Home قصص تحليلية «من الديزل إلى البطاريات النظيفة».. كيف يقود قسم المسعود للطاقة تحول الطاقة في الخليج

«من الديزل إلى البطاريات النظيفة».. كيف يقود قسم المسعود للطاقة تحول الطاقة في الخليج

by Hadeer Elhadary

بصفته المدير العام لقسم المسعود للطاقة، يُعتبر راسو بارتينسشلاجير من أبرز القادة في مجال تحول الطاقة في المنطقة، حيث يتولى قيادة تطوير حلول مستدامة ومبتكرة لتلبية الطلب المتزايد في الإمارات ومنطقة الخليج. في هذه المقابلة، يشارك راسو رؤاه حول المبادرات الاستراتيجية في قسم المسعود للطاقة (Al Masaood Power)، بدءاً من شراكتهم الرائدة مع “إنستاجريد” (Instagrid)، وصولاً إلى التزامهم باستراتيجية الإمارات لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 ورؤية السعودية 2030. كما يناقش دور الذكاء الاصطناعي والأنظمة الهجينة وحلول الطاقة المتنقلة والخالية من الانبعاثات في تشكيل قطاع الطاقة، ليكون أكثر مرونة واستدامة وقدرةً على تلبية متطلبات المستقبل في منطقة الخليج.

  • كيف تسهم الشراكة بين قسم المسعود للطاقة وإنستاجريد في تعزيز محفظتكم ودعم تحقيق أهداف الإمارات في مجال الطاقة النظيفة؟

تعد شراكتنا مع “إنستاجريد” نقطة تحول حقيقية في محفظتنا، حيث تقدم للإمارات أول نظام بطاريات محمول عالي الأداء وخالي من الانبعاثات. تعزز هذه الشراكة من مكانة قسم “المسعود للطاقة” الراسخة بتقديم حلول مبتكرة في مجال الطاقة تتماشى مع رؤية الإمارات لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. تقدم تقنية “إنستاجريد” بديلاً مستداماً للمولدات التقليدية المعتمدة على الوقود الأحفوري، مما يساهم في دعم الصناعات الحيوية مثل البناء والفعاليات وخدمات الطوارئ. ويساهم هذا في تقليص بصمتها الكربونية مع ضمان الاعتمادية في الأداء.

وفقاً لتقرير التأثير لعام 2024 من “إنستاجريد”، فإن أنظمة الطاقة المتنقلة النظيفة مكّنت عملاءها من إزالة ما يتجاوز 701,000 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون CO₂)) من خلال استبدال مولدات الاحتراق وهو ما يعادل إزالة أكثر من 300,000 سيارة عن الطرق. كما تمكنوا من إزالة 74,000 طن من أحادي أكسيد الكربون (CO) و96 طن من أكاسيد النيتروجين (NOx)، مسهمين بذلك في تحسين جودة الهواء بشكل مباشر. بحلول عام 2030، تسعى “إنستاجريد” إلى إزالة أكثر من 23 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والقضاء على 7 ملايين طن من الملوثات المحلية مثل أكاسيد النيتروجين وأحادي أكسيد الكربون.

  • كيف تتناسب أنظمة البطاريات المتنقلة والخالية من الانبعاثات مع استراتيجية قسم المسعود للطاقة” على المدى الطويل؟

تتسق أنظمة البطاريات المتنقلة والخالية من الانبعاثات بشكل مثالي مع استراتيجيتنا طويلة الأمد، التي تهدف إلى تقديم حلول طاقة أكثر ذكاءً واستدامةً ومرونةً. في وقت يتجه فيه العالم نحو بدائل الطاقة النظيفة، لا سيما في التطبيقات خارج الشبكة والتطبيقات المتنقلة، ستلعب هذه الأنظمة دوراً أساسياً في تقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري وتقليل التأثيرات البيئية. تساهم كل وحدة من “إنستاجريد وان” (Instagrid ONE) في خفض انبعاثات الغازات الدافئة بنسبة تصل إلى 94٪ على مدار عمرها مقارنةً بالمولدات التقليدية، وتعمل بتكاليف تشغيلية سنوية أقل بعشر أضعاف، دون الحاجة إلى لوجستيات للوقود، ودون أي صيانة. إن تركيزنا على الأنظمة الهجينة والطاقة المتجددة والحلول الرقمية يدعم هذه التكنولوجيا بشكل أكبر، مما يسهم في بناء نظام طاقة أكثر استدامة ومرونة.

  • ما هي الفرص الاستراتيجية التي تفتحها أنظمة البطاريات المتنقلة من إنستاجريد في سوق الإمارات ومنطقة الخليج؟

تتمتع أنظمة البطاريات المتنقلة من “إنستاجريد” بفرص سوقية واعدة في الإمارات ومنطقة الخليج بشكل عام، خصوصاً في القطاعات التي تشهد زيادة ملحوظة في الطلب على حلول الطاقة المستدامة والمتنقلة خارج نطاق الشبكة. تتطلب قطاعات مثل البناء ولفعاليات والمرافق البحرية وخدمات الطوارئ مصادر طاقة مرنة وموثوقة، وهنا تأتي “إنستاجريد” لتسد هذه الفجوة عبر تقنيتها المتقدمة في توفير الطاقة النظيفة والمتنقلة. علاوة على ذلك، فإن رؤية الإمارات الطموحة في مجال الاستدامة ومبادراتها الحكومية مثل “صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050” توفر بيئة مثالية لازدهار هذه الحلول. وبالتالي، فإن “إنستاجريد” مؤهلة بشكل كامل لتحل محل مولدات الديزل التقليدية، مقدمةً بديلاً أنظف وأكثر هدوءاً وكفاءة من الناحية الاقتصادية، مع انعدام الانبعاثات في نقطة الاستخدام.

  • كيف يساهم قسم المسعود للطاقة في تحقيق أهداف استراتيجية الإمارات لصافي الانبعاثات صفرية بحلول عام 2050؟

في قسم “المسعود للطاقة”، نلتزم تماماً برؤية الإمارات لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. نحن نستثمر بكثافة في تبني تقنيات مبتكرة تعزز الاستدامة، مثل أنظمة الطاقة الهجينة ودمج الطاقة المتجددة وحلول تخزين الطاقة. تعد شراكتنا مع “إنستاجريد” ركيزة أساسية في تحقيق هذه الرؤية، حيث تحقق منتجاتها مؤشر الدائرية المادية بنسبة 48٪، مع قدرة فائقة على إعادة التدوير تتجاوز  90٪ ومعدل إصلاح يصل إلى 96٪ للمنتجات المعادة. هذه المؤشرات تبرز نهجاً دائرياً شاملاً للاستدامة، حيث يتكامل الابتكار مع المسؤولية البيئية.

  • كيف يسهم الذكاء الاصطناعي وإدارة الطاقة الذكية في تحسين أنظمة الطاقة الخاصة بكم؟

يعد الذكاء الاصطناعي وإدارة الطاقة الذكية أساسياً في عملية تحسين أنظمة الطاقة لدينا. من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، نتمكن من التنبؤ وتحليل احتياجات الطاقة وتحسين استخدام الوقود وضمان تشغيل فعال عبر مصادر الطاقة التقليدية والمتجددة على حد سواء. يتيح لنا استثمارنا في تقنيات الشبكات الذكية المراقبة الفورية والصيانة التنبؤية واتخاذ القرارات المستندة على البيانات، مما يعزز من اعتمادية حلول الطاقة التي نقدمها. كما أن الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تلعب دوراً محورياً في تقليل هدر الطاقة وزيادة كفاءة الوقود وضمان قدرة أنظمتنا على التكيف بسرعة مع التغيرات في الطلب. هذه التحولات الرقمية تمكننا من تقديم حلول طاقة أكثر استدامة وكفاءة ومرونة لعملائنا.

  • نظراً لحدة المناخ في المنطقة، كيف يصمم قسم “المسعود للطاقة” حلولاً مستدامة ومرنة؟

يعد تصميم الحلول المستدامة والمرنة في مواجهة المناخ القاسي في منطقة الخليج جزءاً أساسياً من استراتيجيتنا. تمثل درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة الشديدة والغبار الكثيف تحديات كبيرة، ولذلك نحرص على تصميم أنظمتنا بما يضمن كفاءتها العالية في هذه الظروف الصعبة. على سبيل المثال، قمنا بابتكار أنظمة الطاقة الهجينة والمتجددة مع التركيز على المتانة، مما يوفر اعتمادية استثنائية في البيئات القاسية. كما نولي أهمية خاصة لتطوير أنظمة طاقة قادرة على التكيف مع تقلبات درجات الحرارة، مدعومة بتصاميم مقاومة للعوامل الجوية وتقنيات تبريد متقدمة. إضافة إلى ذلك، توفر حلول الطاقة المتنقلة والمعبأة في الحاويات إمكانية الوصول إلى طاقة موثوقة في المناطق النائية أو الخارجة عن الشبكة، بغض النظر عن قسوة التحديات المناخية.

  • كيف تؤثر تقلبات أسعار الطاقة العالمية والاتجاهات الاقتصادية على استراتيجيات التسعير الخاصة بكم؟

لا شك أن تقلبات أسعار الطاقة العالمية والاتجاهات الاقتصادية تلعب دوراً أساسياً في تشكيل استراتيجيات التسعير لدينا. نحن نحرص على تقديم حلول تضمن قيمة مستدامة وطويلة الأمد، بحيث يتمكن عملاؤنا من الادخار في التكاليف على المدى الطويل. ومع التغيرات المستمرة في أسعار الطاقة، نعطي الأولوية للحلول التي تقلل من تكاليف التشغيل، مثل الأنظمة الهجينة التي تجمع بين المصادر المتجددة والطاقة الاحتياطية التقليدية. من خلال “إنستاجريد”، يحصل عملاؤنا على حل اقتصادي فعال، دون الحاجة للصيانة أو الوقود، مع ضمان تحقيق وفرات في التكلفة طوال فترة تشغيل النظام.

  • ما هو الدور الذي تلعبه الطاقة الهجينة والذكاء الاصطناعي في تعزيز مرونة إمدادات الطاقة في منطقة الخليج؟

تلعب أنظمة الطاقة الهجينة والذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تعزيز مرونة إمدادات الطاقة في منطقة الخليج. تضمن الأنظمة الهجينة، التي تجمع بين مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مع المولدات الاحتياطية التقليدية، استقرار إمدادات الطاقة، واعتماديتها حتى في ظل التقلبات الحادة في العرض أو الطلب. تقدم هذه الأنظمة حلاً مرناً ومستداماً يقلل من اعتماد المنطقة على الوقود الأحفوري مع الحفاظ على استقرار الشبكة الكهربائية. أما الذكاء الاصطناعي، فيتجسد دوره في المساعدة على الصيانة التنبؤية وتحقيق كفاءة قصوى في استهلاك الطاقة وضمان قدرة الأنظمة على التفاعل مع المتغيرات بشكل فوري. إن هذه التقنيات المتكاملة تمنحنا القدرة على بناء مستقبل طاقة أكثر كفاءة واستدامة لمنطقة الخليج.

You may also like