Home » د.فراس العسلي مدير مركز الطاقة المتجددة بالجامعة الهاشمية: معرض الشرق الأوسط للطاقة منصة للإلهام والتعاون

د.فراس العسلي مدير مركز الطاقة المتجددة بالجامعة الهاشمية: معرض الشرق الأوسط للطاقة منصة للإلهام والتعاون

by Elhadary

تنطلق غدا أولى فعاليات الدورة التاسعة والأربعين لمعرض الشرق الأوسط للطاقة، في الفترة ما بين 17 إلى 19 أبريل، ليتضمن الكثير من المناقشات بين الخبراء والمهتمين بصناعة الطاقة، حول وسائل تحقيق أمن واستدامة الطاقة، وذلك في ظل ارتفاع الطلب والحاجة الماسة إلى التحول إلى الحلول المستدامة .

وتُقام الفعالية تحت رعاية وزارة الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتشغل 14 قاعة عرض تمتد على مساحة تصل إلى 28,500 متر مربع في مركز دبي التجاري العالمي.

ويأتي المعرض، بعد إقرار 118 دولة مشاركة في مؤتمر COP28 العام الماضي، بخطة طموحة هدفها مضاعفة استخدام الاقة المتجددة بمقدار ثلاثة مرت بحلول عام 2030، لتقليل الاعتماد على الطاقة التقليدية التي تتطلب زيادة استخدام الوقود الأحفوري.

 وفي هذا السياق، تحدثت ESG Mena  مع الدكتور فراس العسلي، مدير مركز الطاقة المتجددة والأستاذ المشارك في قسم الهندسة الكهربائية في الجامعة الهاشمية في الأردن، وأحد المتحدثين المشاركين في المعرض في جلسة يتناول فيها موضوع “تحليل مرونة شبكات الكهرباء الذكية في ظلّ التهديدات السيبرانية والمادية”.


١ما هي أهم القضايا التي سيناقشها معرض الشرق الأوسط للطاقة؟

يعتبر معرض الشرق الأوسط للطاقة منصة رائدة وملهمة في قطاع الطاقة، وهو يُعد محطة مهمة لمناقشة التحديات والتطورات التي تؤثر على مستقبل الطاقة في المنطقة. المعرض فرصة لاحتضان وتقديم اهم مسارات التكنولوجيا والابتكار في مجال الطاقة، حيث يُعرض فيه أحدث التطورات التكنولوجية التي تشمل كلًا من الطاقة التقليدية والطاقة المتجددة. يركز المعرض أيضًا على الاستدامة والبيئة، حيث يتناول الجهود المستمرة لتحسين الاستدامة في قطاع الطاقة، بما في ذلك الاستثمار في تكنولوجيا الطاقة المتجددة وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة.

بالإضافة إلى ذلك، يسلط المعرض الضوء على التحديات الهندسية والتقنية التي تواجه قطاع الطاقة في المنطقة، ويتناول التطورات في حلول الهندسة والتكنولوجيا للتعامل معها بطرق فعّالة. ومن بين المواضيع المهمة التي تُعرض في المعرض للعام 2024 هي أهمية تطوير الشبكات الكهربائية الذكية، والتحديات والفرص المتعلقة بتكنولوجيا الشبكات الذكية، مثل تحسين كفاءة توزيع الطاقة، وتقليل فاقد الطاقة، ودمج الطاقة المتجددة بشكل أكثر فعالية، وتحسين استجابة الشبكة للطلب المتغير، والتحديات في مجال تأمين الشبكات الذكية ضد التهديدات السيبرانية.

2-ما أهمية انعقاد معرض الشرق الأوسط للطاقة 2024 في ظل تداعيات تغير المناخ وطموح مضاعفة أهداف الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول 2030؟

مع تزايد الوعي العالمي والاقليمي بتداعيات تغير المناخ وضرورة التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة، يأتي معرض الشرق الأوسط للطاقة 2024 كمنصة مهمة جداً للتعريف بأحدث التقنيات والابتكارات في مجال الطاقة المتجددة وتعزيز إدماجها ضمن الشبكات الكهربائية. يواجه العالم تحديات جسيمة بسبب تغير المناخ، مما يتطلب تبني استراتيجيات جادة للحد من الانبعاثات وتحقيق الاستدامة في قطاع الطاقة

مع تضاعف الجهود لتحقيق أهداف الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، يصبح من المهم جداً أن يكون هناك منصة كبرى لتبادل المعرفة والتجارب وتحفيز للاستثمار في هذا القطاع المحوري. وهنا يأتي دور معرض الشرق الأوسط للطاقة 2024، حيث يجمع بين الشركات الرائدة والمهتمين والخبراء في مجال الطاقة لمناقشة التحديات والفرص التي تنشأ نتيجة لتغير المناخ وتطورات السوق، حيث يوفر معرض الشرق الأوسط للطاقة 2024 منصة فريدة لعرض أحدث التقنيات والحلول في مجال الطاقة المتجددة، وكذلك لبناء شبكات عمل قوية بين الشركات والمؤسسات والجهات الحكومية والمستثمرين. بالإضافة إلى ذلك، يسهم المعرض في زيادة الوعي بأهمية الاستثمار في الطاقة المتجددة وتعزيز الشراكات الاستراتيجية لتحقيق الأهداف المستدامة في هذا المجال. يُعتبر معرض الشرق الأوسط للطاقة 2024 فرصة حيوية للمشاركين للمساهمة في جهود التحول نحو مستقبل أكثر استدامة وللتعرف على أحدث التطورات في قطاع الطاقة المتجددة وتبادل الخبرات والمعرفة في هذا المجال الحيوي.


3-
اشرح لنا الدور الذي تقوم به شبكات الكهرباء الذكية؟ ما أهميتها ودورها في مواجهة التهديدات المختلفة؟

شبكات الكهرباء الذكية (Smart Grids) هي شبكات الطاقة الكهربائية المتطورة التي تستخدم تقنيات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتحسين كفاءة توليد ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية.

تتيح الشبكات الذكية استخدام البيانات في الوقت الفعلي والتحكم الأوتوماتيكي لتحقيق التوازن بين العرض والطلب وتحسين جودة الخدمة للمستهلكين. وتعد شبكات الكهرباء الذكية ركيزة أساسية في تحقيق التحول نحو استخدام الطاقة النظيفة والمستدامة، وذلك في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه العالم نتيجة التغيير المناخي. 

تأتي أهمية هذه الشبكات في دورها الحيوي في تعزيز كفاءة توزيع الطاقة وتكامل مصادر الطاقة المتجددة في الشبكة الكهربائية، مما يسهم في تحسين الاستدامة في قطاع الطاقة. من خلال تحليل البيانات في الوقت الفعلي وتقنيات التحكم الأوتوماتيكي تساعد الشبكات الذكية في تحسين استجابة الشبكة للطلب المتغير وتقليل فاقد الطاقة. كما تعزز قدرة الشبكة على التكيف مع التحديات المتنوعة، بما في ذلك التهديدات السيبرانية والتغيرات المناخية والكوارث الطبيعية، من خلال تعزيز الأمان السيبراني وتحسين إدارة الطاقة في ظروف الطوارئ. وعليه، تلعب شبكات الكهرباء الذكية دورًا حيويًا في تحقيق أهداف الطاقة المستدامة ومواجهة التحديات الطاقوية المتنوعة، وتمثل نقطة انطلاق أساسية في بناء مستقبل طاقة أكثر استدامة وأمانًا.


٤-كيف تقيم الانتقال الي الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ؟

تشهد الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحولاً تدريجياً نحو استخدام الطاقة المتجددة، مع تزايد الوعي بأهمية تحقيق الاستدامة البيئية وتنويع مصادر الطاقة.

يعكس هذا التحول الاهتمام المتزايد بالطاقة الشمسية والرياح والطاقة النووية وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة، ويعزز الاستثمار في هذه القطاعات. من جهة أخرى، يظهر العديد من الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تقدماً كبيراً في تطبيق مشاريع الطاقة المتجددة. فقد شهدت العديد من الدول إطلاق مبادرات وسياسات لتعزيز استخدام الطاقة المتجددة، بما في ذلك تشريعات تشجيعية وتسهيلات للمستثمرين في هذا المجال. حيث  تخطط دول عربية لأكثر من 73 غيغاوات من مشاريع الطاقة المتجددة، وهي زيادة بأكثر من خمسة أضعاف في السعة الحالية، والتي ستمثل جنبًا إلى جنب مع المشاريع التشغيلية 91٪ من أهداف جامعة الدول العربية للطاقة المتجددة 2030.

على الرغم من التقدم المحقق، إلا أن هناك تحديات تبقى تحتاج إلى مواجهتها في عدد من البلدان العربية، مثل توافر التمويل وتقنيات النقل والتخزين والتحديات السياسية والتشريعية. بالإضافة إلى ذلك، تتطلب تحقيق التحول نحو الطاقة المتجددة التعاون الدولي والتزاماً من قبل الحكومات والقطاع الخاص. وعلى سبيل المثال 2٪ فقط من الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة في العقدين الماضيين كانت في أفريقيا. بشكل عام، يمثل الانتقال إلى الطاقة المتجددة فرصة هامة لتحقيق الاستدامة البيئية وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.


٥ما هي أهم التحديات التي تواجهنا للانتقال الي الطاقة المتجددة بشكل كامل ؟

عند النظر إلى الانتقال إلى الطاقة المتجددة بشكل كامل، نجد أن هناك عدة تحديات تعترض طريقنا. من بين أهم هذه التحديات:

1. التكلفة الاقتصادية: تعتبر التكلفة الاقتصادية لبناء مشاريع الطاقة المتجددة من أكبر التحديات لعدد من البلدان في منطقتنا. على الرغم من انخفاض تكلفة التقنيات المتجددة في السنوات الأخيرة، إلا أنها لا تزال تشكل تحدياً للعديد من الدول، خاصةً الدول ذات الاقتصادات الناشئة.

2. تحديات التخزين والتوزيع: تشكل قدرة تخزين الطاقة وتوزيعها بشكل فعّال تحدّياً كبيراً لزيادة نسب إدماج مصادر الطاقة المتجددة في شبكاتنا. يتطلب الانتقال الكامل إلى الطاقة المتجددة تطوير بنية تحتية قوية للتخزين والتوزيع، وهو أمر يتطلب استثمارات ضخمة وتخطيط مستدام.

3. التحديات التقنية والتكنولوجية: هناك تحديات تقنية وتكنولوجية في تطوير وتنفيذ تقنيات الطاقة المتجددة، مثل تحسين كفاءة الخلايا الشمسية وتقنيات تخزين الطاقة وايجاد طرق تقنية لحل الاشكاليات المرتبطة بربط مصادر طاقة متجددة على الشبكات الكهربائية القائمة بشكل كبير.

4. التحديات السياسية والقانونية: يوجد تحديات سياسية وقانونية في بعض دول المنطقة لتطبيق السياسات الداعمة للطاقة المتجددة، بما في ذلك مشاريع التشريعات والرخص البيئية والضوابط البيئية مع عدم القدرة على تطوير وتحديث البنية التحتية القائمة.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر مصادر الطاقة المتجددة متغيرة بشكل أساسي، حيث تعتمد بشكل كبير على الظروف الجوية. ومن المتوقع أن يؤدي زيادة استخدام الطاقة المتجددة إلى تغييرات في نمط العرض والطلب على الطاقة على مستوى السوق العالمية، مما يشكل تحديات جديدة لصناعة الطاقة والاقتصاد بشكل عام. مواجهة هذه التحديات يتطلب تعاوناً دولياً وتحفيزاً للابتكار وتطوير السياسات الفعّالة التي تدعم الانتقال الكامل إلى الطاقة المتجددة.

أجرت المقابلة: هدير الحضرين صحفية أولى بـESG Mena Arabic

You may also like