Home » تقرير بي دبليو سي: شباب الشرق الأوسط مستعدون للعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة

تقرير بي دبليو سي: شباب الشرق الأوسط مستعدون للعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة

by Elhadary

كشفت نتائج الشرق الأوسط المستخلصة من النسخة الثانية لتقرير “الآفاق المستقبلية للشباب حول العالم” الصادر عن بي دبليو سي أن الشباب في المنطقة حريصون على ريادة الجهود الرامية إلى النهوض بأهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، حيث أظهروا قدراً من الوعي والمشاركة أعلى من نظرائهم العالميين. وكان نحو 34% من المشاركين في منطقة الشرق الأوسط على دراية تامة أو كبيرة بأهداف التنمية المستدامة، مقارنة بنسبة 23% على مستوى العالم، ما يؤكد وجود فرصة كبيرة سانحة لتعزيز مشاركة الشباب في البرامج وصنع السياسات ذات الصلة.

ورصدت نتائج الشرق الأوسط في التقرير الآراء والتطلعات والمشاركات لنحو 810 طفل وشاب تتراوح أعمارهم ما بين 10 و30 عامًا من ثماني دول في المنطقة، وأشار التقرير إلى الأهمية البالغة لوجهات النظر الفريدة للمشاركين والتحديات التي واجهتهم والتطلعات التي يصبون إلى تحقيقها في تشكيل السياسات والمبادرات الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط. وأكد التقرير على الدور الحيوي الذي يلعبه جيل الشباب في الوقت الحاضر في بناء مستقبل أفضل للناس والكوكب.

وفي تعليقه على نتائج التقرير، صرح رامي الناظر، الشريك المسؤول عن القطاع الحكومي والعام في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة بي دبليو سي الشرق الأوسط، قائلاً: “إن شباب اليوم هم قادة الغد. وتمثل مشاركتهم في تشكيل التنمية المستدامة قيمة حتمية. فشباب الشرق الأوسط يهتمون بصورة فريدة وراسخة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة الطموحة على أرض الواقع. وفي هذا الصدد، يتناول تقريرنا ما لديهم من أولويات ومخاوف بصورة واضحة مع الإشارة إلى وجود فرصة هائلة أمام صانعي السياسات والمنظمات غير الحكومية والشركات والمبادرات المجتمعية لإشراك هؤلاء الشباب وتمكينهم بصورة كبيرة باعتبارهم أمناء وأوصياء لمستقبل العالم. ومن خلال منح الأولوية لمشاركة الشباب وتعزيزها، يمكن لمنطقة الشرق الأوسط أن تقود أجندة 2030 للتنمية المستدامة بطريقة هادفة ومجدية”.

وبحسب التقرير، صنف المشاركون من المنطقة المياه النظيفة والنظافة الصحية (الهدف 6 من أهداف التنمية المستدامة) ضمن أعلى أولوياتهم، مما يعكس حقيقة أن منطقة الشرق الأوسط تضم خمس من أكثر بلدان العالم معاناةً من نقص المياه في منطقة الشرق الأوسط. وجاء التعليم الجيد (الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة) في المرتبة الثانية، ومن بعده الصحة الجيدة والرفاه (الهدف 3 من أهداف التنمية المستدامة). كما منح المشاركون من المنطقة الأولوية للصناعة والابتكار والهياكل الأساسية (الهدف 9 من أهداف التنمية المستدامة) والسلام والعدل (الهدف 16 من أهداف التنمية المستدامة) أكثر من المتوسط ​​العالمي، ما يعكس الرغبة في تحقيق السلام وسط الاضطرابات الجيوسياسية والنمو الاقتصادي المدعوم بالابتكار.

وتعزى دراية الشباب في منطقة الشرق الأوسط بأهداف التنمية المستدامة بالأساس إلى مبادرات التوعية والتثقيف التي تطلقها الحكومات في جميع أنحاء المنطقة. وتمنح خرائط الطرق والمبادرات الاستراتيجية، مثل مجلس الشباب الاستشاري لأهداف التنمية المستدامة في الإمارات التي يخضع لإشراف اللجنة الوطنية الإماراتية لأهداف التنمية المستدامة وأجندة رؤية المملكة العربية السعودية 2030، الأولوية لإشراك المواطنين والرفاه والتنمية المستدامة، مما يغرس الثقة القوية في القيادة. ويثق 65% من المشاركين في المنطقة ثقة كبيرة في حكوماتهم ويعتبرونها بمثابة المحركات الصانعة للتغيير الإيجابي، وهو ما يتناقض تماماً مع النتائج العالمية التي رأى فيها 38% فقط من المشاركين حكوماتهم على أنها تبذل قدراً كافياً من الجهود التي تخدم الناس والكوكب.

يُظهر التقرير تقديرًا كبيرًا لجهود الحكومة في حماية البيئة وحفظ المصلحة العامة، حيث يُدرك الشباب دور الحكومة المهم في هذا المجال، مع الإشارة أيضًا إلى أن المجتمع (53٪) وقطاع الأعمال (50٪) يلعبان دورًا حيويًا. من ناحية أخرى، يعتبر 45٪ فقط من الشباب أن المنظمات غير الحكومية والدولية تُحدث تغييرًا كافيًا. وهذا يشير إلى وجود فرصة قيمة أمام هذه المنظمات لإشراك الفئات السكانية الشابة في المبادرات والبرامج المجدية والهادفة.

وبالإضافة إلى معدلات الوعي فوق المتوسطة، أشار التقرير أيضاً إلى أن الشباب في منطقة الشرق الأوسط أكثر نشاطًا في المشاركة في مبادرات أهداف التنمية المستدامة، التي يولونها الأهمية، مقارنةً بنظرائهم العالميين. وتعتبر “فجوة الأداء” (أي الفارق بين الأهمية التي تحظى بها أهداف التنمية المستدامة والمشاركة الفعلية للشباب في تحقيق تلك الأهداف) أقل في المنطقة. ويعزى ذلك جزئياً إلى برامج تمكين الشباب على مستوى المنطقة التي تشركهم في مشاريع التنمية وصنع السياسات وبرامج السفراء التي تحفز المشاركة.

وقد أدى التكامل الاستراتيجي لأهداف التنمية المستدامة في خرائط الطرق الحكومية، مقترناً ببرامج ومبادرات إشراك الشباب في جميع أنحاء المنطقة، إلى زيادة مستويات الوعي والمشاركة والثقة التنظيمية. ويؤكد التقرير على التعاون والمسؤولية الجماعية باعتبارهما عاملين محوريين في تمكين التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة والعادلة، ما يمهد الطريق أمام مستقبل أفضل.

You may also like