في السنوات الأخيرة، بدأ المغامر المصري علي عبده، مبادرة مثيرة للإعجاب للتوعية بقضايا التغيرات المناخية والاستدامة، حيث استقل دراجته الكهربائية في رحلات طويلة بمشاركة العديد من أصدقائه، متوجهاً نحو البلاد التي تستضيف مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي، والمعروف إعلامياً بالكوب، للتوعية بأهمية هذه القضايا.
يسعى الرحالة المصري علي عبده، الذي منحته وزاة التخطيط والتنمية الاقتصادية في مصر لقب “سفير التنمية المستدامة”، لخلق تأثير إيجابي من خلال مبادرته التي تحمل اسم “الرحلة إلى 2030” ، و في رحلته القادمة، يخطط عبده للسفر من الإمارات العربية المتحدة إلى أذربيجان للمشاركة في مؤتمر COP29، بهدف نشر الوعي بقضايا تغير المناخ وتعزيز الاستدامة.
وأجرت ESG Mena مقابلة مع علي عبده، ليتحدث عن تفاصيل رحلته القادمة إلى دولة أذربيجان التي تستضيف COP29 ، وعن رسالته في إلهام وتشجيع الآخرين على تبني القضايا البيئية
- في البداية عرفنا أكثر عن نفسك وعن سبب اهتمامك بالقضايا البيئية؟
عمري 39 عاماً وأعيش في محافظة الأسكندرية في مصر، وآخر وظيفة كنت أعمل بها هي مدير لقسم المسؤولية المجتمعية في شركة IBM.
أنا متخصص في مجال تغير المناخ، وحصلت على لقب سفير التنمية المستدامة من وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية في مصر، وأيضاً أنا أول عربي يسجل رقم قياسي في قيادة مركبة كهربائية ، كما أسست مبادرة “الرحلة إلى 2030”.
- كيف بدأت فكرة الرحلة بالدراجة الكهربائية إلى الدول التي تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ؟
بدأت أسافر بالدراجة عام ٢٠١٣ ، أي من حوالي ١١ سنه تقريبا، وكان هدفي حينها أن أتعرف على المناطق بشكل مختلف و أعرف المزيد عن الناس و عادتهم و تقاليدهم و تاريخهم .
ومنذ بداية عام 2020، بدأت في استخدام دراجه كهربائية لأقوم برحلات توعية بأهداف التنمية المستدامة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
- كم رحلة قمت بها لدعم الاستدامة، وما الذي شجعك على ذلك؟
قمت برحلات كثيرة، لكن في السنوات الأربعة الأخيرة، كانت أنشطتي مركزة على دعم أهداف التنمية المستدامة، وأبرزها الرحلة التي قمت بها إلى قمة المناخ cop27 حيث زرت العديد من المحافظات والمناطق المصرية للتوعية بقضية التغيرات المناخية، وتوثيق التحديات والفرص في مجال العمل المناخي، وتسليط الضوء على قصص النجاح المختلفة، واستقبلني عند الوصول رئيس الجمهورية المصري السيد عبد الفتاح السيسي، كما تم اختيارنا كأحد المبادرات البارزة لمكافحة التغيرات المناخية من COP28
وفي العام الماضي قمت برحلة من مصر إلى دولة الإمارات العربية التي استضافت cop28 ، ومررت بالعديد من الدول العربية لتوعية الشباب بقضايا التغيرات المناخية، وكانت هذه الرحلة تحت رعاية رئاسة مؤتمر المناخ ٢٧ و جامعة الدول العربية وعدد من الجهات الحكومية في مصروالدول العربية.
وما أثار حماستي، أنني وجدت الكثير من الشباب المتحمسين للانضمام إلى العمل المناخي بطرق مبتكرة وبسيطة، والاستفادة من تضافر جهودهم مع جهود الحكومات ومنظمات المجتمع المدني.
- في رأيك ما أهمية هذه المبادرات في دعم أهداف الاستدامة والقضايا البيئية؟
في وجهة نظري الأفراد هم أساس أي تغيير، وأي مبادرة تستهدف تغير سلوك الافراد و توعيتهم بقضية ملحة يكن لها أثر بارز، على سبيل المثال، خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، استطعت تحقيق أربعة أرقام في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وهي أطول مسافة قيادة دراجة كهربائية خلال ٢٤ ساعة، وأطول رحلة في العالم على دراجة كهربائية، و أطول رحلة في العالم على دراجة كهربائية داخل دولة واحدة، وأكبر عدد مدن تم زياتها على دراجة كهربائية في رحلة متصلة.
وحصلت المبادرة على اهتمام كبير في الإعلام المحلي والدولي، مما ادى إلى انتشار الفكرة والأثر من خلال الجامعات والمدارس التي يرتادها الشباب.
4-كم فرد يشارك عادة في رحلتك؟
فريقي مكون من ٤ أفراد يتواجدون معي لدعم وتوثيق الرحلة، وتصوير القصص التي نرصدها والمقابلات التي نجريها، والمساعدة في تنفيذ الأنشطة في الأماكن التي نزورها.
- ما هي خطتك للرحلة القادمة إلى أذربيجان للمشاركة في cop29?
في COP28 ، أعلنت أنني سأكمل الرحلة إلى قمة المناخ في أذربيجان، وسأستمر في الرحلات حتى حلول عام ٢٠٣٠ بهدف زيارة أكبر قدر من الدول للتوعية بقضية تغير المناخ، وحث الناس على المشاركة في التغيير.
وهذا العام، سوف نغادر من دولة الإمارات حتى أذربيجان ، وسأمر بعدد من الدول مثل السعودية و قطر والبحرين والكويت والعراق وتركيا وجورجيا، لزيارة المدارس والجامعات، وعقد الشراكات مع المجتمع المدني و الحكومات لتعزيز مكافحة تغير المناخ.
6-هل هناك تحديات واجهتك أثناء الرحلة الماضية إلى cop28 ?
الرحلات التي نقوم بها هي الأولى من نوعها، لذلك يجب الإعداد لها جيدا، ونحتاج إلى شهور من العمل والتحضير واللتنسيق المسبق مع كل الجهات المختلفة في كل دولة.
ودائماً تواجهنا مشكلة متعلقة بالتمويل، لأنه ليس من السهل إقناع الرعاة أو الجهات بدعم نشاط جديد ، إضافة إلى الخطوات التي نقوم بها للحصول علي التأشيرات و المرور بين الدول و تنفيذ فاعليات في كل دولة، لاختلاف القوانين و القواعد من دوله للأخرى، لكننا نحاول أن يكون لدينا شريك مجتمعي في كل دولة لمساعدتنا على إنهاء هذه الإجراءات.
7-هل لديك خطط اخرى للمبادرات المتعلقة بالتوعية البيئية ودعم الاستدامة؟
خطتي الحالية هي استمرار أنشطة المبادرة علي مدار العام، مثل إقامة رحلات داخل الدولة لدعم العمل البيئي والمناخي، وتشجيع ريادة الأعمال الخضراء، وتزويد الشباب بالمهارات اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة.
أجرت المقابلة: هدير الحضري، صحفية أولى في ESG Mena Arabic