كشفت شركة فورتينت – المتخصصة في مجال حلول الأمن السيبراني الواسعة والمتكاملة- عن إصدار تقريرها السنوي لأمن السحابة لعام 2024، والذي يقدم تحليلًا معمقًا ورؤى ثاقبة حول أحدث الاتجاهات التي تشكل مشهد الأمن السحابي، مع التركيز على التحديات الرئيسية التي تواجهها المؤسسات السعودية في حماية بيئات السحابة المعقدة، وتحليل حلول الأمن واستراتيجياته التي يمكن من خلالها ضمان حماية فعالة للبيانات والأنظمة.
ويستعرض التقرير، الذي يستند إلى دراسة استقصائية شملت 927 خبيرًا في مجال الأمن السيبراني حول العالم، توجيهات هامة للمؤسسات السعودية التي تسعى إلى تبني تقنيات الحوسبة السحابية بأمان وكفاءة، ويأتي إصداره تأكيدًا على التزام فورتينت بدعم مسيرة التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية، من خلال توفير حلول أمنية متقدمة تساعد المؤسسات على حماية بيئات السحابة الخاصة بها، وتعزيز قدراتها في مجال الأمن السيبراني، بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030 لبناء اقتصاد رقمي آمن ومزدهر.
السحابة الهجينة
يظهر التقرير أن 78% من المؤسسات على مستوى العالم تتجه نحو تبني استراتيجيات سحابية هجينة أو متعددة السحابة، حيث تفضل هذه المؤسسات دمج عمليات النشر المتعددة في بيئة تشغيلية واحدة، وذلك للاستفادة من المرونة والتحكم والمزايا الفريدة التي تقدمها خدمات السحابة المختلفة.
ويشير التقرير إلى أن 43% من هذه المؤسسات تفضل استخدام البنية التحتية الهجينة التي تعتمد على المنصات السحابية العامة والخاصة معًا، بينما تتجه 35% أخرى نحو استراتيجية السحابة المتعددة، مما يعكس تفضيل المؤسسات للاستفادة من نقاط القوة لدى مختلف مقدمي الخدمات السحابية لتلبية حالات الاستخدام المختلفة، فيما يعتمد 22% فقط على موفر سحابي واحد، متبعين نهجًا محددًا يبسط الإدارة ولكنه قد يزيد من الاعتماد على مورد واحد.
وتؤكد هذه النتائج إلى أن المؤسسات تدرك بشكل كبير أهمية اعتماد نهج هجين أو متعدد للسحابة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية والارتقاء بتجربة العملاء، وحيث تتماشى هذه الاتجاهات العالمية مع توجهات الحكومة السعودية في دعم تبني تقنيات الحوسبة السحابية، وتنويع مقدمي خدمات السحابة بما يخدم التحول الرقمي لجميع القطاعات في المملكة.
تحديات السحابة
وعلى الرغم من الفوائد الكبيرة لاستراتيجية السحابة الهجينة، تواجه المؤسسات تحديات تعيق تبنيها بشكل أوسع، ووفقًا لتقرير فورتينت، فإن المخاوف المتعلقة بالأمن والامتثال تشكل عائقًا رئيسيًا، حيث يرى 59% من المشاركين في التقرير أنها تعيق تبني السحابة المتعددة، تليها التحديات التقنية، حيث أشار 52% منهم إلى أن اعتماد السحابة ليس سهلًا دائمًا، فهي تتطلب مهارات وتقنيات محددة لإدارة بيئات السحابة المعقدة، مما قد يعيق المؤسسات التي تفتقر إلى هذه الموارد.
وإضافة إلى ذلك يدرك 49% من المشاركين أن نقص الموارد، بما في ذلك نقص خبرة الموظفين وقيود الميزانية، تُشكل عقبة كبيرة أمام نجاح المبادرات السحابية، مؤكدين ضرورة الاستثمار الكافي في الموارد البشرية والمالية؛ لتطوير المهارات اللازمة وإدارة البيئات السحابية بشكل فعال.
وتؤكد هذه التحديات على ضرورة استثمار المؤسسات السعودية في حلول أمنية سحابية قوية تلبي احتياجاتها، وتعالج مشهد التهديدات المتطورة، وتساعدها على تحقيق أهدافها الاستراتيجية، مع تعزيز أمنها السيبراني والتوافق مع المتطلبات التنظيمية في المملكة.
نقص الكفاءات
ويشير التقرير إلى تحدى هام آخر تواجه استراتيجيات تبني السحابة، وهو النقص الحاد في الكفاءات المؤهلة في مجال الأمن السيبراني، حيث أعرب 93% من المشاركين في دراسة التقرير عن قلقهم بشأن النقص الحاد في المتخصصين المؤهلين في هذا المجال على مستوى الصناعة، مما يؤثر بشكل مباشر على قدرة المؤسسات على تنفيذ مبادراتها السحابية الاستراتيجية، والحفاظ على وضعها الأمني.
حيث تؤدي هذه الفجوة بين الطلب المتزايد على المواهب الماهرة في مجال الأمن السيبراني والقوى العاملة المحدودة إلى ازدياد نقاط الضعف الأمنية والتحديات التشغيلية في مشهد سيبراني متزايد التعقيد، ولذلك تؤكد فورتينت على أهمية تبني المؤسسات السعودية لنهج متعدد الأوجه لمعالجة هذا التحدي، والذي يركز على تعزيز الشراكات مع المؤسسات الأكاديمية لاستقطاب المواهب الجديدة، والاستثمار في برامج التدريب والتطوير لتنمية المواهب الداخلية، والتكيف مع المتطلبات المتطورة للأمن السحابي.
منصة موحدة
ويقدم التقرير حلًا فعالًا لمواجهة تحديات الأمن السيبراني ونقص الكفاءات في بيئات السحابة الهجينة، وذلك من خلال اعتماد منصة أمن سحابة موحدة ومتكاملة، حيث يرى 95% من المشاركين أن اعتماد منصة أمان سحابية موحدة سيوفر الحماية للبيانات بشكل متسق وشامل عبر جميع بيئات السحابة المختلفة.
فمن خلال المنصة الموحدة، ستتمكن المؤسسات من تخفيف العبء التشغيلي للتنقل بين واجهات الأمان المتعددة، وتعزيز الوضع الأمني العام، وتوفير حماية فعالة ضد الهجمات الآلية والمتطورة، ويتماشى هذا النهج مع تركيز المملكة على الاستفادة من التقنيات المتقدمة، بما في ذلك حلول أمن السحابة الموحدة، لتعزيز الأمن السيبراني ودفع عجلة التحول الرقمي في جميع قطاعاتها.
تأمين السحابة
وفي هذا الصدد، صرح سامي الشويرخ -المدير الإقليمي الأول لشركة فورتينت في المملكة العربية السعودية- قائلًا: “مع تقدم المملكة بثبات نحو التحول الرقمي، وتزايد اعتمادها على حلول الحوسبة السحابية لتحقيق أهداف رؤية 2030، أصبحت أهمية تأمين هذه البيئات السحابية أكثر وضوحًا، كما أصبح ضمان أمن البيانات والأنظمة على هذه المنصات الرقمية أولوية قصوى بالنسبة للمؤسسات في المنطقة”.
وتابع: “إن تقرير أمن السحابة لعام 2024 يسلط الضوء على التحديات وأفضل الممارسات التي يجب على الشركات السعودية معالجتها لضمان أمن وامتثال عملياتها المستندة إلى السحابة”.
وأكد الشويرخ أن شركة فورتينت تعمل على مساعدة المؤسسات السعودية من التغلب على تحديات اعتماد السحابة، والتركيز على دفع الابتكار والنمو ، وذلك من خلال توفير رؤية موحدة، وتنفيذ للسياسات المتسقة، وأتمتة أمنية متقدمة عبر البيئات السحابية الهجينة والمتعددة.