انطلقت في مركز دبي التجاري العالمي يوم 27 مايو الماضي، أعمال المؤتمر الدولي للقمة الـ 26 للكيمياء السريرية والمخبرية، التي تقام لأول مرة في دولة عربية منذ 70 عاماً بمشاركة وحضور ممثلين عن 116 دولة و 3200 مختص حول العالم ورؤساء 62 منظمة بحثية ودولية.
وأقيمت القمة تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش الرئيس الأعلى لجمعية الإمارات للأمراض الجينية التي نظمت الحدث.
وتعد القمة، التي تقام بمناسبة مرر 20 عاماً على تأسيس جمعية الإمارات للأمراض الجينية وتستمر خمسة أيام بمركز دبي التجاري العالمي، فرصة لتبادل المعرفة والخبرات بين المجتمع العلمي العالمي والإقليمي حيث تشمل فعالياتها تنظيم ثلاثة مؤتمرات طبية موازية تضم الدورة الـ17 لمؤتمر الاتحاد العربي للكيمياء الحيوية، والدورة العاشرة لمؤتمر الجمعية السعودية للكيمياء الحيوية، والمؤتمر الدولي الثامن للإضطرابات الجينية لمناقشة علم الوراثة والجينوم واكتشافات المايكروبيوم وطول العمر الصحي والخلايا الجذعية و الطب التجديدي وجينوم الأمراض النادرة، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي للصحة العالمية، وعلم الجينوم في الواقع الافتراضي.
وفي كبمته الافتتاحية خلال القمة، قال معالي حميد محمد القطامي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية: ” تأتي هذه القمة في وقت تسعى فيه دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تعزيز الاستثمار في البحوث والدراسات، وتشجيع الشباب على الابتكار والبحث العلمي”.
وأضاف: ” تهتم دولة الإمارات بهذا النوع من الاستثمار تحقيقاً لاستراتيجيتها في الاستدامة وتحقيق حياة صحية طويلة ومتجددة والارتقاء بجودة الحياة التي تعتبر من أولويات استراتيجية حكومة دولة الإمارات.
وأشار إلى أن هذا الحدث الدولي يؤكد أهمية تبادل الخبرات والمعرفة، والعمل فريقا واحدا من أجل رسم خارطة طريق لطب المستقبل، الذي يسعى إلى تحقيق الصحة والعافية للبشرية جمعاء ويهدف إلى تعزيز التعاون الدولي وبناء شراكات استراتيجية تعزز من مسارات التطور العلمي والطبي.
المؤتمر في دولة عربية لأول مرة منذ 70 عاما
وأكد أن استضافة دولة الإمارات لهذا المؤتمر العالمي لأول مرة في دولة عربية منذ 70 عاماً، يبرز دورها الريادي في تنظيم واستضافة الفعاليات العلمية العالمية كونها تسعى إلى التطوير المستمر بما يعود بالنفع على الإنسان باعتبار أن الصحة للجميع ومن خلال الجميع.
وشدد القطامي، على أهمية الاستثمار في الصحة، والوقاية باعتبارها الخطوة الأولى نحو بناء مجتمعات صحية ومزدهرة، مؤكدا أهمية دعم وتشجيع البحث العلمي والطب القائم على البراهين والأدلة العلمية، فهما الأساس لتقديم الرعاية الصحية ذات الجودة وتحقيق التطور في مجالات الطب والكيمياء السريرية والطب الجيني.
من جهتها، قالت الدكتورة مريم محمد مطر، المؤسسة ورئيسة جمعية الإمارات للأمراض الجينية إن المؤتمر الدولي للقمة الـ 26 للكيمياء السريرية والمخبرية التي تستضيفها دولة الإمارات كأول دولة عربية، يتميز بإضافة محاور جديدة وتراعي احتياجات عالمنا العربي.
تخصيص 20% من موضوعات القمة لمناقشة التحديات الصحية
وتابعت: “بناء على طلب الجمعية تم تخصيص 20 % من أعمال وموضوعات القمة على مدار أيامها لمناقشة الأولويات والتحديات الصحية للمنطقة العربية”.
وأشارت إلى أن من بين المحاور والموضوعات الجديدة للحدث، الفحوصات المعتمدة لتقدير وفحص العمر الصحي للإنسان، والاستدامة في الصحة والحلول، والفحوصات الجينية، منوهة إلى أن 4 % من التأثير السلبي على البيئة تسببه المختبرات الطبية بسبب ما ينتج عنها من نفايات طبية.
تسع جوائز في مجالات طب الجينوم والذكاء الاصطناعي
وفي تصريحات سابقة، قالت الدكتورة مريم مطر إن الجمعية ستقدم للعام الثامن على التوالي تسع جوائز دولية في مجالات طب الجينوم والذكاء الإصطناعي والصحة الدقيقة خلال هذا الحدث، بهدف دعم رؤية الإمارات وخلق بنية تحتية للرعاية الصحية على مستوى عالمي.
وعلقت على ذلك بقولها: “الجوائز مهمة في دعم البحث والابتكار في مجال الوراثة وتحسين جودة الرعاية الصحية وتعزيز الوعي بالاضطرابات الجينية”.
وأشارت إلى أن العلماء والباحثين سيناقشون خلال الحدث تحديات الأمراض الوراثية، والاضطرابات الجينية والاستدامة في النظام الصحي والابتكار في علم الجينات السريري، مضيفة أن القمة تمثل فرصة مهمة للعلماء والباحثين في مجال الكيمياء السريرية والطب المخبري لتبادل الخبرات والاطلاع على أحدث التطورات في هذا المجال، مع تقديم أوراق بحثية هامة وعروض عن أحدث العلاجات والتشخيصات بالوسائل التكنولوجية.
وأشارت الدكتورة مريم مطر إلى أن جمعية الإمارات للأمراض الجينية تعد أحد الركائز الأساسية في دعم الصحة والبحث العلمي في الإمارات حيث تسعى للحد من انتشار الاضطرابات الجينية وتعزيز الوعي بأهميتها.
دبي تفوز بمنافسة استضافة القمة
وفي تصريحات سابقة، من جانبها قالت الدكتورة شيخه المزروعي مقررة اللجنة العلمية للحدث إن القمة الـ 26 للكيمياء السريرية والمخبرية تعقد لأول مرة منذ عام 1954خارج قارة أوروبا.
وتابعت : ” فازت دبي باستضافة القمة في ايطاليا العام الماضي بعد منافسات شديدة بين الدول العربية والأجنبية، نظراً للسمعة التي تتمتع بها دبي كوجهة عالمية تحتضن مثل هذه الفعاليات الكبرى ما يعزز مكانة الإمارات والمنطقة العربية في مجال العلوم الطبية”.
ولفتت إلى أن قائمة المشاركين في الحدث تضم علماء وباحثين من الدول العربية وقارة أفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى والجنوبية ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ بهدف تبادل الخبرات، والاطلاع على أحدث ما توصل إليه الطب في مجال الفحوصات المخبرية والعلاجات السريرية، وطرق التشخيص بإستخدام الوسائل التكنولوجية.
تقديم أوراق بحثية لأول مرة
وأضافت الدكتورة شيخة المزروعي أن جلسات القمة تتضمن تقديم أوراق بحثية تعرض لأول مرة في مجال تطوير الفحوصات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وأحدث العلاجات المطروحة في علاج السرطان والزهايمر، مؤكدة أن المؤتمر يعد فرصة كبيرة ومهمة لكافة الأطباء المتخصصين في مجال الكيمياء السريرية والطب المخبري.