نظم المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) حفلًا خاصًا للاحتفال باليوم العالمي للمرأة وتخريج المجموعة الثالثة لبرنامج زمالة القيادات العربية في الزراعة (أولى) وذلك في مقر المركز في دبي.
ويهدف برنامج (أولى)، الذي يعتبر الأول من نوعه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى تمكين الباحثات من جميع أنحاء المنطقة لقيادة التغييرات الإيجابية في الزراعة وإنتاج الغذاء والاستدامة البيئية، مع التصدي للتحديات التي تعترض مسيرتهن المهنية.
وقالت سعادة رزان خليفة المبارك، رائدة الأمم المتحدة للمناخ لمؤتمر الأطراف (COP28)، ورئيس الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN)، ورئيس مجلس إدارة إكبا: “على الرغم من أن النساء يشكلن حوالي 43 في المائة من القوى العاملة الزراعية في البلدان النامية، إلا أنهن يفتقرن إلى الحقوق والموارد؛ حيث أن أقل من 20 في المائة من مالكي الأراضي في العالم هم نساء. وللأسف، الوضع ليس مختلفا في مجال العلوم، إذ أن ما يقارب 30 في المائة من الباحثين في العالم هم من فئة النساء. وبالرغم من أن هذه النسب ليست مُرضية، إلا أنها لا ينبغي أن تُشكّل عائقًا أمام استمرارنا في العمل نحو تحقيق هدفنا المشترك.
وأضافت سعادتها: “يجب أن نضاعف جهودنا لمعالجة المساواة بين الجنسين بجميع أشكالها لتعزيز النمو المستدام والابتكار ولاعتباره ضرورة اقتصادية.”
ويعتبر برنامج (أولى) منصة لمساعدة الباحثات في بداية ومتوسط حياتهن المهنية في القطاع الزراعي لتبادل الأفكار والخبرات، والتعاون على مشاريع مختلفة تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي والمائي والتغذية في المنطقة.
من جانبها، قالت الدكتورة طريفة الزعابي، المدير العام للمركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا): “يدعم برنامج (أولى) الأبحاث التي تبين أن المرأة تؤدي دورًا حاسمًا في الابتكار ويمهد لهن المزيد من الفرص في قطاع البحث والتطوير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعلى مستوى العالم. فقد شمل البرنامج تزويد الباحثات من المنطقة بالمهارات والموارد اللازمة لتعزيز نموهن الشخصي والمهني”.
وتابعت: “نحن نعمل أيضًا على مبادرات أخرى تتناول قضايا النوع الاجتماعي على مختلف المستويات حيث أطلقنا خلال مؤتمر الأطراف (كوب 28) مبادرة عالمية جديدة تسمى التحالف النسائي للعمل المناخي في الزراعة لحشد الجهود والشركاء لدفع العمل المناخي الذي تقوده النساء في جميع أنحاء العالم.”
وشملت النسخة الثالثة لبرنامج زمالة القيادات العربية في الزراعة (أولى) بتمويل من مؤسسة بيل ومليندا غيتس، مجموعة من الدورات الافتراضية والتعلم الإلكتروني المصممة لتحسين مهارات البحث والقيادة وإدارة المشاريع للمشاركات، بالإضافة إلى مهارات أخرى حيث تمكنت 20 باحثة من الجزائر ومصر والأردن ولبنان والمغرب وعُمان وتونس والإمارات العربية المتحدة من اكمال البرنامج ومدته ثمانية أشهر.
وقال السيد جيمس كارتي، نائب مدير شؤون الشرق الأوسط وشرق آسيا بالوكالة في مؤسسة بيل ومليندا غيتس: “تقديم الإمكانات الكاملة للباحثات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضروري للتصدي للتحديات العالمية الملحة التي نواجهها جميعًا، وبخاصة تلك التي يطرحها تغير المناخ، و نحن مسرورون لدعم برنامج (أولى) الذي يساهم في تقليل الفجوة بين الجنسين في مجال الزراعة وضمان نتائج أكثر عدالة”.
وتشير الدراسات الى انخفاض عدد النساء بشكل غير متناسب في المناصب البحثية والقيادية العليا في المنطقة. اذ يبلغ متوسط نسبة الباحثات في المنطقة 17 في المئة – وهي أدنى نسبة في العالم.
وتظهر هذه الفجوة بشكل أوضح في التوظيف في منظمات البحوث والإرشاد الزراعي. وهذا يعني أن تدابير السياسة والاستثمار في الزراعة قد لا تكون فعالة بالقدر التي يمكن أن تكون لأنها لا تعكس بشكل كامل المساواة بين الجنسين.
لذلك تعاون المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) مع مؤسسة بيل ومليندا غيتس والبنك الإسلامي للتنمية لتصميم برنامج (أولى) في العام 2016 لسد هذه الفجوة وأطلق في العام 2019 البرنامج بدعم من المؤسستين وبرنامج أبحاث القمح للمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية. شملت الدفعتان الأولى والثانية من برنامج الزمالة 38 باحثة من سبع بلدان هي الجزائر ومصر والأردن ولبنان والمغرب وتونس والإمارات العربية المتحدة.