ظل المناخ القاسي ومتطلبات السيارات الكهربائية؟
لدينا فرق متخصصة في كل سوق لضمان التوافق مع المعايير المحلية. في منطقة الخليج، يتولى فريقنا المختص بالمطابقة التقنية اختبار واعتماد كل مقاس وفئة من الإطارات للتأكد من توافقها مع المناخ المحلي ومتطلبات الأداء. وبالنسبة لميشلان، من غير المقبول إطلاق أي منتج لا يتوافق تمامًا مع المواصفات المطلوبة للسوق.
وأخيرًا، ما الذي يمكننا توقعه من الجيل القادم من إطارات ميشلان؟
الجيل القادم من إطارات ميشلان سيكون قابلًا لإعادة التدوير بالكامل. وبحلول عام 2050، ستكون 100% من المواد المستخدمة في تصنيع إطارات ميشلان متجددة أو معاد تدويرها. هذا هو جوهر استراتيجيتنا طويلة المدى، ويعكس رؤيتنا لمستقبل التنقل المستدام.