في العام الماضي، استضافت الإمارات العربية المتحدة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP28 والذي انتهى بالتعهد بالتحول بعيداً عن الوقود الأحفوري، والالتزام بهدف طموح وهو مضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030.
وفي هذا السياق، أجرت ESG Mena ، مقابلة مع د. جواد الخراز، المدير التنفيذي للمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة (RCREEE)، للتعرف على المزيد عن حدث “أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة” الذي سيقام في الفترة من 1 إلى 3 أكتوبر 2024 في القاهرة بمصر، ودعمه لأهداف منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في التحول نحو الطاقة المستدامة، كما تسلط المقابلة الضوء على التحديات التي تواجه هذه العملية، وأهمية الشراكات بين القطاع الحكومي والخاص في هذا المجال.
وإلى نص المقابلة:
-متى بدأتم أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة (CSEW) ، وما أهميته في تعزيز استخدام الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟
أطلقنا أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة لأول مرة في شهر أكتوبر العام الماضي ليكون بمثابة منصة سنوية للتشبيك بين صناع القرار وممثلي الحكومات العربية في قطاع الطاقة، وممثلي القطاع الخاص، والمؤسسات التمويلية الدولية والإقليمية والمحلية ، وبين كل العاملين بقطاع الطاقة.
والهدف من الحدث مناقشة كل التحديات المتعلقة بانتقال الطاقة في المنطقة، مثل الحياد الكربوني والطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في القطاعات الاقتصادية المختلفة، وبناء القدرات والنقاش حول التمويل وكيفية الحصول عليه للمساهمة في دعم مشروعات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، وموضوعات أخرى مثل الهيدروجين الأحضر والحفاظ على التنوع البيولوجي أثناء تطوير مشروعات الطاقة المتجددة، والاقتصاد الدائري.
وتم تنظيم النسخة الأولى من الحدث بالتعاون مع قسم الطاقة في جامعة الدول العربية، ومع الاسكوا، بالتوازي مع انعقاد المنتدى العربي للطاقة المتجددة الذي ينظم كل سنتين، ومع المجلس العربي الوزاري للكهرباء، وحضره خمسة وزراء طاقة من الدول العربية، وشركات كبرى وممثلون من دول كثيرة وكان مؤتمر ناجحا.
وهذا العام، نطمح إلى تنظيم مؤتمر أكبر، بمشاركة عدد كبير من ممثلي القطاع الحكومي والخاص من دول العالم كله، مما سيمثل نقلة نوعية على مستوى المؤتمرات الإقليمية المتخصصة في الطاقة المستدامة في المنطقة.
وستنعقد النسخة الثانية هذه السنة بالتعاون مع شركة بيربا العمانية، وهذا سيسمح بمشاركة وفد عماني عالي المستوى فضلا عن شركاء استراتيجين آخرين من بينهم جامعة الدول العربية والاسكوا.
2-كيف يساعد الحدث على ربط ممثلي الحكومة والشركات وقادة الطاقة ؟
هذا المؤتمر سيساهم في تعزيز الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لأنه لا يمكن أن يحدث هذا الانتقال بدون شراكة حقيقية بين القطاع العام والقطاع الخاص ومؤسسات التمويل الدولية والمحلية، والهدف أن تجتمع كل هذه الأطراف لخلق شراكات جديدة وتعزيز التعاون، كما سيجمع المؤتمر الشركات الناشئة في الطاقة المتجددة وممثلي الطاقة العالميين للاطلاع على التحديات والمشروعات التي تطمح الدول إلى تطويرها.
وبالنسبة للقطاع الخاص والشركات الصغرى سيكوت الحدث بمثابة فرصة كبيرة لهم للقاء الجهات التمويلية والتعرف على فرص التمويل المتاحة .
3-ما هي أهم القضايا التي سيناقشها الحدث؟
أهم القضايا التي سيتم مناقشتها، مسار انتقال الطاقة في المنطقة العربية، وأهم التحديات والمعوقات وقصص النجاح لمشروعات الطاقة المتجددة، ومناقشة التمويل والعمل على تحقيق مضاعفة الطاقة المتجددة ثلاثة مرات، ومضاعفة كفاءة الطاقة مرتين بحلول 2030 وفقا لما تم التعهد به في مؤتمر دبي العام الماضي.
وسيناقش الحدث أيضاً الهيدروجين الأخضر وإنتاجه وإمكانية لعب المنطقة دور في تصدير الهيدروجين الأخضر ومشتقاته إلى السوق الدولية، ومناقشة توحيد معايير إنتاج الهيدروجين الأخضر.
أيضاً سيناقش الترابط بين المياه والطاقة والغذاء، وتأثير إنتاج الطاقة المتجددة على التنوع البيولوجي، والاقتصاد الدائري، والمكونات النادرة التي تدخل في صناعة ألواح الطاقة الشمسية وتوربينات الرياح، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 خاصة في القطاعات الصناعية مثل النسيج والصلب وغيرها .
4-ما هي التحديات الرئيسية التي تواجهها المنطقة لزيادة استخدام الطاقة المتجددة؟
هناك تحديات عديدة في المنطقة متعلقة بالوضع الاقتنصادي والاجتماعي والسياسي مما يعيق الانتقال إلى الطاقة المتجددة، مثل العدوان على غزة الذي يخيم بظلاله على المنطقة ويؤثر على الاستثمار وعلى فرص تحقيق الخطط الاقليمية والوطنية، إضافة إلى الوضع غير المستقر في السودان واليمن وسوريا وليبيا ولبنان، ونأمل أن تنحسر المشكلات الإقليمية، وأن يتم خلق مناخ مناسب لتشجيع الاستثمارات وإحداث تحول كبير نحو الطاقة المتجددة .
وهناك تحديات متعلقة بالتمويل فهناك تمويلات دولية يصعب الحصول عليها لغياب المشروعات القابلة للتمويل، وهناك صعوبات في إشراك مؤسسات التمويل المحلية، و صعوبات متعلقة بالإطار التشريعي والقوانين التي تحتاج إلى بعض التعديلات الجذرية لتكون محفزة أكثر على الاستثمار، وهناك تعديلات متعلقة بالبنية التحتية إذ يجب أن يواكب تطوير الطاقة المتجددة الاستثمار في البنية التحتية مثل الشبكات الكهربائية والربط الكهربائي بين الدول، مما يساهم في فرص تصدير محتمل في المستقبل للهيدروجين الأخضر .
5-ما هي فرص الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة في المنطقة؟ وهل نحن على الطريق الصحيح للوفاء بتعهد cop28 ؟
لدينا فرص واعدة للاستثمار في الطاقة المتجددة في المنطقة، لأنه لدينا أفضل أسعار للكهرباء المنتجة من الطاقة المتجددة في العالم، وهذا يمنح فرص مهمة للمستثمرين، وهناك أراضي واسعة يمكن استغلالها للطاقة المتجددة.
وهناك إرادة سياسية وإصلاحات على مستوى السياسات والقوانين والأدوات التنمويلية، كمان أن هناك جهد من حكومات المنطقة لتقاسم المخاطر مع القطاع الخاص .
وأعتقد أنه لو تم الوفاء بالطموحات الموجودة للدول، سوف نستطيع مضاعفدة استخدام الطاقة المتجددة كما تم الالتزام في الكوب،ولكن هذا مقترن بإسراع الدول في تنفيذ تعهداتها الوطنية الحالية.
6-كيف سيدعم زيادة استخدام الطاقة المتجددة اقتصادات المنطقة العربية؟
هناك آثار مترتبة مثل خلق فرص العمل الجديدة وتنويع الفرص الاقتصادية، لأن المنطقة تحتوي على إمكانات هائلة متعلقة بالطاقة الشمسية وغيرها من المصادر المتجددة.
وهناك مساحات كبيرة من الأراضي التي يمكن تخصيصها لمشروعات الطاقة المتجددة، كما أن هناك إمكانات مالية خاصة في بعض الدول مثل دول الخليج لدعم هذه المشروعات، إضافة إلى وجود منظمات دولية تبذل الجهد لمساعدة المنطقة على دعم الانتقال إلى الطاقة المتجددة.
7-ما هي النصائح التي تقدمها للشركات الناشئة التي ترغب في الدخول إلى سوق الطاقة المتجددة؟
يجب على الشركات الناشئة أن تقوم بجهد في بناء القدرات، إذ أن لديها فرص كبيرة لتشغيل الشباب ودعم الابتكارات، والتواصل مع القطاع البنكي والمراكز الإقليمية مثل مركزنا لنقوم بتعريفهم بالفرص التميولية الحالية، وأن يسعون لعقد الشراكات مع القطاع الحكومي والشركات الأخرى في القطاع الخاص لاقتناص الفرص لتطوير مشروعات الطاقة المتجددة.